Sunday, October 20, 2019

اليمن بين الإحاطات والمؤامرات

اليمن بين الإحاطات والمؤامرات

الخبر: قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، خلال إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن، اليوم الخميس، إن فرص التوصل إلى حل للأزمة في البلاد ضعيفة، وأضاف غريفيث أنه كان من المفترض التوقيع اليوم على اتفاق جدة لحل الأزمة في جنوب اليمن. (روسيا اليوم، 2019/10/17م)
التعليق:
برغم ما قامت به السعودية، التي تقود تحالفا عربيا يقاتل الحوثيين في اليمن لإعادة شرعية الرئيس هادي وحكومته كما تدّعي، فقد استضافت محادثات غير مباشرة منذ شهر بين حكومة عبد ربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي لإنهاء المواجهة بين قواتهما في عدن، التي فتحت جبهة جديدة في الحرب المستعرة في اليمن.
وبرغم قرار الحوثيين بإيقاف كل الغارات باستعمال الطائرات المسيرة والصواريخ على السعودية وترحيب السعودية بذلك القرار، وإطلاق الحوثيين لعدد 290 أسيرا من طرف واحد، كل ذلك ولم يتم التوقيع على اتفاق جدة بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي والذي ترعاه السعودية، حتى بعد عملية (نصر من الله)، التي أظهرت الحوثيين قوة لا يستهان بها أمام العالم، وبالمقابل لا بد من الاعتراف بها والجلوس للتفاوض معها وإشراكها في السلطة.
إن ما تقوم به السعودية من أعمال سياسية تهدف إلى الهيمنة على الزبيدي ومجلسه كما فعلت مع هادي وحكومته، وهذا الأمر من الصعوبة بمكان، ولأن بريطانيا وراء تشكيل هذا المجلس فلن تسمح بأن يقع في الحفرة التي وقع فيها هادي تحت هيمنة السعودية بحال من الأحوال، وهذا من الأسباب التي جعلت المجلس الانتقالي يمتنع عن التوقيع على اتفاق جدة إلى الآن، مع أن عدم التوصل إلى نتائج أو بوادر اتفاق بين المجلس الانتقالي وحكومة هادي يفشل مساعي السعودية الرامية إلى تثبيت الحوثيين في السلطة خدمةً لأمريكا.
إن فشل مساعي السعودية إلى الآن في إقناع المجلس الانتقالي على توقيع اتفاق جدة يفتح المجال لأحد أمرين:
الأول: تدخل القوات السعودية في الجنوب مستغلةً انسحاب القوات الإماراتية من المحافظات التي كانت موجودة فيها مما قد يؤدي إلى اندلاع العمليات العسكرية من جديد.
الثاني: تدخل بريطانيا واتفاقها مع أمريكا بدفع المجلس الانتقالي إلى حل سياسي مع الحوثيين تتعهد فيه بريطانيا بأن يكون للحوثيين نصيب ذو شأن في الحكم.
وهكذا يبقى أهل اليمن بين خيارين كلاهما مر؛ فإما الخضوع للحلول الغربية الرأسمالية التي لا تمت لعقيدتهم بصلة، وإما استمرار القتل والدمار لأنفسهم وبلادهم، مع أن في وسعهم أن يحلوا مشاكلهم بتحكيم شرع ربهم فيما بينهم، وأن يصونوا دماءهم ويحفظوا أموالهم وذلك بالعمل لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة عن وعي وإخلاص لينالوا رضا الله تعالى في الدنيا والآخرة فنعم أجر العاملين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي – ولاية اليمن
  21 من صـفر الخير 1441هـ   الموافق   الأحد, 20 تشرين الأول/أكتوبر 2019مـ

No comments:

Post a Comment