Wednesday, February 24, 2016

جريدة الراية: قوات هادي مسنودة بالتحالف تتقدم نحو صنعاء.. وضغوط دولية وأممية لإيقافها

جريدة الراية: قوات هادي مسنودة بالتحالف تتقدم نحو صنعاء..  وضغوط دولية وأممية لإيقافها

 2016-02-24
 تطورت أحداث الأزمة في اليمن بين طرفي الصراع المتحاربين الحوثيين وعلي صالح من جهة وموالي حكومة هادي والتحالف الذي تقوده السعودية من جهة أخرى، جاء ذلك بعد فشل المحادثات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في إيقاف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات، وبدأت قوات التحالف والقوات المساندة للرئيس هادي تعمل بقوة على الأرض حيث فتحت جبهات عديدة لقتال مليشيا الحوثيين وعلي صالح بعد أن جندت ألوية عديدة للقتال، واستطاعت الاقتراب من العاصمة صنعاء حيث استولت على مناطق ومواقع مهمة في فرضة نهم الواقعة في شرق صنعاء والقريبة منها فيما تتقدم قوات هادي مسنودة بالتحالف في جبهات أخرى في محافظات متعددة.
 ورغم التقدم البطيء لقوات هادي المدعومة بقوات التحالف نحو صنعاء إلا أن ذلك مؤشر ينذر صنعاء بكارثة الحرب في ظل تصريحات هادي وقوات التحالف أن المعركة مصيرية وأن العودة إلى صنعاء باتت وشيكة.
تزامن ذلك مع تسارع الخلاف بين الحوثيين وعلي صالح؛ حيث اتهم أحمد الصوفي وهو قيادي في حزب المؤتمر الموالي لعلي صالح، اتهم الحوثيين بأنهم سلموا فرضة نهم لقوات التحالف، علاوة على الخلافات التي دارت بين المتحالفين في ذكرى الاحتفال بثورة 11 فبراير التي أطاحت بعلي صالح على ضوء المبادرة الخليجية حيث يسميها الحوثيون ثورة بينما يصفها علي صالح ومؤيدوه بالنكبة، وستشهد الأيام القادمة زيادة في عدم الثقة بين المتحالفين، خاصة أن علي صالح ما زال يراوغ مراوغة الإنجليز ليضمن مستقبله ومستقبل أولاده في أي حل قادم مرتمياً في تحالف مع الحوثيين - الذين رحبت أمريكا بهم وشرعنت لوجودهم وانقلابهم على هادي وحكومته - كل ذلك إلى حين.
 ومع تقدم قوات هادي والتحالف المساند له نحو صنعاء فقد أعلن مسئولون في حكومة هادي عن أن هناك ضغوطاً تمارس على هادي وحكومته وعلى دول التحالف من قبل الأمم المتحدة ودول كبرى فاعلة فيها لإيقاف التقدم نحو صنعاء والعودة للحل السياسي، فيما صرح جون كيري قبل ذلك بأن الحل في اليمن لا بد أن يكون سياسياً، داعيا لاستئناف المحادثات.
 ونقل موقع "روسيا اليوم" عن مصادر دبلوماسية إفادتها بأن "الدول الكبرى المشرفة على التسوية في اليمن أبلغت الرياض بضرورة وقف التقدم نحو صنعاء، وشددت على أن الاتصالات التي تتم في مسقط بين التحالف وممثلين عن الحوثيين والرئيس السابق تحقق تقدما مهما باتجاه بلورة صيغة اتفاق شامل لإنهاء الحرب".
وأشار إلى أن الدول الكبرى تسعى إلى التوصل إلى تسوية في اليمن، و"التي تضمن شراكة كل الأطراف بما في ذلك الحوثيون وحزب الرئيس السابق في إدارة المرحلة الانتقالية في اليمن ومواجهة خطر تنظيمي "الدولة" و"القاعدة" وإعادة إعمار ما خلفته الحرب".
 وقال موقع "روسيا اليوم" إن تحذيرات السعودية للمنظمات الإغاثية بمغادرة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والبقاء في المناطق التي تسيطر عليها السلطات الشرعية، يكشف تمهيد السعودية لاقتحام العاصمة اليمنية صنعاء.
فيما قال راجي شربل المتحدث باسم المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة سيعقد الأربعاء القادم جلسة خاصة لمناقشة الوضع في اليمن والاستماع إلى إفادة ولد الشيخ عن محادثاته وجهوده لجلب الأطراف اليمنية إلى مائدة الحوار، وإمكانية عقد جولة جديدة من المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وحل النزاع سياسيا. وقد تناقلت مواقع عن مجلس الأمن أن عقد هذه الجلسة التي ستنعقد جاء بناء على مبادرة روسية.
 تأتي هذه الضغوطات من قبل أمريكا المهيمنة في الأمم المتحدة لإنقاذ الحوثيين بحل سياسي معطية دورا ما تلعبه روسيا فيه، ومن المرجح أن يقبل الحوثيون ذلك بعد طلب إيران منهم الخروج من صنعاء والتي فهمها البعض في ضوء مقايضة صنعاء بدمشق.
ويمكن القول إن أمريكا تهمها سوريا وإجهاض ثورتها حيث ستقوم السعودية بلعب دورٍ خياني للتأثير على المعارضة وتذليلها للحل الأمريكي الذي يبقي على النظام وإن تغيرت رموزه بعد أن أوجدت لها حربها على الحوثيين صيتاً بأنها تدافع عن الإسلام والسنة مستخدمة وتر الطائفية، وربما رأت أمريكا أن حسم الملف اليمني لا بد منه، وإن قل نصيبها في الحل، فسعت للضغط على الحوثيين للقبول بالحل السياسي وفق القرار 2216، خاصة وهي ترى عملاء الإنجليز - هادي وحكومته وبقية دول التحالف - يستفيدون من حرب عميلتها السعودية على الحوثيين لإنهاء الحوثيين وإزاحة نفوذها، كما أن تقريب الحل في اليمن سيجعل السعودية تتفرغ للمشاركة في الحل الأمريكي في سوريا، وهي أي السعودية لا تمانع من إشراك الحوثيين في الحل السياسي كما صرح وزير خارجيتها عادل الجبير سابقا.
 ليعلم أهل اليمن أن هذه الأطراف المتصارعة هي رهن إشارة الأجنبي ودوله الاستعمارية وأن عليهم تقع تبعات التغيير لواقعهم المأساوي، فهم الذين يتحملون تبعات الحروب التي في بلادهم دون أن يكون لهم فيها ناقة ولا جمل، علاوة على أن الشرع أوجب على المسلمين العمل لتطبيق أحكام الإسلام وإقامة دولته دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ترعى شؤونهم وتحقق لهم العزة والكرامة والأمن، وبها تحقن دماؤهم وتتوحد صفوفهم وتقطع يد المستعمر عن بلادهم.
بقلم: عبد المؤمن الزيلعي
  رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

No comments:

Post a Comment