Saturday, August 31, 2019

المنطقة الآمنة هي أولاً المنطقة الخالية من أمريكا وأي مستعمرين آخرين

المنطقة الآمنة هي أولاً المنطقة الخالية من أمريكا وأي مستعمرين آخرين

الخبر: قال أردوغان إنه تم التوصل إلى اتفاق مع أمريكا حول منطقة آمنة في سوريا، وسوف تبدأ العملية من خلال إنشاء مركز العمليات المشتركة مع الأمريكيين. وقال الرئيس أردوغان، الذي واصل حديثه قائلاً إن الاجتماعات ستستمر، "لكن الآن، تم اتخاذ خطوة. لن أذكر موعداً، لكن مع أمريكا قررنا إنشاء مركز للعمليات. مع إنشاء مركز للعمليات ستبدأ العملية، وبالتالي، فإن السؤال عما إذا كانت الخطوة قد اتخذت أم لا، وجدت إجابتها. كانت القضية الرئيسية هي اتخاذ خطوة في الجانب الشرقي للفرات ونحن نفعل ذلك الآن مع الأمريكيين". (وكالات الأنباء)
التعليق:
تستمر المناقشات بين أمريكا وتركيا حول منطقة آمنة يُتوقع إنشاؤها في شمال سوريا لفترة طويلة. في هذا الصدد، قرر الطرفان إنشاء "مركز عمليات مشترك". وفي هذا الصدد، أجرى وفد عسكري أمريكي بعض عمليات التفتيش في مدينة شانلي أورفا.
بينما تريد تركيا القيام بعملية في شمال سوريا في أقرب وقت ممكن، تنفذ أمريكا سياسة مماطلة تجاه تركيا. في حين يبدو أن أمريكا تقدم ردودا إيجابية على طلبات تركيا من ناحية، فإنها تعرقل تركيا من ناحية أخرى. إلى جانب استمرار الاجتماعات حول هذه المسألة بين المسؤولين الأمريكيين والأتراك، من المعروف أنه لم يتم الحصول على أية نتائج مهمة من الاجتماعات المذكورة. بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت تركيا ستقوم بعملية في شرق الفرات، فسيكون ذلك ممكناً بموافقة أمريكا وقبولها، فبدون علم أمريكا لا يمكن لتركيا اتخاذ خطوة واحدة.
يمكن تقييم مشكلة المناطق الآمنة التي تريدها تركيا من عدة جوانب:
1.
من خلال عمليات "غصن الزيتون" و"درع الفرات" التي قامت بها تركيا سابقاً، تم تسليم النظام كلاً من الغوطة وحلب. الآن، يتم تنفيذ الخطة الغادرة نفسها مرة أخرى. هيئة تحرير الشام أنشئت في المقام الأول تحت سيطرة تركيا وبالمثل جميع الجماعات المسلحة الأخرى في إدلب، من خلال أبراج المراقبة التي أنشأتها، وجعلتهم يمتثلون للخطة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، مهدت الطريق للقيام بعمليات في إدلب من روسيا والنظام، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية مع روسيا من خلال أبراج المراقبة هذه. لذلك، من خلال هذه الخطوات التي اتخذتها تركيا، اكتملت الحلقة الأخيرة من سلسلة الخيانة ومهدت الطريق لاستيلاء النظام على إدلب. بمعنى آخر، سيتم تسليم إدلب إلى النظام عن طريق ضمان انتقال السكان المحليين إلى ما يسمى المنطقة الآمنة أو المناطق الأخرى، نتيجة لقصف روسيا والنظام لإدلب.
2.
بغض النظر عن الكيفية التي ستنتهي بها الثورة، لن تكون أمريكا الكافرة مطمئنة تجاه سوريا كما في السابق. حتى إذا حصلت على النتيجة التي تريدها، فلن تكون سوريا هي سوريا القديمة. ستعيش أمريكا مع هذا الخوف. إنها تريد وضع عقبة بين المنطقة الآمنة أو المنطقة العازلة المراد إنشاؤها وعميلها الأسد. بمعنى آخر، إنها تريد أن تمنع المسلمين المخلصين الذين سينهضون من الرماد، من تأمين الشام.
3.
خسر أردوغان وحزبه الأصوات خلال الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 آذار/مارس و23 حزيران/يونيو وخسروا الانتخابات في إسطنبول وأنقرة بشكل خاص وغيرهما من المناطق. حتى قبلت أمريكا بوصول صواريخ إس-400 إلى تركيا التي اعترضت عليها، من أجل جعل رجلها أردوغان يزدهر مرة أخرى أمام الرأي العام. وبالطريقة نفسها، تقول إنه تم التوصل إلى اتفاق متبادل بشأن مسألة "المنطقة الآمنة" في بعض النواحي لتعزيز قبضة أردوغان، الذي يعاني من خسارة الانتخابات، أمام المجتمع وحزبه؛ ومن ناحية أخرى، فإنها تماطل تركيا في مسألة المنطقة الآمنة.
الحقيقة هي أن تركيا اتبعت بالكامل الخط الأمريكي بشأن سياسة سوريا منذ بداية الثورة في عام 2011 حتى الآن، ولم تتخذ أبداً حتى خطوة واحدة دون إذنها وموافقتها. كما ذكرت أعلاه، تم تنفيذ عمليات "غصن الزيتون" و"درع الفرات" بواسطة تركيا بموافقة أمريكا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاتفاقيات الموقعة بين تركيا وروسيا وإيران في سوتشي وأستانة هي خطوات اتخذت في هذا الإطار. خانت تركيا الثورة السورية من خلال هذه الخطوات وباعت الشعب السوري للنظام مقابل ثمن بسيط. بالإضافة إلى ذلك، لم ترد على الهجمات التي شنها النظام على قواعدها في إدلب. تركيا تتذوق طعم الانتقاص بعد الانتقاص. فهي لا تزال تعتبر أمريكا كحليف قام بتزويد حزب الاتحاد الديمقراطي بعشرات الشاحنات، بينما تراه هي كمنظمة إرهابية. بالطريقة نفسها، فهي ترى روسيا التي تقتل المسلمين في سوريا وإدلب كصديق وتلتزم الصمت حيال المذابح الروسية.
وبالتالي، سوف تسلم تركيا إدلب إلى النظام من خلال منطقة آمنة في شمال سوريا ترغب في أن تنشئها أمريكا. بهذه الخيانة تشارك تركيا في مذابح أمريكا وروسيا والنظام الخسيس.
أخيراً، ليست سوريا وحدها بل العالم كله ليس آمنا. كل مكان وكل بلدة يوجد بها الكفار المستعمرون هي غير آمنة. لقد فشل المستعمرون الغربيون في جعل العالم مكاناً آمناً وقابلاً للعيش. كما كان في الماضي، فإن جعل العالم ملاذاً آمناً مرة أخرى، لن يكون ممكناً إلا بخلافة راشدة بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك
  1 من محرم 1441هـ   الموافق   السبت, 31 آب/أغسطس 2019مـ

No comments:

Post a Comment