Tuesday, July 23, 2013

هل الخلافة أمر توقيفي؟ وهل فعل الصحابة أمر شرعي؟

هل الخلافة أمر توقيفي؟ وهل فعل الصحابة أمر شرعي؟

أحمد القصص: وصل سؤال إلى بريد صفحة الأستاذ أحمد القصص، وننشر جوابه تعميمًا للفائدة.
السؤال: هل الخلافة أمر توقيفي؟ وهل فعل الصحابة أمر شرعي؟ و هل هناك شبهة دليل لمن لا يرى الخلافة كحل؟؟
و الأهم كيف الوصول إلى دولة الخلافة الآن واقعا؟

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين في الدنيا لتطبيق الإسلام في الداخل وحمل الإسلام رسالة إلى العالم في الخارج.
فهي الطريقة الشرعية الوحيدة لجمع الأمة وتجسيد وحدتها في دولة واحدة، إذ لا يجوز أن يكون هناك أكثر من دولة واحدة في العالم الإسلامي. قال عليه الصلاة والسلام: (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما). وقال: (منْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ).
وهي الطريقة الوحيدة، الشرعية والعملية، لتطبيق الإسلام أي لرعاية شؤون المسلمين ومن يعيش معهم بأنظمة الإسلام التي شرعها الله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام: (الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
وهي الطريقة الشرعية الوحيدة لحمل الإسلام رسالة إلى العالم لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فلا يمكن لأمة لا تجسد طريقة عيشها في دولة أن تحملها رسالة إلى العالم.
والخلافة ليست من اختراع الصحابة، وهذا الزعم لا يزعمه إلا جاهل أو عدو للإسلام. فخلافة أبي بكر رضي الله عنه ومن أتى بعده هي امتداد للدولة التي أقامها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وشملت في عهده جزيرة العرب كلها. قال عليه الصلاة والسلام: (وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر). وأنظمتها اكتملت باكتمال الوحي الذي نزل عليه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}، وقال تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}. وحين يجمع الصحابة على أمر فإن إجماعهم يكون دليلا شرعيا لأنه يكشف عن دليل رأوه أو سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وخفي عنا.
ولا شبهة دليل لمن لا يرى وجوب الخلافة، فالخلافة من حيث معناها لا من حيث المصطلح، أي من حيث هي رئاسة عامة للمسلمين في الدنيا لتطبيق أحكام الشرع وحمل الإسلام رسالة إلى العالم، دلت على وجوبها الأدلة الشرعية القطعية التي لا يماري فيها إلا جاهل أم جاحد.
أما كيفية الوصول إليها، فلا حاجة بنا اليوم إلى تكرار طريقة إقامتها منذ البداية، فلقد اكتملت مقوماتها مع وجود رأي عام لها جارف لكل المشاريع السياسية، ومع وجود المشروع السياسي المفصّل لها والذي أعده حزب التحرير ونشره بين الناس، ومع وجود جيش من السياسيين الذين أعدهم الحزب على امتداد العالم الإسلامي ليقوموا مع إخوانهم المخلصين على تطبيقه. وليس بين الخلافة وقيامها الآن سوى أن تهوي أفئدة من أهل القوة إلى هذا المشروع وتعطيه النصرة فتوصله إلى سدة الحكم في قطر من الأقطار الإسلامية القادرة على تجسيد الدولة الإسلامية على أرض الواقع. نسأل الله تعالى أن يجعل هذا اليوم قريبا، فهو الأمل الوحيد للأمة للخروج من المآزق المستحكمة بها اليوم.

No comments:

Post a Comment