Friday, February 23, 2018

الغوطة تُباد ونساؤها يحملن السلاح فأين جيوش المسلمين؟!

الغوطة تُباد ونساؤها يحملن السلاح فأين جيوش المسلمين؟!

الخبر: تناقلت وسائل الإعلام الرسمية، ومواقع التواصل الصور المريعة عما يجري في الغوطة الشرقية من قصف وحرق وإبادة لأكثر من 400 ألف مسلم. هادي العبد الله أحد الناشطين السوريين قال على حسابه على فيس بوك: إنهم عاجزون عن إحصاء الشهداء فخلال يومين سقط أكثر من مائتي شهيد.
التعليق:
الغوطة الشرقية: أرض الملحمة الكبرى كما قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسلة غذاء النظام، والموقع الاستراتيجي الذي يسعى للسيطرة عليه منذ سنوات للحفاظ على طرق الإمدادات وتأمين الحماية لمطار دمشق من قصف الثوار. أرض الملحمة يُباد أهلها بوحشية استدعت تشبيه ما يجري فيها بما جرى بغروزني الشيشان على يد الروس قبل سنوات مضت.
هل يتكرر سيناريو حلب؟ هل هي خطة لإعادة ما جرى في غروزني؟ بمثل هذه العناوين تتساءل الجزيرة عما يجري. وكأن الرعب الذي وصل لباقي جسد الأمة لا يكفي حتى تُهبّط المعنويات بمثل هذه العناوين التي تشير ولو بالتلميح لنتيجة محسومة بالهزيمة كما سبق من قبل!
صور تتفتت لها أكباد الأحرار تلك التي تصل من الغوطة، كما وصلت من قبل من حلب وحمص. ولكن وحشية النظام وأشياعه هذه المرة تفوق سابقاتها كما يصرح الناشطون. جنين حُرقت أمه، فخرج إلى الدنيا ميتاً مشوهاً محترقاً بعد أن تفسخ جلدها. برميل جوي يقبع في صدر طفل لم يتجاوز العاشرة ذنبه أنَّه مسلم صُبَّت عليه أحقاد أهل الأرض من نصارى ومجوس ويهود...
لكن، وسط كل هذا المشهد المأساوي المرعب، يصدق ظنُّ رسول الله إن شاء الله في أهل الشام، فهم أهل الرباط وأهل خير بقاع الأرض وأحبها لله. هم أهل الملحمة الكبرى. فلا يأس ولا تخاذل. كذلك نحسبهم والله حسيبهم. تصل الفيديوهات لنساء حملن السلاح وشكلن الكتائب المقاتلة، جنباً إلى جنب مع الرجال. فهذه أمٌّ تخرج للجبهة وقد فقدت فلذة كبدها توَّاً.
هذه العزيمة، تخبر بواقع الحال بصدق لا يزيف الحقائق ولا يحمل أهل الشام فوق طاقتهم. نعم هم صامدون وثابتون وماضون في جهادهم. لكنَّهم أيضاً جزء من أمة عظيمة عارٌ على جيوشها وأهل القوة فيها تركُهم يعانون بلا نصير. وتسليمهم للقاتل ينهش أعراضهم ولحومهم وسط الصمت والخنوع.
النساء اللاتي خرجن يحملن السلاح، خرجن أيضاً يستصرخن: نحن بنات أمة محمد، نحن نساء المسلمين، فأين أمة الإسلام وأين جيوش المسلمين؟!!
صرخات حرَّى أوجعت قلوب المسلمين غير القادرين إلا على الكلمة.. وها نحن الموجوعين على حرق الغوطة وتسليمها: نستصرخ مع نساء الغوطة جيوش المسلمين.. أن لبُّوا نداء الله وأغيثوا عباد الله. فوالله إنَّه: إما عزُّ الدارين أو الخزي والذل في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة.
﴿إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [التوبة: 39]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال
  7 من جمادى الثانية 1439هـ   الموافق   الجمعة, 23 شباط/فبراير 2018مـ

No comments:

Post a Comment