Wednesday, June 27, 2018

المحفظة أعمق مما نتخيل

المحفظة أعمق مما نتخيل

(مترجم)
الخبر: السياسيون الباكستانيون ملزمون قانونًيا بالتصريح عن ممتلكاتهم أمام لجنة الانتخابات الباكستانية (ECP) لإظهار الشفافية في شؤونهم المالية. وقد أعطى ذلك الناخبين لمحةً عن الحسابات المصرفية والسندات العقارية لزعمائهم بعد أن كشف مسؤولو الانتخابات عن الممتلكات التي تم الإعلان عنها في أوراق المرشحين. (thenational.ae) 
التعليق:
خلال الـ71 عامًا من عمر باكستان لم يسبق للناس أن رأوا زعيمًا ينفق ثروته الشخصية عندما يكون مشغولًا بالتركيز على تأسيس هذا البلد وتقوية اقتصاده. ويبين تاريخ كل من حكومات باكستان سواء المنتخبة أو المفروضة أن كل من جاء إلى السلطة بنى ثروةً هائلةً بينما حرم الناس العاديين من إشباع ضرورياتهم الأساسية. يدفع الناس مبالغ باهظة من الضرائب المباشرة وغير المباشرة على الخدمات المقدمة سيئة الجودة والسلع ذات الجودة المنخفضة. ينفق أفقر 10 في المائة من سكان باكستان حوالي 17 في المائة من إجمالي دخلهم على الضرائب غير المباشرة (على السلع) بينما ينفق أغنى 10 في المائة من السكان حوالي 10 في المائة فقط من إجمالي دخلهم على الضرائب غير المباشرة. إن أحد الأمثلة على كيفية إنفاق هذه الضريبة هو أن الإنفاق اليومي لمنزل رئيس الوزراء يبلغ حوالي 2.3 مليون روبية.
فالأراضي الزراعية، والممتلكات، والسيارات الفاخرة، والخيول، والحسابات المصرفية التي صرح بها وأعلن عنها هؤلاء السياسيون، لا تقترب حتى مما يمتلكونه فعلاً. ووفقاً لأحدث تقرير لصحيفة ديلي ميل، فإن ميان نواز شريف وأبناءه يملكون ما يقدر بـ32 مليون جنيه إسترليني من الممتلكات في أماكن لندن الأكثر غلاءً. جميعهم يستنزفون من لحم ودم المسلمين ومن الموارد التي وهبها الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة. إن الحكام الحاليين، والحكام السابقين، والحكام القادمين، كلهم يعيشون ببذخ؛ فأطفالهم يدرسون في جامعات أجنبية، ومرضاهم يعالجون في مستشفيات أجنبية... بينما يُطلب من شعبهم الحفاظ على الموارد والعمل بشكل أكبر!
يجب على هذه الأمة أن تدرك أن القيادة هي موضع ثقة ومسؤولية كبيرة، ويجب أن تعطى فقط لأولئك الذين لديهم "تقوى" بالإضافة لامتلاك شخصية قوية وقادرة. عندما يتحمل مثل هؤلاء الأشخاص مسؤولية الحكم، فإنهم يجلبون الأفضل لمن يحكمونهم بدلاً من الاهتمام بجعل أعمالهم الشخصية تنمو وتزدهر. بعد أن أخذ عمر بن عبد العزيز البيعة وأصبح خليفة المسلمين، وجد المواكب في انتظاره. فقال عمر: "لست بحاجة لذلك". "فبغلتي ستقوم بذلك. بع هذه الخيول وضع عائداتها في بيت المال". كما أرسل الحراس بعيدًا قائلاً "لا أريد أن أبتعد عن أمتي". ورفض جميع الكماليات قائلا: "بعها وضع الأموال في بيت المال". كلنا نعرف أن الإرث الذي تركه عمر بن عبد العزيز كان لأنه لعب بالفعل دور نائب رسول الله، المسؤول أمام الله وحده. في اللحظة التي أصبح فيها الخليفة، لم يكن كأمير أكثر من ذلك.
لقد انتخب سكان المنطقة أردوغان الذي يعيش في قصر تبلغ قيمته أكثر من 700 مليون دولار في حين يتشتت ويموت المهاجرون السوريون في الخيام ويعذب أهل الأرض المباركة فلسطين تحت نظره. بينما في باكستان يكون الخيار بين ميان نواز شريف الذي حصل على الأصوات في عام 2013 مع وعده باستعادة عافية صديقي وعمران خان الذي انتقده لعدم تنفيذ وعده. لا يبدو أن أياً من هؤلاء يهتم بوضع أمر عافية صديقي على جدول أعماله. يجب أن يعرف شعب باكستان أن هذا التخلي والخذلان سوف يكبر أكثر ويصل إلى كل ما يحاولون حمايته حتى يحين الوقت الذي يقفون فيه فارغي الأيدي. لذا من الأفضل أن نتخلى عن هؤلاء الخونة أولاً حتى لو خسرنا شيئًا والذي لا يعد خسارة لأننا سنتاجر مع ملك الملوك؛ الله سبحانه وتعالى.
قال : «إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ وَإِنَّهَا سَتَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسْرَةً وَنَدَامَةً فَنِعْمَتِ الْمُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الْفَاطِمَةُ»
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان
  14 من شوال 1439هـ   الموافق   الخميس, 28 حزيران/يونيو 2018مـ

No comments:

Post a Comment