Monday, November 30, 2015

بيان صحفي: على الكنيسة الكاثوليكية أن تعرف أن العلمانية هي العدو الأساسي للدين

بيان صحفي: على الكنيسة الكاثوليكية أن تعرف أن العلمانية هي العدو الأساسي للدين

(
مترجم)
يقوم زعيم الكنيسة الكاثوليكية في العالم، البابا فرانسيس بزيارة باباوية إلى أفريقيا في جولة تستغرق خمسة أيام. وعقد البابا أثناء وجوده في كينيا، محادثات مع قادة الأديان المختلفة، تتعلق بالتفاهم والوحدة بين مختلف الأديان. كما أدان الإرهاب ودعا القادة السياسيين إلى نبذ الصراعات السياسية والمشاحنات ونشر السلام والوئام بدلا من ذلك. وسيتم إبراز الفكرة في زيارته لأوغندا. وسوف ينهي الزعيم الكاثوليكي جولته في نهاية المطاف في جمهورية أفريقيا الوسطى، البلد الذي تطغى عليه الحرب بين جنود الحكومة ذوي الغالبية النصرانية وأقلية سيليكا المسلمة، والتي أدت إلى الإعدام الشنيع والوحشي للمسلمين الأبرياء.
إن حزب التحرير / شرق أفريقيا ينظر إلى هذه الجولة البابوية على النحو التالي:
إن الحوار بين الأديان، هو مفهوم غربي لا علاقة له بالإسلام. هذا المفهوم ينبع من العقيدة العلمانية التي هي عقيدة فصل الدين عن الدولة، والتي تمنح الإنسان سلطة سن القوانين والشرائع بدلا من الله. هذا المفهوم الخبيث يستخدمه الاستعمار الغربي دائما للتحريض على المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، والهدف الرئيسي منه هو إغواء المسلمين للتخلي عن إسلامهم الذي أتى به نبيهم محمد ، وتبني أيديولوجية علمانية جديدة. إنه لا يدهشنا حقيقة أن البابا ترأس هذه المحادثات، لأنه هو وأسلافه، قد قبلوا عن طيب خاطر تجرع سم العلمانية القاتل، والذي أسكره الحال لدرجة أن يأخذ على عاتقه سلطة سن القوانين لأتباعه. والواقع هو أن العلمانية مستوطِنة حتى في طائفته، لدرجة أن أصبح بعض القساوسة التابعين له يصرحون علنا بأنهم مثليون جنسيا، وثنائيو الجنس دون خجل! وما يحزننا حقا، هو مظاهر الشفقة من قبل بعض القادة المسلمين، نسأل الله تعالى أن يهديهم، الذين شاركوا على المنصة، والتي تهدف إلى تضليل المسلمين عن دينهم تحت ستار الحوار بين الأديان والتسامح الديني.
إن الصراع بين الأديان المختلفة ليس سببه الإسلام، وإنما الأيديولوجية الاستعمارية والأنظمة العلمانية التي تحرض دائما على العداء. والمسلمون هنا في كينيا، ليس لديهم تاريخ في إجبار النصارى على اعتناق الإسلام، ومع ذلك فإن الكنيسة كانت دائما تنشر الكراهية ضد محاكم القضاء الشرعي وتمنع الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب الشرعي. ونحن نعلم أيضا أن البابا فرانسيس يتناسى أن الزعماء الديمقراطيين هم الذين زرعوا هذه الكراهية القبلية والإقليمية التي حولت أفريقيا في نهاية المطاف إلى ميدان للصراع الديني. إن كل اللوم والاتهامات المتعلقة بالصراعات والخلافات يجب أن تلقى على الأيديولوجية الرأسمالية ونظامها السياسي الديمقراطي وليس على الإسلام. على الرغم من أن الكاثوليك استجابوا لنداء البابا بنديكت السادس عشر لشن الحروب الصليبية ضد المسلمين في القرن العاشر الميلادي، عندما كانوا تحت حكم الخلافة الإسلامية السامية، فإنه لم يتم إجبار أحد على اعتناق الإسلام، رغم أن القيم الكاثوليكية تحمل تناقضا واضحا مع الإسلام.
أما عن إدانة البابا فرانسيس للإرهاب، وهو ما جعل البعض يمطره بالتهاني والتصفيق، فلربما كان ذلك غير مستهجن لو أنه في جولته الأمريكية الأخيرة، أدان وانتقد تلك الدولة وطلب منها أن تسحب جنودها من منطقة الشرق الأوسط، حيث يقترفون فيها أبشع وأشرس الأعمال الإرهابية! ومن المؤكد أن هذا الغزو هو السبب الجذري لما يسمونه بالإرهاب. ونود أن نشدد على أنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، والذي أدى في النهاية إلى انهيار الاشتراكية/ الشيوعية في نهاية ثمانينات القرن الماضي، تصاعدت عنجهية أمريكا، التي أغرتها بشن الحرب ضد المبدأ الإسلامي، والذي هو بدون شك، على وشك إقامة دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وقيادة العالم في وقت قريب. ومن ثم فقد استخدمت أمريكا كل الأنظمة العميلة على الصعيد العالمي، بما في ذلك الجمعيات المختلفة للمساعدة في بناء الرأي العام المناسب الذي سوف يؤيد موقفها الخاطئ ضد الإسلام.
وأخيرا، نود أن نقول إن هذه الزيارة البابوية، ليست أكثر من محاولة خبيثة لخداع الناس لمواصلة بقاء ارتهانهم للأيديولوجية الرأسمالية البشعة وعقيدتها الوثنية. وفي الوقت نفسه، تنفيس الرثاء على الإسلام والمسلمين، في مسعى لعرقلة نشر الإسلام كمبدأ بديل عن الرأسمالية قادر على تحرير العالم بأكمله من مخالب الرأسمالية الدموية.
 شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق إفريقيا
التاريخ الهجري      16 من صـفر 1437
التاريخ الميلادي    2015/11/28م

No comments:

Post a Comment