Wednesday, September 28, 2016

انتهى موسم الحج ولكن مآسي الأمة ما زالت مستمرة

انتهى موسم الحج ولكن مآسي الأمة ما زالت مستمرة

(مترجم)
الخبر: ذهب أمريكي اعتنق الإسلام مؤخرًا إلى الحج، ولكنه لم يعجب بسلوك بعض حكام المسلمين و"كبار الشخصيات الرسمية" التي حضرت موسم الحج. فعندما أرادوا أداء الطواف، قام بعض أفراد وفودهم المرافقة بتشكيل حاجز لفصلهم عن بقية المسلمين. وخلال فترة الحج عادة ما يكون هناك بعض الصور لبعض الولائم أو لجمع من حكام السعودية وهم يقومون باستضافة الوفود الرسمية من مختلف البلاد الإسلامية. وهؤلاء جميعًا يسيطرون على ثروات الأمة الهائلة وقطاعات واسعة من مجتمعاتها، ولكن على الرغم من ذلك وخلال هذا التجمع الفريد للأمة في موسم الحج، فإنهم يرفضون السعي لعلاج المشاكل الحادة التي تواجه أمتنا.
التعليق:
في الوقت الذي يأتي فيه الحجاج من جميع أنحاء العالم لأداء فريضة الحج، فإن الحكومات في البلاد الإسلامية عادة ما تقوم بإرسال وفود رسمية لأداء هذه الفريضة. يأتون من بلاد فتك بها الفقر والمرض والحرب والجهل وجميع أنواع المشاكل الأخرى. كما أنهم يأتون من بلاد أنعم الله عليها بموارد طبيعية وبشرية ضخمة. والأصل في تلك الوفود الرسمية أن تجتمع معًا خلال موسم الحج، ليناقشوا مشاكل المسلمين ليبحثوا ويستنبطوا من الأدلة الشرعية معالجات لهذه المشاكل، ومن ثم بعد العودة إلى بلادهم، يتوجب عليهم العمل سويا من أجل تطبيق هذه الحلول والمعالجات بشكل عملي! غير أن لقاءاتهم عادة ما تكون مجرد فرصة لالتقاط الصور!
تملك جيوش المسلمين إن توحدت القدرة على تحرير فلسطين بين عشية وضحاها، كذلك يمكنها هزيمة قوات بشار أسد ووضع حد للمجازر في سوريا. والثروة في دول الخليج يمكن أن تساعد بشكل سريع في التخفيف من حدة الفقر في أفريقيا وآسيا. وكذلك فإن الاستفادة من الطاقات البشرية من مصر والمتعلمين المهنيين من باكستان يمكن أن تساعد بسرعة في تعزيز الجوانب التربوية والعلمية وغيرها من جوانب الحياة في الخليج، وبتضافر الجهود والموارد يمكن إطلاق مشاريع دعوية ومبادرات عالمية لتقديم حلول إسلامية عملية لشعوب العالم المتعطشة، ويمكن المشاركة في حملات لتبادل الدعوة الثقافية مع الدول الصديقة وتقديم عدد آخر من المبادرات.
وحتى يتم تطبيق هذا، لا بد من وجود قيادة إسلامية واحدة بحيث تطبق وتستنبط الحلول من الشريعة الإسلامية وحدها. وهذه الرؤية الموحدة هي بالضبط ما تم في عهد النبي  ﷺ وخلفائه من بعده. وبدلًا من ذلك، فإن أكثر من خمسين ممن يسمَّوْن قادة هذه الأمة اليوم - وكلًا منهم يسير ضمن مخططات معينة - يشكلون المصدر الحقيقي للانقسام والكوارث والإذلال لأنهم لا يطبقون نظام الخلافة الذي شرعه الله سبحانه وتعالى، كما أنهم لا يكترثون حقًا لما يحدث لهذه الأمة.
وقد بين لنا النبي  ﷺ كيفية أداء أركان الحج: كيفية الوقوف في عرفة طلبًا لرحمة الله وغفرانه؛ وكيفية القيام بطواف الإفاضة وتفاصيل أخرى كثيرة يعلمها الحجاج. ومع ذلك، فإن السنة المنسية هي أن النبي  ﷺ وخلفاءه من بعده كانوا يستغلون موسم الحج - وهي مناسبة فريدة تجتمع فيها الأمة من جميع أنحاء الأرض - للقاء الوفود من مختلف أنحاء الدولة الإسلامية، والاستماع إلى شكاواهم ومشاكلهم وتقديم الحلول للمشاكل التي يواجهها الناس. فعندما كان عمر رضي الله عنه خليفة المسلمين، كان يجتمع بولاته خلال موسم الحج، يتفقد أخبارهم، ويسأل الرعية عن أحوالهم معهم.
ولكن حكام اليوم قد سنوا سنة جديدة؛ وهي أنهم يكتفون بمشاهدة الأمة تواجه مشاكلها وحدها أو يقومون بدعوة الأمم المتحدة أو القوى الأجنبية من أجل حل المشاكل التي تواجه المسلمين في سوريا وكشمير وغيرها من بلاد المسلمين - بينما يكمن الحل الحقيقي والقدرة على تطبيقه في العالم الإسلامي. فالحج يذكرنا بأن عدم وجود قيادة واحدة - الخلافة الراشدة على منهاج النبوة - هو السبب الأساسي للمشاكل التي تواجه الأمة اليوم.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينعم على هذه الأمة قريبًا بخليفة مخلص يكون على رأس دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فيحشد ثروات الأمة ومواردها وقدراتها لتطبيق الحلول والمعالجات الإسلامية لحل كل مشاكلنا، ويقوم بقيادة الأمة لتقديم هذه الحلول للبشرية جمعاء. ونسأله تعالى أن يوحدنا للعمل معًا لتحقيق هذا الواجب العظيم. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
27 من ذي الحجة 1437هـ   الموافق   الخميس, 29 أيلول/سبتمبر 2016مـ

No comments:

Post a Comment