Sunday, February 25, 2018

مع الحديث الشريف: البشرى لمن آمن بها وعمل لها

مع الحديث الشريف: البشرى لمن آمن بها وعمل لها

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ فِي حَدِيثِهِ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ: «بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ» (مسند أحمد 20777).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث يبشرنا بالرفعة في القريب العاجل ليس الآجل إن شاء الله، يبشرنا بما يثلج الصدور ويشد الهمم ويرفع الهامات عاليًا، يبشرنا بالسناء والعلو في هذه الدنيا، ليس بشيء إلا بتطبيق شرع الله الحنيف، وهذا التشريف مشروط وليس مطلقاً كما يظن بعضُ الناس، فالنصر لا يتحقق من غير عمل، فحتى نستحق النصر والتمكين علينا أن نسعى له ونعمل له بالطريقة التي حددها الشرع من غير ملل أو تقصير أو تنازل في الطريق، وبغير هذا لن يتنزل النصر. إن الله سيمكن في الدنيا أهل دينه، ولن يمكن لأعدائه، لن يمكن لمن يسعى فسادًا في الأرض ويرفع رايات الكفر، بل التمكين فقط لأهل الحق الساعين لنشر هذا الدين وتطبيقه.
 في آخر الحديث تحذيرٌ من الله للذين يتوجهون في أعمال القُرَبِ لغير الله تعالى ولمصلحة دنيوية فإن لهم ما أرادوا من نصيب الدنيا وليس لهم من حظ الآخرة شيء؛ فالله سبحانه وتعالى لا يَقبلُ إلا بأن تكون الأعمالُ خالصةً له. وعلى هذا فعلينا أن نَزِنَ الأمور بميزانها الصحيح، بميزان الشرع، فنترك العمل الحثيث من أجل الدنيا، ولا نرضى بما فرضه علينا أعداء هذا الدين، ولا نَركنَ إلى الظالمين. إن الأمور لا تجري دائمًا كما نحب ونخطط، بل هي تسير كما يشاء الله ويأمر، ولا شيء يعلو فوق كلمته، والنتائج بيده وحده، لا يقدر على دفع مشيئته أحد، فما دام الرسول قد بشّرنا فيجب ألا نكلَّ أو نملَّ أو نيأس، وعلينا أن نسعى بكل ما أوتينا من طاقة لتحكيم شرع الله في كل شيء، وهذا حاصل لا محالة، والمسألة مسألة وقت لا أكثر، إن نحن استمسكنا بالعروة الوثقى. اللهم إنا نسألك أن تهدينا الحق وترزقنا اتباعه، وَتكشف لنا الباطل وتجنبنا اتباعه، وتيسر لنا أمرنا وتهدينا إلى ما تحب وترضى وتثبتنا على ديننا حتى نلقاك وأنت عنا راضٍ   اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
  10 من جمادى الثانية 1439هـ   الموافق   الإثنين, 26 شباط/فبراير 2018مـ

No comments:

Post a Comment