Wednesday, July 24, 2013

خـــالــد الــيـــوم قـــائـــدكــــم

خـــالــد الــيـــوم قـــائـــدكــــم 

ليس غريبا أن يستهدف العدو في حربه مع المسلمين رموز المسلمين التاريخية ، وأن يتعمد الإساءة لمقدساتهم ، من مثل استهداف قبر أبي سليمان خالد سيف الله المسلول ، ومن مثل المساس برسولنا الكريم وأزواجه وأصحابه الكرام ، ويعود هذا لأمرين :
الأول - فشل العدو في تحقيق نصر على المسلمين ، فهو من هزيمة إلى هزيمة ، فيحاول التعويض عن فشله في تحقيق أهدافه باستهداف المقدسات ، ليفتّ في عضد المسلمين المجاهدين ، وينال من معنوياتهم ، وأنّى له ذلك ؟!
الأمر الثاني - يكشف هذا الفعل الخسيس باستهداف الأموات والرموز العقدية أن الحرب حرب على الإسلام والمسلمين ، لا يحدها زمان ولا مكان ، وهذا من دواعي نهوض الأمة وتداعيها ونفيرها لنصرة دين الله.
فبهذه الاعتداءات ينقض الكافر ادعاءه بأنه يقاتل مجموعات إرهاب وعملاء لا دين لهم ، فأفعالهم هذه كفعل القائد الصليبي الذي دخل سوريا في أعقاب هزيمة الدولة العثمانية ، وعمد إلى قبر صلاح الدين وركله برجله قائلا ومتحديا ميتا تحت التراب : ها نحن أولاء عدنا يا صلاح الدين ، يقصد الصليبيين ، وهذا يعني فيما يعني أن هؤلاء الرجال خالدا وصلاح الدين وغيرهم في دمشق أو بغداد أو غيرها ، ما زالوا يقضون مضاجع الكفار ، وما زالت فعالهم الطوال ، وأيامهم المشهودة ، ما زالت قائمة في الأمة ، وما زالت سيوفهم تدمي قلوب الكفار الحاقدين ، فما زال الرعب الذي قذفه الله في قلوب الكفار من يهود وصليبيين ومجوس على أيدي الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه وخلفائه من الراشدين حتى السلطان عبد الحميد ، ما زال هذا الرعب مكونا لشخصيات هؤلاء الأعداء ، وما زال يسكن نفوسهم ، وما زال يغذي حقدهم الدفين.
فأميركا لم تدخل العراق وتدخل بغداد وتستبيح كل شيء فيها ، طلبا للنفط والخيرات ، والسيطرة فحسب ، لا بل كان لها أهداف أخر ، هي الثأر من بغداد ، لا بغداد الحكام العملاء ، بل بغداد الرشيد ، بغداد المعتصم ، بغداد التي أذلت كلب الروم نقفور ، بغداد التي حرّقت عمورية من أجل أمرأة مسلمة تصفع ، نعم أيها الأخوة إن للمجوس والنصيرية والصليبيين ثارات وثارات مع دمشق ، ومع بني أمية ، ومع خالد رضي الله عنه ، فلا عجب مما ترون من اعتداءات ، ومما يفهم منها ويقرأ فيها أن الكافر ، يعتبركم أمة واحدة في تاريخها ، وفي جغرافيتها ، وإن كان ينفرد بكم شعبا شعبا ، فالكافر ربما فهم قوله تعالى : " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان " ، فأراد أن يمعن في حربها حاضرا باستهداف الأطفال والنساء والشيوخ وكل المقدرات وعلى رأسها ديننا القويم ، وماضيا باستهداف كل الرموز والرجال الذين بلغونا الدين ، ولو كانوا أمواتا .
أيها الناس إن عقدة المجوس في بلاد فارس والتي أسميها ( العقدة العمرية ) ليس أصلها ما يدعونه من أحقية علي ، رضي الله عنه ، بالخلافة ، لا وألف لا ، إن عقدتهم وحقدهم على عمر أصله قضاؤه على دولة فارس وفتحه لبلادهم ، سببه القادسية والقضاء على عبادة النار ، والتاريخ يشهد بذلك .
أيها المسلمون في بقاع الأرض ، وبخاصة بلاد العرب ، انفروا خفافا وثقالا ، فإن تثاقلتم عن نصرة النساء والولدان والمستضعفين ، فلا تتثاقلوا ولا تتخلفوا عن نصرة خالد ، هذا الصحابي الجليل الذي قلده رسول الله وساما لم ينله أحد من قبله ولا من بعده ، إنه قوله عليه السلام فيه : " سيف الله المسلول " ، ويا ثائري الشام جاءكم الفرج والمدد فهذا خالد يبعث اليوم لكم قائدا ، فاصبروا ، ولا تنسوا قولته ، : " فلا نامن أعين الجبناء " أجعلوها شعارا من شعاراتكم ، والنصر بإذن الله حليفكم .
ابن عويس 23/ 7 لأربع عشر خلون من رمضان الخير والنصر

No comments:

Post a Comment