Tuesday, February 20, 2018

جريدة الراية: "التعديل" الأمريكي على الجيش الأفغاني وهيكلية السلطة

جريدة الراية: "التعديل" الأمريكي على الجيش الأفغاني وهيكلية السلطة

(مترجم)
  5 من جمادى الثانية 1439هـ   الموافق   الأربعاء, 21 شباط/فبراير 2018مـ
وافق الرئيس الأفغاني مؤخرا على تقاعد 164 جنرالاً من الجيش الذي سيعقبه تقاعد 2000 من كبار ضباط الجيش الآخرين في العامين المقبلين، أي حوالي 70٪ من كبار ضباط القطاع الأمني. ونتيجة لذلك، سيتأثر آلاف الضباط إدارياً وعسكرياً.
خلال الاحتلال السوفيتي تحولت قوات الأمن الأفغانية إلى مجموعة من الطلاب الشيوعيين عديمي الخبرة إلى جانب حالات استثنائية من قلة متأثرين ببقايا بريطانية وأمريكية. ومع ذلك، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وإقامة نظام المجاهدين، انضم الكثير من العناصر الإسلامية والجهادية إلى صفوف أعلى من هذه القوى. ومن الجدير بالذكر أنه بالنسبة لبعض ما التزم به حكام تلك الحقبة، أعيدت بعض العناصر الشيوعية إلى هذا القطاع خلال الحرب الأهلية وحكم طالبان.
وبعد احتلال أمريكا وحلف شمال الأطلسي لأفغانستان في عام 2001، كان العديد من كبار الضباط في هذا القطاع هم من العناصر الجهادية والشيوعية، الذين كانوا يقاتلون ضد طالبان كقوات برية لأمريكا. وعلى الرغم من ذلك، قامت أمريكا بتفكيك الجيش الأفغاني السابق في البداية؛ حيث بعث عشرات الآلاف من أولئك الذين قاتلوا ضد الاحتلال السوفيتي. ووضعت أسس الجيش الأفغاني الجديد في البلاد، فهذا الجيش لا يزال لديه الكثير من العناصر الإسلامية من المجندين، ولكن أيضاً كان تحت تأثير كبير من أمريكا وبريطانيا وباكستان وإيران وبعض العناصر الشيوعية والتي تعتبر تأثيرا روسيا.
على الرغم من حقيقة أن أمريكا قد استخدمت هذا الجيش الأفغاني الجديد ضد الشعب الأفغاني المسلم على مدى السنوات الـ17 الماضية، ومع ذلك، كانوا لا يزالون غير راضين تماما عن هيكليته من حيث كونها غير مكتملة، فقد كانوا قلقين من العناصر الإسلامية. واعتبر ذلك سببا رئيسيا للهجمات الدموية والقاتلة ضد قواتها من داخل الجيش الأفغاني في الماضي. وكان هذا في حد ذاته أحد الأسباب الرئيسية لعدم تحديث وتجهيز هذه القوات بالأسلحة المناسبة والمطلوبة حتى وقت قريب. ولذلك، كانت تقدم فقط الأسلحة الخفيفة والمدفعيات القديمة. وكانت تستخدم قوات المشاة على الأرض ضد المقاومة.
مع ذلك، وبعد توقيع الاتفاقات الاستراتيجية والأمنية الثنائية بين واشنطن وكابول، والموافقة على المركز الدائم للقوات الأمريكية في أفغانستان لتحقيق أهدافها الإقليمية والاستراتيجية طويلة الأجل؛ قررت واشنطن تزويد الجيش الأفغاني بمليارات الدولارات سنويا وبالمعدات الحديثة أيضا. ولذلك فإن أمريكا تشعر بالحاجة الملحة إلى إزالة أي عناصر لديها مشاعر إسلامية أو أي عمل لم توافق عليه هي تحت ستار هذه الإصلاحات. فأرادوا بناء جيش وحشي خال تماماً من العلاقة العاطفية والروحية مع شعبه، بل معتمد على أمريكا. هذه هي القوة الأمنية الوحيدة التي يبحثون عنها، وهذه هي الطريقة التي سوف يقطعون بها صلة هذا الجيش بالأمة - التي تنظر إلى جيشها على أنه أساس قوتها - ويريدون أن يمنعوا أي تأثير سياسي للأحزاب الإسلامية بالنهضة، وهو هدف تم تحقيقه بالفعل في تركيا ومصر وباكستان.
والهدف الآخر وراء هذا "التعديل" في القطاع الأمني ​​هو إزالة أي تأثير للقادة القبليين والإثنيين فضلاً عن المؤثرين السياسيين. تاريخياً هذه التأثيرات أدت دائماً إلى جعل هيكلية السلطة من بدايتها معقدة جداً ولا يمكن السيطرة عليها، وقد لعبت دورا رئيسياً في هزيمة كل احتلال. والواقع أن تأثير القادة القبليين والإثنيين والسياسيين الذين يملكون دائماً المشاعر الإسلامية يشكل تحدياً للخطط الأمريكية للمنطقة - التي تهدف إلى البقاء في أفغانستان على الأقل خلال السنوات الخمسين المقبلة. ولذلك، تحاول أمريكا تقليص قوة هؤلاء الأفراد تدريجيا، في إطار عملية طويلة الأجل؛ ونقل قاعدة القوة هذه من جيش لديه المقدرة فكريا وجسديا إلى أمريكا، من أجل السيطرة على هذه الأرض بسهولة أكبر وتفكيك أية تحديات محتملة تجاه المصالح الأمريكية في المنطقة.
وبالتالي، يجب على المسلمين والأفراد المؤثرين، ومجاهدي أفغانستان السابقين أن يدركوا أن جميع الخدمات التي قدمها بعضهم إلى أمريكا خلال السنوات الـ17 الماضية - داخل الجيش الأفغاني - لم تتمكن من تحقيق أي ثقة بهم. والآن، بعد أن استغلت أمريكا سلطتهم طوال تلك السنوات، تحاول إزالة هذه العناصر تحت ستار الإصلاح في الجيش واستبدال الشباب المدربين تحت نظر الغرب والعلمانية بهم. وبهذه الطريقة ستعيد أمريكا مرة أخرى إساءة استغلال الشباب الأفغاني ولكن بأسلوب مختلف وبمخطط مختلف، من أجل تحقيق أهدافها الإقليمية والاستراتيجية طويلة الأجل. ولذلك، فإن الخداع الأمريكي على مدى الـ17 سنة الماضية، الذي وصف بأنه (حرب على الإرهاب)، والذي هو في الواقع حرب على الإسلام والمسلمين، يجب أن يحارب الآن، وهذه الحرب في حد ذاتها هي لإزالة أي عناصر سياسية واقتصادية وغيرها من قواعد السلطة في البلاد الإسلامية من أجل منع ما يشكل تهديداً حقيقياً لهم؛ ومن ثم إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
بقلم: الأستاذ سيف الله مستنير
 رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

No comments:

Post a Comment