Monday, September 26, 2016

مع الحديث الشريف: باب من رفع صوته بالعلم

مع الحديث الشريف: باب من رفع صوته بالعلم
  
 نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
     جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب من رفع صوته بالعلم".
   حدثنا أبو النعمان عارم بن الفضل قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال: تخلف عنا النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته "ويل للأعقاب من النار" مرتين أو ثلاثا.
   الأعقاب جمع عقب وهو مؤخر القدم، ومناسبة الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى بعض أصحابه في بعض أسفاره يمسح عقبيه دون غسلهما، فوقف ينادي ويقول: "ويل للأعقاب من النار"، يعني اغسلوها، فيغسل رجله مع العقب، كما يغسل يده مع المرفق. ومعنى الحديث: ويل لأصحاب الأعقاب المقصرين في غسلها.
أيها المسلمون:
هذه شفقة رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم وحرصه عليكم، عندما رأى أمرا لا يوافق الشريعة، أخذ ينادي بأعلى صوته محذرا صحابته من المخالفة، مراعيا مشاعرهم فقال: "ويل للأعقاب من النار" ولم يقل لهم ويل لكم من النار.
   ونحن في هذه الأيام التي لا يطبق فيها جلّ القرآن ماذا تُرانا نقول؟ لا أقل من أن نقول: ويل لكم من النار يا من  تصومون وتصلون، وتصمون أذانكم عن سماع هذا الكلام، ويل لكم من النار يا من ترون حكامكم يطبقون أحكام أمريكا وأوروبا وقوانينهم الساقطة عليكم وأنتم راضون، ويل لكم من النار يا من قبلتم بهذه القوانين بدل قرآن الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ويل لكم من النار يا من ترون حال الأمة المزري ولا تعملون لتغييره، ولا تعملون لإعادة الإسلام لسدة الحكم من جديد وأنتم قادرون على ذلك.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على مناهج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
25 من ذي الحجة 1437هـ   الموافق   الثلاثاء, 27 أيلول/سبتمبر 2016مـ

No comments:

Post a Comment