Wednesday, February 28, 2018

مع الحديث الشريف: الصبر والاستعفاف نعمتان من نعم الله علينا

مع الحديث الشريف: الصبر والاستعفاف نعمتان من نعم الله علينا

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ، ثُمَّ قَالَ: «مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّه، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً هُوَ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ» (موطأ مالك 1835).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث يخبرنا مكانة الصبر وعظمته في حياتنا وقيمته. من المعلوم أن الإنسان يريد كل شيء بسرعة ومن غير عناء أو جلد، وهذا الحديث يخبرنا أن أنصار الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذين دعا رسولنا عليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم ولأبنائهم بالبركة، كانوا ما سألوا رسول الله شيئًا إلا وأعطاهم، حتى لم يبق عنده شيء، وجاء قوله صلى الله عليه وسلم الذي يثلج الصدور ويفرح القلوب، بأنه لن يمنع ما قد رزقه الله إياه عنهم، وأنه معطيهم ما أرادوا، مرشدًا لنا إلى أمرين اثنين، الاستعفاف والاستغناء، والصبر
أما الاستعفاف فهو الترفع عن سؤال الناس والحاجة لهم، ترفعًا عن طلب المال وزينة الدنيا، أن نوقن أن الغنى غنى النفس، وأن الرزق من عند الله عز وجل وليس من عند الناس، وقد أحل الله طرقًا لتحصيل الرزق؛ اتباعها خير من الاتكال على الآخرين، فخير الناس لا يدوم بينما خير الله باق حتى تخرج الروح من الجسد. أما الصبر فهو من أعظم ما قد يتحلى به المرء، ومن يصبّره الله سبحانه وتعالى يكون قد أنعم عليه نعمة واسعة، فالصبر من عظيم نعم الله، وفيه الأجر والثواب والعاقبة المحمودة، ولذة في الدنيا لا يعلمها إلا صاحبه، لهذا وجب علينا التحلي بالصبر دائمًا .اللهَ نسألُ أن يعفّنا، وأن يصبّرنا على ما نحن فيه، وأن يثبت قلوبنا ويغنينا بحلاله عن حرامه، وأن يبعد عنا ما يكرهه ويقربنا لما يحبه، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
  13 من جمادى الثانية 1439هـ   الموافق   الخميس, 01 آذار/مارس 2018مـ

No comments:

Post a Comment