Friday, February 23, 2018

مع الحديث الشريف: الغيبيات وصلاح المجتمعات

مع الحديث الشريف: الغيبيات وصلاح المجتمعات

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُخْبِرُ عَنْ أَبِي شُرَيْح الْخُزَاعِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ». ( سنن ابن ماجه 3695)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يرشدنا إلى أمور عديدة نحتاج أن نعلمها في حياتنا اليومية، منها الإحسان إلى الجيران، وهذا مما عظُم في الإسلام عندما ربطه الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالإيمان بالله تعالى، وبالإيمان بغيبيات علمناها من الله على رأسها يوم الحساب في الآخرة. منها كذلك إكرام الضيف، هذا أيضًا من الأمور العظام لربطها بالإيمان، وهي من الأحكام التي تزيد التناغم في المجتمع وتنشر الاحترام بين الناس والتعاون، كواحدة من أحكام الإسلام التي تجعلنا كالبنيان المرصوص. الأمر الأخير هو قول الخير أو السكوت عن الكلام الذي فيه مفسدة. هنا يجب الإشارة إلى ما يجمله الحديث، إن هذا الحديث يرشد إلى عدة أمور تقولب حياة المسلمين في قالب واحد، يكملون بعضهم بعضًا، ويقدمون الخير لبعضهم ويغلب فيه على الشر. عليه فإننا إن آمنا بالله ربنا والرسول رسولنا وآمنا بكل الغيبيات التي جاءت بوحي من الله بما فيها اليوم الآخر، فإن هذا الإيمان يكون دافعًا قويًا لنا يجعلنا حريصين كل الحرص على أحكام الله التي فيها الحفاظ على المجتمع الذي نعيش فيه، فنصل إلى الأمان والسكينة المنشودة في الدنيا ورضا الله والفوز بالجنة في الآخرة، فكان الجار أولًا في الحديث ثم الضيف ثم قول الذي يحبه الله ولا يغضبه عز وجل، فلا يحدث خصام وتباغض وما فيه مفسدة بين الناس. الله نسأل أن يجمعنا تحت كلمته في ظل نظامه العادل الذي يحفظ أفكارنا ومشاعرنا كما يحب ويرضى أن تكون، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
  7 من جمادى الثانية 1439هـ   الموافق   الجمعة, 23 شباط/فبراير 2018مـ

No comments:

Post a Comment