خبر وتعليق: اجتماع باريس - الائتلاف السوري يشكل ضمانة للعلمانية
الخبر:
الجزيرة نت-الثلاثاء- 29/1/2013، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع باريس لأصدقاء الشعب السوري -بحضور وفد الائتلاف- أن لقاء باريس استدعته الحاجة الماسة لإعطاء المعارضة السورية الوسائل الضرورية لأداء مهمتها المتمثلة في تحضير ما أسماه التداول وإقامة سوريا حرة وديمقراطية.
وألمح إلى أن الائتلاف يشكل "بديلا" قادرا على تخليص البلاد من نظام الأسد، وعلى تجنبيها مخاطر الانزلاق إلى فوضى قد تستفيد منها "جماعات متطرفة".
التعليق:
إن الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا تعمل على قدم وساق من أجل توفير الدعم السياسي والمالي لصنيعتهم المسمى بائتلاف قوى المعارضة السورية، ومن أجل ذلك تعقد الاجتماعات والمؤتمرات في القاهرة واسطنبول وباريس والكويت، وهدفها واحد، حرف الثورة الإسلامية في الشام من خلال إعطاء دور أكبر للائتلاف لتمكينه من الالتفاف على الثورة المباركة. إن اجتماع باريس الذي حضره ما يزيد عن خمسين دولة سموا أنفسهم زورا وبهتانا أصدقاء الشعب السوري هم في حقيقتهم ألد أعداء ثورة الشام وعقيدة أهل الشام وثوارها الأبطال الذين أعلنوا التفافهم حول مطلب الدولة الإسلامية ونبذ المشروع الغربي المتمثل بالدولة المدنية العلمانية الديموقراطية. وما تصريحات فابيوس إلا ترجمة حقيقية لهذا العداء المتجذر لدى الدول الاستعمارية وعملائهم من حكام الضرار، وفيما يتعلق بالدور المطلوب من الائتلاف السوري بأداء مهمته بالتمهيد لإقامة دولة علمانية ديموقراطية وتجنيب سوريا من الانزلاق إلى فوضى قد تستفيد منها الجماعات المتطرفة بحسب وصف فابيوس، هو في حقيقته المطلب نفسه الذي على أساسه تم تشكيل الائتلاف السوري من قبل روبرت فورد- سفير أمريكا في دمشق- بعد مطالبة هيلاري كلنتون بالحاجة الماسة لمعارضة قوية تستطيع الوقوف في وجه المتطرفين بحسب تعبيرها، وبعدها مباشرة تم الإعلان عن تشكيل هذا الإطار الموبوء في قطر.
إن التطرف بالمفهوم الغربي هو العمل لاستئصال نفوذ الغرب من بلاد المسلمين والقضاء على الأنظمة الجاثمة على صدور الشعوب الإسلامية واستبدال حكم الشريعة والخلافة بها، وهذا بالضبط ما تصدح به حناجر أهل الشام الشرفاء، فهي ثورة الإسلام في أرض الشام، ولهذا حاربها الشرق والغرب، فهي النداء الرباني للتغيير الجذري على مستوى العالم أجمع، وهي النور الذي سيضيء وجه التاريخ من جديد بعد عتمة الرأسمالية والشيوعية البغيضة.
إننا نبشر فابيوس ومن وراءه من قوى الاستعمار الدولية وعملاءهم، بأن مسعاهم قد خاب وخسر، وأن حقيقة الائتلاف ودوره المشبوه في التصدي للإسلام ومشروعه المتمثل بالخلافة, أصبحت واضحة وضوح الشمس، ولن تغطيها لحى (الإسلاميين المعتدلين) ولا تطبيل وتزمير المقتاتين على موائد الغرب الاستعماري المجرم، فالإسلام يعلو ولا يعلى عليه، والخير قادم بإذن الله متمثلا بقيام خلافة الإسلام لتعيد للأمة الإسلامية مركزها بين الأمم، ولتخرج الناس من ضنك الرأسمالية إلى عدل الإسلام.
"ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار"
أبو باسل
21 من ربيع الاول 1434
الموافق 2013/02/02م
No comments:
Post a Comment