Saturday, May 27, 2017

أسد إفريقيا المزعوم يريق ماء وجهه ممنّياً النفس بلمسة مباركة من يد شيخه ترامب

أسد إفريقيا المزعوم يريق ماء وجهه ممنّياً النفس بلمسة مباركة من يد شيخه ترامب

الخبر: في حواره مع جريدة الشرق القطرية يوم 16 أيار/مايو قال الرئيس السوداني:
"كوني الآن أشارك في قمة فيها الرئيس الأمريكي، أعتقد أن هذه نقلة كبيرة جدا في علاقاتنا مع المجتمع الدولي، وأكبر مؤشر لمن يخوفون الآخرين أني أشارك في قمة يشارك فيها الرئيس الأمريكي".
وبعدها بيومين أكد وزير خارجيته غندور أن البشير سيغادر يوم الجمعة للرياض للمشاركة في القمة العربية - (الإسلامية) - الأمريكية في الرياض.
التعليق:
بدأت هذه القصة المهزلة المهينة بتصريح منسوب لمدير مكاتب الرئيس، وزير الدولة برئاسة الجمهورية، الفريق طه عثمان الحسين نقلته صحيفة اليوم التالي يوم الخميس 11 أيار/مايو (سودان تربيون، 11 أيار/مايو) ذكر فيه أن البشير تلقى دعوة رسمية من الملك سلمان لحضور قمة الرياض. خرج علينا أسد إفريقيا، كما لقبته بعض وسائل إعلام التطبيل في السودان، عمر البشير، فرحا منتشيا بهذه المكرمة الترامبية في لقائه آنف الذكر مؤكدا هذه الدعوة. هذا وقد قام أكثر من مسئول سعودي بتأكيد دعوة البشير لحضور القمة. لم تدم فرحة البشير طويلا فقد نقلت الأسوشيتد برس عن مسؤول في الخارجية الأمريكية لم تسمه في يوم الثلاثاء نفسه قوله: "إن الولايات المتحدة تعارض دعوة أي شخص مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك البشير". أتبع ذلك بيان صريح للسفارة الأمريكية بالخرطوم جاء فيه: "نعارض الدعوات أو التسهيلات أو الدعم لسفر أي شخص يخضع لمذكرة اعتقال صادرة من محكمة الجنايات الدولية، بما في ذلك البشير".
أي صَغار هذا؟ وأية صفعة توجهها أمريكا لعملائها في السودان والسعودية؟ وبدلا من أن تثور الحمية والرجولة والعزة لدى حكام البلدين ضد هذا الاستفزاز والإهانة الشديدين، صارا يسابقان الزمن لتنفيذ الإرادة الترامبية بعدم حضور البشير! فقد أرسل خائن الحرمين سلمان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء محمد بن عبد الملك آل الشيخ للخرطوم على جناح السرعة، وقابل البشير، ولم يصرح لوسائل الإعلام. بالرغم من ذلك خرجت علينا بعض وسائل الإعلام ومنها وكالة الدولة الرسمية للأخبار لتؤكد تسلم البشير دعوة لحضور القمة! ما هذا يا قوم؟ الرئيس يصرح قبل أيام بحضوره للقمة، ومدير مكاتبه يؤكد قبلها تسلمه دعوة للحضور، ثم تأتوننا الآن لتقولوا بأن زيارة المبعوث السعودي كانت من أجل دعوة البشير؟ أي غباء هذا؟ والله لقد بلغ بكم الاستخفاف بعقول الناس مبالغ الجنون! لم يحس البشير ولا أركان دولته بأي حرج وهم ينشرون بعدها بيوم خبر اعتذار البشير عن حضور القمة! والله إن المرء ليحس بغصّة من تصرفات هؤلاء الأنذال ومن كأس الذل والهوان الذي يتجرعونه يوما بعد يوم، ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام. ومن يهن الله فما له من مكرم. البشير وزمرته يصدق فيهم قول المولى عز وجل: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [المائدة: 52].
أمريكا ترامب تتخبط وتتكبر وتزداد تجبرا. فدعوة البشير ابتداء كانت بأمرها، وحين هبت رياح الاستنكار لدعوته من القارة العجوز ومن الداخل الأمريكي سارعت بالتراجع، بوقاحة وصلف وعنجهية زائدتين؛ وذلك لعلمها بأن حكام الضرار في الخرطوم والرياض ترتعد فرائصهم رغبة ورهبة من جبروتها، وذلك لإيمانهم بأن لا بقاء لهم في الحكم إلا بسندها ورضاها عنهم، ساء ما يحكمون.
فيا أيها العقلاء في أرض النيلين والحجاز: أيرضيكم أن ينطبق علينا قول المولى عز وجل: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾؟
ويا أهل القوة والمنعة في جيوش البلدين: ألا تحبون أن يرضى عنكم ساكن السماء والأرض بتغييركم على حكام الضرار، رويبضات العصر هؤلاء؟
ويا أمتي! هيا انهضي في وثبة لا تيأسي فالنصر بعد كفاح، وقد هبت رياحه!
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي
1 من رمــضان المبارك 1438هـ   الموافق   السبت, 27 أيار/مايو 2017مـ 

No comments:

Post a Comment