Tuesday, June 28, 2016

الجولة الإخبارية 29-06-2016

الجولة الإخبارية 29-06-2016

(مترجمة)
العناوين:
·        خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
·        ضعف المؤسسة الغربية
·        مستقبل الاتحاد الأوروبي
التفاصيل:
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
سبّبت النتيجة غير المتوقعة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أزمات كبيرة في أسواق المال. حيث انخفض الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ 31 عاماً. ومن المتوقع أن يكون هناك تأثيرات اقتصادية نتيجة لوجود شركات متعددة الجنسية الموجودة حاليًا في بريطانيا والتي تفكر حاليًا في الانتقال إلى القارة الأوروبية من أجل البقاء في الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، فإن الضربة الحقيقية للمؤسسة البريطانية ليست هي الجانب الاقتصادي، الأمر الذي ستعالجه بريطانيا من خلال إعادة المفاوضات لعلاقاتها مع أوروبا. إن هدف بريطانيا الواقعي في البقاء في أوروبا هو من أجل التأثير الكبير في صنع القرار الأوروبي، الأمر الذي سيكون صعبًا جدًا الآن مع وجود بريطانيا خارج أوروبا، وانفراد ألمانيا وفرنسا في قيادة أوروبا كما تشاءان. لقد حاولت بريطانيا دائمًا المحافظة على موقف تستطيع فيه إبقاء قدم لها في أوروبا وأخرى خارجها، من أجل المحافظة على مصالحها منفصلةً في الوقت الذي تتدخل فيه في الشؤون الأوروبية لتحقيق مصالحها الخاصة.
في الواقع إن سبب الفوز بصوت الخروج من الاتحاد الأوروبي كان نتيجة لاستمرار الوسط السياسي البريطاني في زرع قاعدة سياسية مناهضة لأوروبا وموازنة ذلك بقاعدة سياسية مؤيدة لأوروبا، حتى تستطيع بريطانيا الاستمرار في اتباع سياستها ذات الوجهين. تخشى بريطانيا من أن قاعدتها المناهضة لأوروبا سوف تختفي، وستكون في خطر الاندماج الكلي مع أوروبا وفقدان هويتها وسيادتها الوطنية. لذا فقد أخذت بعين الاعتبار دائمًا أنه من الضروري إبقاء نهج مناهض لأوروبا والذي يتمثل بالجناح الوطني لحزب المحافظين الحاكم.
ولكن المؤسسة البريطانية ما زالت تحمل العديد من البطاقات. لقد ضمِنت أن قائد حملة "المغادرة" هو رجلها، بوريس جونسون. وسوف يرون فيه أو في شخص آخر موالٍ لهم القيام بمفاوضات مستقبل العلاقات مع أوروبا بشكل تحقق فيه أوروبا أهدافها وتضمن مصالحها.
---------------
ضعف المؤسّسة الغربية
قدرة الغرب على إدارة شعوبهم قد أصابها الضعف. إن الجماهير الغربية ساخطةً جدًا على السياسات الحالية وحتى على أنظمتهم نفسها. ولكنهم لا يرون البديل. في أمريكا أصبحت شخصيات مناهضة للمؤسسة بشكل كبير مثل بيرني ساندرز ودونالد ترامب مشهورين جدًا في الانتخابات الحالية. بينما في بريطانيا نجحت حملة المغادرة ضد أمنيات والتخطيط الحذر للمؤسسة البريطانية. لهذا التصويت المسبب للخلاف تداعيات خطيرة ليس فقط على أوروبا ولكن أيضًا على وحدة بريطانيا والمملكة المتحدة.
ومعلقًا على ضعف المؤسسة السياسية في الغرب، كتب توني بلير في صحيفة نيويورك تايمز، "الحركات التمردية لليسار واليمين التي تتظاهر بحمل لواء الشعب تثور بوجه المؤسسة السياسيّة، وتستطيع الانتشار والنمو بشكل سريع. إن التغطية الإعلامية القطبية والمقسمة اليوم تشجع فقط على هذا التمرد؛ الأمر الذي تضخم عدة مرات من خلال ثورة التواصل الاجتماعي". وأضاف قائلاً "إن المركز السياسي قد خسر من قوته في الإقناع وفي وسائله الضرورية للتواصل مع الشعب الذي يسعى لتمثيلهم. في المقابل إننا نرى التقاء اليسار المتطرف مع اليمين المتطرف. اليمين يهاجم المهاجرين بينما اليسار متحامل على أصحاب رؤوس الأموال، ولكن روح التمرد، نافذة الغضب على من يتربع في السلطة والإدمان على الأجوبة البسيطة والغوغائية للمشاكل المعقدة، هي نفسها لكلا النقيضين. وهذا تأكيد على العداء المشترك للعولمة".
إن تسمية توني بلير الصريحة لمؤسسة سياسية وتصاعدها في مواجهة الحركات الشعبية هو أمر مدهش ويجب أن يكون درسًا لحقيقة الحكم الديمقراطي في الغرب. إنه في الواقع حكم الشعب من قِبل النخبة ولصالح النخبة.
------------------
 مستقبل الاتحاد الأوروبي
لقد وضع صوت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فكرة الاتحاد الأوروبي برمتها على المحك. العديد من الدول الآن الساخطة على قيادة الاتحاد الأوروبي بعد عقود من الجدل السياسي والعوائق البيروقراطية، ممكن أن يلجؤوا إلى استفتاءات شعبية من أجل مغادرة الاتحاد الأوروبي.
إن المشكلة في الاتحاد الأوروبي هي نموذج الدولة الوطنية الذي بدأ في صلح وستفاليا في القرن السابع عشر بعد عقود عديدة من الحرب التي مزقت أوروبا. إن الغرب ليس مستعدًا للتخلي عن هذا النموذج، والذي لم يكن موجودًا في التاريخ قبل الآن. وبحسب هذه الفكرة، فإن "الأمة" تملك الدولة والسيادة عليها. هذه الفكرة للأمة تفتقد التعريف المستقل. بمجرد ولادة الدولة، من الطبيعي لشعبها تطوير أفكار ومشاعر متميزة عن الشعوب التي تعيش في الدول الأخرى. لذا فإن تعريف الأمم يتبع تعريف الدول وليس العكس كما يطرحون بشكل نظري.
بالإضافة إلى هذا، فإنه من السهل على الأمم الانقسام مرةً أخرى إذا ما ظهرت نزاعات جغرافية مختلفة في نفس الدولة. ولكنه صعب للغاية على أمتين التوحد لتشكيل أمة واحدة.
سوف تبقى أوروبا منقسمة طالما تبنت نموذج الدولة الوطنية. إن مصالح الشعوب لن تنحاز أبدًا إلى منظمة فوق الوطنية. إن الوحدة الحقيقية تأتي فقط من توحيد الأمة، الأمر الذي يعني التعريف الفكري المستقل للأمّة وليس من قِبل كيانات الدولة الموجودة حاليًا.
يجب على المسلمين التعلم من التجربة الأوروبية. إن البلدان الإسلامية لن تتوحد على الإطلاق من قِبل منظمات فوق وطنية. إن الأمة الإسلامية قد عرفها الإسلام وليس الهياكل السياسية الحالية. إن الخلافة على منهاج النبوة هي الدولة الوحيدة للأمة الإسلامية جمعاء والتي لن يتم تشكيلها إلاّ من خلال انهيار الهياكل السياسية الموجودة وتوحيد الشعوب الإسلامية جميعها في دولة واحدة كبرى كما كان في السابق.

No comments:

Post a Comment