Wednesday, June 29, 2016

الفتنة أشدّ من القتل

الفتنة أشدّ من القتل

(مترجم)
الخبر: قال الدكتور محمد محفوظ رئيس ديوان علماء الحزب الإسلامي الماليزي مؤخرًا إن حكومة ولاية بينانع أقرّت إنشاء لجنة للمثليين المتحولين جنسيًا. ومع ذلك فقد نفى البيان الصادر عن السيد ليم غوان أنغ، رئيس وزراء بينانع، بالقول "إن هذا القول "فتنة" ضد حكومة الولاية". وفي مؤتمر صحفي نفى السيد ليم غوان أنغ أن حكومة الولاية تحت قيادته قد رخّصت للجنة جمعية المثليين، وقال أيضًا إن اللجنة التي تم تأسيسها كانت مبادرة فردية لأحد أعضاء الجمعية في بينانغ. وفي السياق نفسه قام السيد ليم كيت سيانغ والد، رئيس وزراء بينانغ والذي يشغل منصب مستشار الحزب الديمقراطي، بإصدار بيان يذكر أن "الفتنة" أشد من القتل. وقد أصدر البيان بعد ادعاءات بأن الحزب سيسمح للكيان الصهيوني ببناء قاعدة عسكرية في بورت ديكسون، نيجيري سيمبيلان إذا ما تمكنوا من (إلقاء القبض) على بوتراجايا. وفي مؤتمر صحفي قال ليم كيت سيانغ "وفقا للقرآن فإن الفتنة أشد من القتل". ويبدو أن تصريح ليم كيت سيانغ حول "تعليم" المسلمين أحكام القرآن قد لقي ردود أفعال مختلفة من عدة أطراف.
التعليق:
في اللغة المالاوية يتم استخدام كلمة "فتنة" بمعنى "الشتم". تستعمل كلمة "فتنة" على نطاق واسع في الكتابة وفي الأحاديث اليومية من قبل متحدثي المالاوية. ومعنى كلمة "فتنة" في القرآن الكريم واضح في هذه الآية: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ..﴾
قال ابن كثير في التفسير أن معنى "والفتنة أكبر من القتل" هو: ...أن الكفار قد ضغطوا على المسلمين وأرهبوهم سابقًا في أمور الدين حتى تمكنوا من إعادة بعضهم إلى الكفر بعد الإيمان. وكان هذا العمل خطيئة أكبر عند الله سبحانه وتعالى من القتل. كلمة "الفتنة" في هذه الآية يحمل معنى الكفر والشرك والصدّ عن سبيل الله ويتضمن أيضًا طرد المسلمين من منازلهم ومصادرة أملاكهم وإلحاق الضرر بهم وصدّهم عن ممارسة الإسلام. وبالتالي فإن الله سبحانه وتعالى يقصد في هذه الآية أنّ الاضطهاد الذي تعرض له المسلمون من قبل قريش في ذلك الوقت أسوأ بكثير بالمقارنة مع القتال في الأشهر الحرم.
وبالتالي فإن معنى كلمة "الفتنة" في لغة الملاوي التشهير أو القذف، وهو معنى مختلف تمامًا عن معنى "الفتنة" في الإسلام. وقد أخطأ ليم كيت سيانغ بوضوح في تصريحه. في الواقع قد يكون من الحكمة التذكير بأنه قد ثبتت إدانته هو وحزبه في إثارة "الفتنة". فهم بالتأكيد مذنبون بمهاجمة الشريعة الإسلامية ودعم الانتقادات ضد قانون الحدود، ومسألة حضانة الأطفال في الإسلام والضغط على السلطات لسحب مساعدات المدارس الدينية والعديد من القضايا الأخرى المتعلقة بالإسلام. هذه من بين الأمثلة على "الفتنة" التي ارتكبها ليم كيت سيانغ وعصابته بالمعنى الصحيح الذي ذكره القرآن. هذه "الفتنة" التي يرتكبها غير المسلمين في ماليزيا ضد المسلمين والإسلام هي نتيجة لتطبيق النظام العلماني الديمقراطي الفاسد وتمجيد فكرة الحرية في هذا البلد. إن وحشية غير المسلمين في محاربة الإسلام والتفسيرات الخاطئة للشريعة هي مظهر من مظاهر الجهل والكراهية التي توجد في قلوبهم ضد الإسلام والمسلمين. وعلى الرغم من تمرير هجماتهم مع بعض المواقف "المتعاطفة" والادعاء بأنهم "مناصرون" لمصير المظلوم فإنهم لا يمكن أن يخفوا كراهيتهم تجاه الإسلام والمسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا
25 من رمــضان المبارك 1437هـ   الموافق   الخميس, 30 حزيران/يونيو 2016مـ

No comments:

Post a Comment