Wednesday, November 25, 2015

جريدة الراية: المؤامرة تشتد فصولها على أهل الشام

جريدة الراية: المؤامرة تشتد فصولها على أهل الشام

تتسارع الأحداث في الشام في صورة غير مسبوقة خاصة بعد اجتماعات فيينا الأخيرة والتي خرجت ببيان مشترك وقعت عليه الدول المشاركة في الاجتماع، وقد جاء فيه: (إن ممثلي الدول الـ17 إضافةً إلى
‏الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية اتفقوا خلال لقاء فيينا على جدول زمني محدد لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً رغم استمرار خلافهم على مصير بشار الأسد). (العربية نت 2015/11/14 فيينا - فرانس بريس). ولتطبيق ما تم الاتفاق عليه في فيينا ظهرت جهود حثيثة تدفع المعارضة إلى تشكيل جسم سياسي جديد ليشكل لجنة للتفاوض مع النظام؛ فقد أعلنت السعودية الخميس 2015/11/19م عن استضافة مؤتمر يهدف لتوحيد أطياف المعارضة السورية في منتصف كانون الأول/ديسمبر المقبل. وقال مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي إن بلاده حريصة على لمّ شمل المعارضة السورية ومساعدتها على التقدم "بكلمة واحدة وموقف موحد". وأضاف أن المؤتمر سيشمل "كل أطياف المعارضة" بمن في ذلك شخصيات مقيمة داخل سوريا.
وقال المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا إن مؤتمر المعارضة السورية المزمع عقده في العاصمة السعودية الرياض يمثل فرصة مهمة على صعيد المحادثات المرتقبة لتسوية الأزمة ووقف إطلاق النار. وأوضح دي ميستورا أن المؤتمر يمثل فرصة لتشكيل وفد لتمثيل جميع أطياف المعارضة في محادثاتها المرتقبة مع النظام في جنيف.
وأضاف أنه تسلم أسماء وتشكيلة وفد النظام إلى محادثات جنيف، مشيرا إلى أن فرص نجاح الأطراف في التوصل خلال مؤتمر جنيف لوقف واسع لإطلاق النار بسوريا هي فرصة غير مسبوقة. (الجزيرة نت 2015/11/21)
وانعكاسا للمساعي الدولية لوقف إطلاق النار في سوريا جاء تصريح المتحدث باسم "جيش الإسلام" إسلام علوش، عبر برنامج محادثات على الإنترنت: "في الحقيقة لقد عرضت مبادرة وقف إطلاق النار من قبل أحد الوسطاء الدوليين على الرئيس السابق للهيئة الشرعية لدمشق وريفها الشيخ سعيد درويش، والأخير بدوره وضع الموضوع بين يدي الفصائل العسكرية والفعاليات المدنية". وتابع قائلا: "نحن في جيش الإسلام ندرس الموضوع في مجلس القيادة". وكان موقع "كلنا شركاء" قد نقل عن مصدر داخل الغوطة الشرقية قوله الأربعاء، إن "جميع الفصائل في الغوطة الشرقية وافقت على هدنة تقضي بوقف لإطلاق النار مع قوات النظام السوري لمدة 15 يوما اعتبارا من الساعة السادسة من صباح الخميس"، وهو ما لم يتم على الأرض. وأضاف المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه أن هذه الفترة تعتبر فترة اختبار بين الطرفين، وفي حال نجحت وبدون خروق لهذه الهدنة، فإنه سيتم طرح حلول أخرى في الأيام المقبلة. وأشار المصدر إلى مفاوضات بين جيش الإسلام بقيادة زهران علوش من جهة، وبين مسؤول روسي رفيع من جهة أخرى، في محاولة للتوصل إلى هدنة في الغوطة الشرقية، والتي يُعد فيها "جيش الإسلام" أكبر الفصائل العسكرية عددا وعتادا. وذكر المصدر أن بنود الهدنة تشمل وقفا للقصف على كل مدن وبلدات الغوطة الشرقية، ودخول مساعدات إنسانية ومواد ومستلزمات طبية، ووقف إطلاق النار على الجبهات من كلا الطرفين، وفتح المعابر جميعها.
وعن آلية تطبيق وقف إطلاق النار، لفت دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية، في عددها الصادر يوم السبت 201511/21 إلى أنه "سيكون لنا فريق كامل الأسبوع المقبل ليعمل على خيارات عدة ومحددات ليكون لنا نوع من مراقبة وقف النار. شيء واحد واضح هو أنه في الوضع الحالي، لا نتوقع انتشار آلاف المراقبين على غرار ما كان معمولاً به في أيام (المبعوث الدولي الأسبق) كوفي أنان"، موضحاً "ثم يكون هناك وجود خفيف، لكن عالي الفعالية من المراقبة. لا أستطيع أن أقول لك اليوم أي نوع من المراقبة لكن مثال الزبداني - الفوعة - كفريا كان تجربة جيدة يمكن دراستها"، وتابع "ما أستطيع تخيله هو وقف للنار يتم التوصل إليه ليس من جانب الأمم المتحدة بل من الدول المشاركة في فيينا".
وكشف دي ميستورا، أن المملكة الأردنية «ستتولى إعداد قائمة بالفصائل المعارضة التي تعتبر معتدلة وبالتالي يمكنها المشاركة في هذه المحادثات»، مشدداً أن «هذه القائمة يجب أن ينتهي إعدادها بحلول نهاية العام»، لافتاً إلى أنه «ما أن ينتهي تشكيل وفد المعارضة، يمكن تطبيق وقف لإطلاق النار في سوريا يشمل المناطق الخاضعة لسيطرة الطرفين، أي النظام والمعارضة المعتدلة، ولكنه لن يشمل المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون».
إن هذه التحركات تكشف حرص أمريكا على إنجاح حلها السياسي؛ فهي تستخدم كل أدواتها من الحكام العملاء ومن المعارضة التي رضيت أن تسير في ركاب حلها السياسي، كما تكشف هذه التحركات أن النظام المجرم العميل لأمريكا أصبح لا يقدر على الصمود أكثر من ذلك فسارعت أمريكا لإنقاذه عن طريق توفير الدعم له سواء من إيران أو روسيا، وهي تعمل على القضاء على ثورة الشام عن طريق المفاوضات مع نظام الطاغية.
فالحذر الحذر يا أهل الشام فها هي أمريكا جاءت برجلها وركابها لتمنع ثورتكم من أن تقطف ثمارها بإسقاط هذا النظام وتحكيم شرع الله، ولتعلموا أن السير في الحل السياسي الأمريكي سيؤدي إلى التهلكة والبوار وسيدرك من يسير في هذا الطريق؛ طريق الحل السياسي الأمريكي؛ أنهم ارتكبوا جريمة ترقى لأن تكون خيانة عظمى في حق الإسلام والمسلمين.
بقلم: منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: جريدة الراية
13 من صـفر 1437
الموافق 2015/11/25م

No comments:

Post a Comment