Sunday, February 24, 2013

خبر وتعليق: الفاروق يحاسب نفسه لو عثرت بغلة في العراق

خبر وتعليق: الفاروق يحاسب نفسه لو عثرت بغلة في العراق

والمسؤولون السعوديون يستخفون بأرواح الناس!

الخبر :
نقلت العربية نت خبر إصابة الطفلة ريهام حكمي (12 سنة) بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" نتيجة نقل دم ملوث لها بالفيروس عن طريق الخطأ في مستشفى جازان العام، وقد عج موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بآلاف التغريدات الساخرة والغاضبة من تعامل وزير الصحة مع حادثة ريهام الذي أهدى لها جهاز آيباد خلال زيارته لها في المستشفى.

التعليق :
إن هذه الحادثة المؤسفة تعكس مدى الاستخفاف بأرواح الناس من قبل المسؤولين السعوديين، فهذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها نقل دماء ملوثة للمرضى في المستشفيات السعودية إذ تفيد التقارير بأنه في فترة الستة أشهر الماضية تعرض سبعة مرضى لمشاكل بسبب نقل دماء ملوثة بفيروسات مختلفة، كما تعرض الكثيرون لفيروس "مارسا" داخل المستشفيات ذاتها. وفي كل مرة يحاول المسؤولون السعوديون امتصاص غضب الناس ونقمتهم على الدولة لتقصيرها في القيام بواجب الرعاية تجاه رعيتها من خلال استخدام سياسة كبش الفداء -جرياًَ على عادة الأنظمة في البلاد العربية-، وذلك بإظهار الحادثة على أنها خطأ طبي فردي والقيام بإقالة بعض الأشخاص بعد كل حادثة، ولقد بلغ الاستخفاف واللامبالاة بحياة الناس مبلغه عند وزير الصحة السعودي في حالة الطفلة ريهام معتقداً أن أرواح الناس تشترى بالهدايا والأموال!
إنه ستبقى مثل هذه الحوادث المؤسفة تتكرر في السعودية، ما دامت أحكام الإسلام مغيبة في نظام الحكم السعودي الذي يدعي أنه يحكم بالإسلام، فلقد جعل الله سبحانه وتعالى رعاية شؤون الناس والقيام بتوفير حاجاتهم الأساسية من مأكل وملبس ومسكن وتطبيب وتعليم والعمل على توفير حاجاتهم الكمالية أيضاً، واجباً من واجبات الدولة تجاه رعيتها، تسأل عنه يوم القيامة، وتحاسبها الرعية على تقصيرها في أدائه، وقد أدرك خلفاء المسلمين عظم هذه المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه رعيتهم، بل وكانوا في محاسبة دائمة لأنفسهم خوف أن يكونوا قد قصروا في حفظ أرواح الناس والسهر على راحتهم، فها هو الخليفة الفاروق رحمه الله يقول: (لو أن بغلة عثرت في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر؟!) إذا كان الخليفة عمر يخشى أن يحاسبه الله على بغلة عثرت، فما بال حكام السعودية يعثر عندهم البشر ولا يخشون أن يسألهم الله لماذا لم ترعوهم حق رعايتهم؟!
إنه لن يصلح هذا الأمر إلا بما صلح به أوله، وذلك بإقامة دولة الخلافة، التي يرعى فيها خليفة المسلمين شؤون رعيته فلا يستخف بحياتهم، ويعاقب كل من قصر أو استخف بحق من حقوق الرعية عقوبة رادعة فلا يكتفي بإعفائه من منصبه فقط، وبذلك ينعم الناس بحياة كريمة وآمنة.
((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ))
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، أختكم: براءة
15 من ربيع الثاني 1434
الموافق 2013/02/25م

No comments:

Post a Comment