Monday, May 29, 2017

وحده المسلمين هي ما يجب أن نزرعه ونبثه في قلوب أطفالنا

وحده المسلمين هي ما يجب أن نزرعه ونبثه في قلوب أطفالنا

الخبر: نقل موقع مصر العربية الاثنين 2017/5/22م، ما قاله الشيخ أسامة الأزهري خلال افتتاح فعاليات «القوافل التنموية الثقافية» في قصر ثقافة بني سويف، تحت عنوان "في حب مصر" إن التيارات والجماعات (الإرهابية) ادعت أن الدين الإسلامي لم يدعُ إلى حب الوطن، مطالبًا بضرورة زرع حب الوطن وبثه في قلوب الأطفال.
التعليق:
بعث الله نبيه ﷺفي قوم أهل جاهلية تحكمهم وتتحكم فيهم العصبية والطبقية فأخرجهم برسالته من الظلمات إلى النور وساوى بينهم كأسنان المشط وأزال كل العصبيات وربط بينهم برباط واحد هو رباط العقيدة الإسلامية التي جمعت بين عليٍّ العربي وبلالٍ الحبشي وصهيبٍ الرومي وسلمانَ الفارسي على غير أنساب بينهم، وهو نفسه الرابط الذي فرّق بين محمد ﷺ وهو عربي وبين أبي جهل رغم رابطة الوطنية بينهم وفرق أيضا بينه وبين عمه أبي لهب رغم رابطة النسب والقومية، فكل رابطة غير رابطة العقيدة الإسلامية هي رابطة منهي عنها. ولا يقال أبدا إن الوطنية هي حب الموطن أو بلد المنشأ أو السكن، بل الوطنية رابطة هشة عفنة يستدعيها العملاء للتصدي لرابطة العقيدة الإسلامية وتمييع قضيتها والتزلف لأعداء الأمة.
إنه لمن العار أن يتبنى من يدعون العلم في بلدنا رؤية أعدائنا فيصمون دينهم والعاملين لتطبيقه بـ(الإرهاب) تملقا لعدو لن يرضى عنهم حتى يتبعوا ملته، والغريب أن الوطن الذي يتحدثون عن حبه قد خط حدوده ورسم رايته وحدد ألوانها الكافرُ المستعمر! فعن أي وطن تتحدث أيها الأزهري؟!!.
لقد كرمنا الله بالإسلام وأتمه وأكمله وارتضاه لنا فنعم الكرامة ونعم المنة والفضل، وقد أعزنا الله به قرونا طويلة كانت فيها دولة الإسلام واحدة يحكمها حاكم واحد، وكانت أمتنا أمة واحدة بعربها وعجمها وشامها وفُرسها وكُردها وكل أجناسها؛ لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وظل المسلمون في ظلها أمة واحدة من دون الناس؛ يجير على ذمتهم أدناهم ويرد عنهم أقصاهم وهم يد على من سواهم، وظهر ذلك جليا واضحا في هؤلاء الذين انبروا دفاعا عن الأمة وعن عقيدتها وعن أرضها ودفعا لعدوها... فصلاح الدين لم يكن مصريا ولا فلسطينيا ولا حتى عربياً بل هو كردي من أبناء هذه الأمة، وقطز لم يكن مصرياً ولا حتى عربياً، والقاسم المشترك هنا أن حبهم وولاءهم كان لعقيدتهم التي غرست في نفوسهم فجعلت منهم رجالا لهم قامات تطاول الجبال، ولنا في رسول الله ﷺخير أسوة؛ فقد ولد في مكة وهاجر إلى المدينة واتخذ منها عاصمة لدولته ولم يعدل عنها عندما فتح الله عليه مكة، ولا نجد في سنته ولا سيرته ما يدعونا إلى حب الوطن والتمسك بالأرض، فضلا عن حدود سايكس بيكو التي يقدسها البعض الآن.
أيها العلماء! إن الحب والبغض والولاء والبراء يكون في الله ولله وكما أمر وأراد، وهو ما يجب أن يكون رابطا بيننا وما ينبغي أن نغرسه غرسا في نفوس أبنائنا وبيّنه الله لنا في كتابه قائلا ﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ﴾ فالحب والبغض والولاء والبراء يجب أن يكون أساسه الإسلام وهو ما يجب أن ننشئ عليه أطفالنا حتى تكون غايتهم أن يصبح الإسلام واقعا عمليا مطبقا في دولة خلافة على منهاج النبوة.
يا أهل مصر الكنانة! إن مَن يدعونكم إلى حب الوطن يخادعونكم ويسلمونكم إلى عدوكم فالوطن المزعوم رسمه وحدّ حدوده عدوُّكم وأقام على حكم هذه الأوطان المزعومة أسوأ وأرذل من فيكم ليكونوا خدما له يخضعونكم لسلطانه، وهؤلاء اتخذوا لهم بطانة من الساسة الخونة وعلماء السوء الأدعياء ليعينوهم على خداعكم فلا تسمعوا لهم ولا تسلموهم قيادتكم واسمعوا لمن يريد خيركم ويسعى لخلاصكم وانعتاقكم من التبعية للغرب الكافر ويعمل فيكم مواصلا ليله نهاره حتى يستنجز وعد ربكم فتقام فيكم الخلافة على منهاج النبوة تعيد عزكم المسلوب وسلطانكم المفقود، فكونوا مع إخوانكم في حزب التحرير فهم عدتكم وعتادكم وهم إخوانكم الذين لم ولن يكذبوكم وهم وحدهم من يحملون ما تحتاجه مصر والأمة لتعتلي عرش عزها وتستعيد مكانتها سيدة للدنيا كما كانت، فاحتضنوا فكرتهم وأعطوهم قيادتكم فلا عز لكم بدونهم ودون ما يحملون، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله والله بصير بالعباد.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
4 من رمــضان المبارك 1438هـ   الموافق   الثلاثاء, 30 أيار/مايو 2017مـ

No comments:

Post a Comment