Sunday, February 24, 2013

روبرت فيسك: الحرب على الإرهاب دين الغرب الجديد


روبرت فيسك: الحرب على الإرهاب دين الغرب الجديد

تحدث الكاتب البريطانى روبرت فيسك فى مقاله اليوم، الأحد، بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن الحرب على الإرهاب، ويصفها بأنها دين الغرب الجديد. ويتساءل فيسك فى مقاله: لماذا لا يتوقف الغرب عن نشر القنابل وقذائف اليورانيوم المخصب على الشعوب فى الشرق الوسط، ولماذا لا يتوقف عن إرسال جيوشه لاحتلال أراضى المسلمين، وهو تماما ما تريد القاعدة من الغرب أن يفعله؟ ولماذا لا يتوقف الغرب عن رشوة القادة العرب لسحق شعوبهم.
 ويتابع قائلا: ألا يمكننا بدلا من ذلك أن نزور تلك الأراضى الحزينة "فى الشرق الأوسط بالعدالة، العدالة للفلسطينيين وللأكراد وللسنة العراقيين ولشعب جنوب لبنان ولشعب كشمير. لكن العدالة لا تصنع من المياه المالحة، ولا يزال قادة الغرب يرغبون فى أن يحكموا العالم، وليس هناك أدنى فرصة فى أنهم سيخاطرون بأوضاعهم وسمعتهم ومستقبلهم السياسى وحياتهم على مثل هذا المفهوم الغريب "العدالة". فالحرب على الإرهاب لا تزال الدين الجديد للغرب، ولماذا لا ووزير الداخلية الفرنسى يعلن أنه هناك فاشية إسلامية تزداد فى كل مكان.
 ويذهب الكاتب البريطانى على القول إنه من المحزن فى كل هذا أن الغرب لم يقرأ الرسالة الواضحة، وهى أن القاعدة فشلت إلى حد كبير فى اختطاف الصحوة العربية فلم تكن هناك صورة لأسامة بن لادن أو علم للقاعدة بين الملاين الذين ساروا فى الشوارع العربية.. لكن لا يزال البعض فى الغرب يقول إن الأحزاب الإسلامية المنتخبة فى الغرب هى حيلة للقاعدة وأن هناك صدام حضارات بين الغرب والعالم الإسلامى، وأن على الغرب أن يكره المسلمين ويخشاهم، وبذلك تسمر الحرب.
 وتحدث فيسك فى مقاله عن الحملة الفرنسية على مالى، باعتبارها حلقة فى الحرب على الإرهاب. وقال إن الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند استخدم اللهجة القديمة المملة بالحديث عن معركة مع الإرهابيين المحاصرين فى المنطقة، بينما تدخل المعركة مرحلتها الأخيرة، وهى نفس اللهجة التى كانت تستخدمها الولايات المتحدة فى العراق أثناء حربها عليها.
 ويتحدث الكاتب عن وثيقة خاصة بإستراتيجية القاعدة حتى عام 2010، والتى تضمنت سبعة مراحل نحو إقامة خلافية إسلامية عالمية. المرحلة الأولى تقوم على استفزاز أمريكا لغزو الأراضى المسلمة حيث يسهل للجهاديين محاربته، والمرحلة الثانية تستيقظ الدول الإسلامية من سباتها وتغضب من الحملات الصليبية الجديدة التى تسعى لاحتلال أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط ونهب موارده القيمة. والمرحلة الثالثة صراع بين القاعدة والناتو فى مثلث الرعب، العراق وسوريا والأردن، والمرحلة الرابعة، أن تصبح القاعدة شبكة عالمية يسهل من انتشارها، والمرحلة الخامسة أن يتم إفلاس فى الميزانية العسكرية الأمريكية يتبعه انهيار اقتصادى، والمرحلة السادسة الإطاحة بالمستبدين العرب وأخيرا صدام الحضارات وربما معركة مروعة.
24-02-2013م

No comments:

Post a Comment