Thursday, February 28, 2013

كي ينجح الربيع العربي

كي ينجح الربيع العربي

نص الكلمة التي القاها المهندس عثمان بخاش في منتدى الأربعاء،
بيروت17 ربيع الثاني 1433هـ/ 27-2-2013م
هل فشل الربيع العربي؟ أم نجح؟ أم أن السجل إلى الان يشير إلى خليط من النجاح والفشل ؟ وإلى إين تتجه مسيرة الربيع العربي، هل ستثمر ما يرضي الله ورسوله أم ستنجح قوى الغرب (والشرق) في إحباطها وتجيير ثمرتها لمصالحها؟؟
وبناء عليه ما هي التوصيات التي نراها لتتمكن الأمة من قطف ثمرة ما سمي بالربيع العربي، والحيلولة دون انحراف بوصلتها، ودون تمكن أعداء الأمة من إفشالها؟
مع أن انتفاضة ما سمي بالربيع العربي انطلقت شرارتها في 17-12-2010 م في سيدي بوزيد في تونس أي منذ اكثر من عامين، وامتدت لاحقا إلى مصر واليمن وليبيا وسوريا بشكل مباشر، وتركت آثارًا ضخمة على صعيد الشارع العربي كله، بل والإسلامي، ووصل الأمر برئيس روسيا السابق ديميتري ميدفيديف بأن وصفها بأنها توازي في أهميتها أهمية سقوط جدار برلين في 1989م، والذي كما نعلم جميعا كان إيذانا بسقوط المنظومة الاشتراكية الشيوعية في عقر دارها في موسكو وتوابعها في شرق أوروبا....كما ترددت أصداء الربيع العربي في الظاهرة الاحتجاجية المعروفة ب"احتلوا وول ستريت" سوق المال الشهير في قلب نيويورك، وهو الذي يرمز إلى عصب ومركز النظام الرأسمالي المتفلت من كل قيد، وتمثل ذلك بقيام 982 مظاهرة احتجاجية في 80 بلد عبر العالم في محاولة يائسة للتحدث باسم ال "99%" من الشعب، فقد زعم القائمون على تلك الاحتجاجات بأنهم يعبرون عن وجع ال 99% من الشعب نتيجة سيطرة وهيمنة ال 1% على ثروات وخيرات البلاد والعباد....
إلا أن المراقب لما تحقق من انجازات إلى الان على مستوى الشارع العربي يخرج بمشاعر مختلطة ما بين التقدير لجهة هز رؤوس هرم النظام السابق ( في ليبيا ومصر وتونس واليمن) واسقاطهم، ومشاعر التألم للواقع المتردي الذي ما زالت هذه المجتمعات تئن تحت وطأته بعد أن خُيًِِل لها أن كفاحها في سبيل بناء غد أفضل وما تكبدته من تضحيات ذهبت أدراج الرياح هباء منثورا!! وارتفعت الأصوات مطالبةً بثورةٍ ثانيةٍ لتصحيح المسار ولتحقيق الأهداف الأصلية التي خرجت الجموع تطالب بها في أول 2011، أي الشعار الشهير" الشعب يريد اسقاط النظام"....
هذا مع عدم اغفال حمام الدماء بل نهر الدماء الذي لا يتوقف في سوريا بمباركة صليبية كشف عنها تصريحات الساسة الأمريكان بأن استخدام الاسلحة الكيماوية خط أحمر، بزعمهم، وما دون ذلك فأمر فيه نظر، بل قد يكون مبررًا لدرء خطر فزاعة "القاعدة" و"الاصوليين المتطرفين" الذين يطالبون باقامة دولة الخلافة الممتدة من إندونيسيا الى الأندلس، كما ذكر الرئيس الامريكي السابق جورج بوش. ووافقهم في ذلك شريكهم الروسي لافروف الذي نبه في تصريحه الأمس إلى أن المتطرفين هم الذين يحولون دون اتمام الحل السياسي، في سوريا ، الذي تم طبخه بين الرئيسين أوباما وبوتين في لقائهما في المكسيك في حزيران 2012 بما يخدم مصالحهم.
نريد فيما يلي أن نسبر غور هذه الظاهرة لنقف على واقعها من جهة، ولترسم ملامح المستقبل الآتي مع طرح توصيات واقتراحات ،علها تخدم النقاش الدائر وتشحذ الفكر للتوصل الى العمل الصحيح الذي يرضي ربنا في الدارين.

No comments:

Post a Comment