Monday, February 29, 2016

الحكومة في تونس لم تفهم المرحلة وأمريكا تسعى إلى افتكاك المنطقة

الحكومة في تونس لم تفهم المرحلة وأمريكا تسعى إلى افتكاك المنطقة

الخبر: قال وزير الدفاع في الحكومة التونسية فرحات الحرشاني، إن تونس متمسكة بموقفها الرافض لأي تدخل عسكري في ليبيا، بالمفهوم التقليدي للتدخل، لكنها ليست ضد توجيه ضربات محددة لمعاقل الإرهابيين، قائلا "إننا مع الحلول السلمية، لكننا نخوض أيضا حربا إقليمية وعالمية ضد الإرهاب". (من وسائل الإعلام في تونس)

التعليق: إن هذا التصريح من الوزير أثبت أن سياسة الحكومة التي ينتمي لها ملتزمة بمواقف غربية أخرى، منها ما يعمل على تشكيل الحل السياسي الذي تفرضه دول أوروبية وترعاه دول الجوار الغربي لليبيا على غرار تونس والمغرب، وهو ما يعتبر ضحالة وضعفا شديدا في عدم القدرة على استصدار قرار ذاتي لعدم امتلاكه، ومن ناحية أخرى يأتي تصريح الوزير بقبوله الضربة العسكرية التي شنتها طائرات أمريكية على صبراتة بحجة القضاء على عدد من الإرهابيين، عجز في معارضة ولو شكلية لجريمة انتهاك لحرمة بلاد المسلمين من طرف أكبر القوى الإرهابية في العالم والتي لا تفرق بين ليبيا وتونس إلا وفق أولوياتها.
إن هذا التدخل السافر الذي قامت به الطائرات الأمريكية تحت عنوان الإرهاب ليس عربون صداقة تقدمه أمريكا للمنطقة كما أشار لذلك البنتاغون الأمريكي "الغارة الأمريكية في صبراتة أحبطت هجوما كبيرا في تونس"، بل لا بد من تذكر أن ما آلت إليه الأحداث في ليبيا من فوضى وسيطرة لغة السلاح بعد اندلاع الثورة وخروج الناس ضد نظام القذافي لهو نتاج تدخل غربي؛ فهو سبب الأزمة بل صانعها، وإن أمريكا التي تسعى إلى إيجاد موطئ قدم كبيرة لنفوذها في منطقة شمال أفريقيا ليست هنا من أجل القضاء على الإرهاب كما تزعم بل قد تسعى إلى تصديرها ليس إلى تونس فقط بل وصولا إلى الجزائر والمغرب الأقصى إن لزم الأمر.
إن هذه النبرة التي يعتمدها سياسيو تونس من الحديث عن استراتيجية التعامل مع ما يسمونها الأزمة الليبية بمنطق ضمان مصالح تونس، سواء من الناحية الأمنية أو الاقتصادية، تؤكد عدم فهمهم لطبيعة مرحلة ما بعد ثورة الأمة التي جعلت الناس في المنطقة يحسون بأخوة الإسلام وأن الأمة تتوحد على مصائبها أكثر من أي وقت آخر؛ فلم تقدر حدود الاستعمار على إزالتها ولا الفتن التي تسعى إليها بعض الأطراف المأجورة هنا وهناك.
لذا كان عليهم أن لا يقبلوا بأي حل يفرض من الغربي سواء أكان سياسيا أم عسكريا، بل لا بد أن يكون الحل اليوم بفرض تدخل وجيه بالإسلام وحده يجمع الناس على عزهم ومجدهم يجمع بين قيادة كقيادة عقبة بن نافع وصبر وثبات عمر المختار شيخ المجاهدين، عسى أن تكون نواة عهد جديد يزيل الظلم بكل ألوانه ويمنع المخربين وأياديهم من سفك الدماء واستعمار البلاد ونهبها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء﴾ [الممتحنة: 1]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس محمد ياسين
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس
21 من جمادى الأولى 1437هـ   الموافق   الثلاثاء, 01 آذار/مارس 2016م

No comments:

Post a Comment