Wednesday, June 29, 2016

الهجوم الإرهابي في مدينة أكتوبي هو خدعة أخرى للطاغية نزارباييف

الهجوم الإرهابي في مدينة أكتوبي هو خدعة أخرى للطاغية نزارباييف

(مترجم)
الخبر: في 8 حزيران/يونيو 2016 أوردت (IA) نوفوستي كازاخستان الخبر التالي: "أدلى رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف ببيان حول الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم 5 حزيران/يونيو في أكتوبي". وجاء في البيان: "كما تعلمون فقد وقع في 5 حزيران/يونيو هجوم إرهابي في أكتوبي. ولقد اتخذت سلطات تنفيذ القانون التدابير اللازمة لقمع هذا العمل الإجرامي وتدمير وتحييد الإرهابيين. بناءً على تعليماتي، فإن مجموعة التحقيق المشتركة بين الإدارات الخاصة برئاسة وزير الداخلية قد كانت تعمل. ويجري التحقيق تحت إشراف شخصي من النائب العام. وستتم محاكمة جميع المجرمين بأقصى حد يسمح به القانون. ووفقاً لبعض البيانات، فقد نفّذ العمل الإرهابي من قبل متطرفين ينتمون إلى تنظيمات تدعي أنها دينية، حسب توجيهات الجهات الخارجية".
التعليق:
في 5 حزيران/يونيو، قامت مجموعة من الأشخاص والتي يطلق عليها "الإرهابيين الإسلاميين" بمهاجمة متجرين. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، فقد هاجمت المجموعة حافلة تابعة للوحدة العسكرية 6655 من الحرس الوطني لكازاخستان. ونتيجة لهذا الحدث فقد قتل 4 مدنيين و18 مسلحاً و3 جنود، وتم اعتقال 7 مسلحين و8 أشخاص يشتبه في مساعدتهم للمسلحين. في البداية، كشف التحقيق مع الأشخاص المشتبه في تورطهم أن 45 شخصاً شاركوا في المناقشة والإعداد للهجوم الإرهابي. ولكن تبين لاحقاً أن 25 شخصاً فقط من الـ45 شخصاً قد شهدوا الأحداث اللاحقة. وتعترف وزارة الشؤون الداخلية في كازاخستان ووزارة الدفاع أن ما حدث في أكتوبي هو هجوم إرهابي.
وكانت النتائج المترتبة على تلك الأحداث فورية. ففي 10 حزيران/يوينو، أصدر رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف في مجلس الأمن تعليمات للحكومة لتطوير مجموعة من المبادرات التشريعية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وتهريب وبيع وتخزين الأسلحة في منطقة المؤسسات المتعلقة بالهجرة والدينية خلال شهرين.
وحدد الخبراء الموالون للحكومة على الفور المسار "الإسلامي" واتهموا تنظيم الدولة بالحادث. على سبيل المثال، قال "علي بيك كيمانوف"، الخبير في الشؤون الدينية والقانون، ورئيس مركز المؤسسة العامة “Akniet” "إن العامل الرئيسي في تطرف الجماعات الدينية هو الموقف اتجاه (تنظيم الدولة)، ففي السنوات الأخيرة، قام العديد من سكان منطقة (أكتوبي) بالانتقال إلى سوريا. وكان من بين المحفزات نداء (أبو محمد العدناني)، وهو المتحدث الصحفي لتنظيم الدولة، بتاريخ 22 أيار/مايو عام 2016، والذي دعا فيه لتنفيذ هجمات إرهابية في الدول التي سلطاتها لا تسمح لها بالذهاب إلى سوريا".
والأبرز من ذلك هو حقيقة وقوع أحداث مماثلة مؤخرًا في طاجيكستان، في أيلول/سبتمبر 2015؛ وفي قرغيزستان بتاريخ 20 تموز/يوليو عام 2015، ومثل هذه الحالات كثيرة. وكما يحدث عادة، تقوم مجموعة من عدة أشخاص، لا يملكون التدريب العسكري والأسلحة، بمهاجمة هدف ما. ونتيجة لهذا الهجوم، يُقتل معظم مرتكبو الهجوم أثناء الاعتقال، ويجلب عددٌ منهم للمحاكمة في خضم دعاية واسعة النطاق.
ولكن في المدى الطويل، وبعد هذه الأحداث، يصبح نظام الحكم في البلاد أكثر وحشية تجاه شعبه وخصوصاً المسلمين المتدينين منهم. فبإمكان السلطة أن تقوم باعتقال ومحاكمة أي رجل غير مرغوب فيه فتتهمه بإعداد هجوم إرهابي أو ما شابه ذلك. وعلاوةً على ذلك، فإن السلطات تقوم باعتقال عشرة أشخاص غير متهمين في آن واحد، ثم تفتعل قضية جنائية تتهمهم من خلالها بالإعداد لهجوم إرهابي والحكم عليهم بالسجن لمدة طويلة.
تزامن "الهجوم الإرهابي" السابق في كازاخستان إلى حد كبير مع الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة للشعب على التغييرات التي أدخلت على قانون الأراضي في الجمهورية التي تسمح بتأجير الأراضي للأجانب، ولا سيما الصين، لمدة تصل إلى 25 سنة. ففي نيسان/أبريل من هذا العام اندلعت الاحتجاجات التي شارك فيها الآلاف في مدن عدة من البلاد: أتيراو، وأكتوبي وسيميبالاتينسك. وفي أيار/مايو، اندلعت في مدن جاناوزن وأورال وبافلودار. وكادت تظاهرات احتجاجية أخرى تحدث في أكتاو وألماتي وأستانا وكيزيلوردا، لكن السلطات قامت بتفريقها بعنف.
لقد قام نظام الطاغية بافتعال "الهجوم الإرهابي" بمهارة، صارفاً بذلك ذهن الشعب ووسائل الإعلام عن المسيرات الاحتجاجية الجارية. وفي المستقبل سوف يتيح هذا له الفرصة بتلفيق قضايا جنائية ضد أي شخص يقف في وجه السلطة.
وكم من طغاة وفراعنة ظلموا، ظانّين بذلك أنهم خالدون وسالمون من العقاب، إلا أن التاريخ أظهر عكس ذلك، إن مصير الطغاة كارثي. ولكم في طغاة العصر عبرة، فالقذافي الذي ظن بأنه خالد في حكم ليبيا، مزقه شعبه إرباً. والرئيس التونسي زين العابدين بن علي فر من بلاده كالجرذ. وهناك العديد من مثل هذه الأمثلة. وبإذن الله، سوف يأتي هذا اليوم على طاغية كازاخستان نور سلطان نزارباييف وأصدقائه طواغيت آسيا الوسطى.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
25 من رمــضان المبارك 1437هـ   الموافق   الخميس, 30 حزيران/يونيو 2016مـ

No comments:

Post a Comment