Monday, February 26, 2018

مع الحديث الشريف: انتظروا عقاب الله يا من عصيتموه

مع الحديث الشريف: انتظروا عقاب الله يا من عصيتموه

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: «مَا ظَهَرَ الْغُلُولُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا أُلْقِيَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبُ، وَلَا فَشَا الزِّنَا فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا كَثُرَ فِيهِمُ الْمَوْتُ، وَلَا نَقَصَ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا قُطِعَ عَنْهُمُ الرِّزْقُ، وَلَا حَكَمَ قَوْمٌ بِغَيْرِ الْحَقِّ إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الدَّمُ، وَلَا خَتَرَ قَوْمٌ بِالْعَهْدِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْعَدُوّ» (موطأ مالك 994).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الأثر يظهر لنا عواقب أفعال قبيحة يرتكبها الإنسان، أولها الغلول - وهو أخذ مال بغير حق- فهو ظلم، وعقوبته أن يُلقِيَ الله في قلوب الظالمين الرُعب، وأي رعب؟! رعب يذهب الأمن والطمأنينة، فلا يهنأ الظالم في عيشه حتى يهتدي ويتوب، وثانيها انتشار فاحشة الزنا، وهي كبيرة من الكبائر توجب غضب الله سبحانه وتعالى والحد في الدنيا، وفيها تحدٍ واضح لحكم واضح من أحكام الشرع لا شبهة فيه، وعاقبة مرتكبيه ومروجيه ومشرعيه وحماته بأن يكثر بينهم الموت، ثالثها هو الإنقاص في المكيال والموازين، ومن يفعل هذا فإن الله يقلل رزقه، بل يمنعه عنه؛ لما اقترفت يديه حبًا للمال وسعيًا للدنيا، ورابعها هو الحكم بغير من أنزل الله، وجزاؤه في الدنيا أن يكثر بين الناس القتل وسفك الدماء وكثرة الفتن، وآخرها هو الغدر بالعهود التي قطعها الناس على أنفسهم، فلم يلتزموا بها ونقضوها بغير حق، وهؤلاء يسلط الله عليهم أعداء الأمة والدين لينكلوا بهم ويعاقبوهم على ما قد جنت أنفسهم. نستشف من الأثر عواقب بعض المعاصي والويلات التي تجرها في حياة الناس، ولا يستطيع أحد ردها أو رفعها إلا الله إن رشد الناس وارْعَوُوا وتابوا ورجعوا عن الخطأ واهتدَوا إلى الصواب. علينا أن نعيد حساباتنا قبل أن نُحاسب أمام الجبار، وأن نخاف أن يكون تسلط الحكام الظلمة على رقابنا عقاباً لنا على ذنوبنا، واستمراره جزاء لنا على سكوتنا. اللهَ نسألُ أن يعيذنا من انتشار المعاصي والفواحش، وأن يصلح أمورنا، ويهدينا سبيل الرشاد، وأن يعلمنا الحق ويرشدنا اتباعه، ويصلح حالنا وأهلنا، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
  11 من جمادى الثانية 1439هـ   الموافق   الثلاثاء, 27 شباط/فبراير 2018مـ

No comments:

Post a Comment