Tuesday, December 27, 2016

جريمة اغتيال الزواري لا يعدلها إلا إعلان الحرب ومحق كيان يهود من الوجود

جريمة اغتيال الزواري لا يعدلها إلا إعلان الحرب ومحق كيان يهود من الوجود

بعد أسبوع من جريمة اغتيال المهندس محمد الزواري على يد دولة يهود قرر رئيس الحكومة يوسف الشاهد إقالة والي صفاقس وكل من مدير إقليم الأمن ورئيس منطقة الأمن الوطني بصفاقس الجنوبية، واعتبر البعض أن هذا الإجراء خطوة جريئة لتحميل كل مقصّر مسؤوليته، كما قررت النيابة الخصوصية لبلدية العين تسمية الشارع الرئيس والساحة الكبرى بمنطقة العين باسم الشهيد محمد الزواري.
بمثل هذه السذاجات أرادت السلطة في تونس أن تنهي ملف اغتيال البطل الزواري الذي أكد للعالم أن أمة الإسلام لن تركن لحدود سايكس بيكو، وأن قضية فلسطين هي قضية أمة لا تفارق الوجدان ولا تسكن دونها الأجفان، عزلُ والٍ وتسمية ساحة باسم الشهيد مع استنكار الحادثة ووصفها بالعدوان الغادر والجريمة البشعة، هكذا التصريحات والبيانات؛ استهجان وتنديد توحّد الساسة، وأجمعوا سواء من كان منهم في الحكم أو المعارضة، هذا مبلغهم من العلم!! وكان أمثلهم طريقة وأكثرهم حماسة من طالب باستصدار قرار إدانة لكيان يهود في مجلس الأمن حتى يتحقق النصر والانتقام من دولة يهود!! وتنظيم مسيرة مليونية تجوب شوارع صفاقس ترفع فيها كل عبارات الإدانة، يمتصّ من خلالها غضب الأمة وسخطها على تخاذل حكامها!
وا أسفاه على أمة عزيزة ذلّت في زمن الرويبضات، أيقتحم علينا يهود الديار ويقتل أبناءنا في وضح النهار ويصوّر ويراسل ثم يتبجّح بجريمته، وأصحاب القرار حكام تونس يتوارون من سوء ما بُشّروا به يدسون رؤوسهم في التراب، لا يقوى أحدهم على ذكر الجاني وهو مقرّ في صلف بجرمه، أبعد هذا من خزي ومن عار؟!
إن أمة الإسلام أمة عزيزة، لا تقبل ضيما ولا تستطيب عيش الأذلاء، والله سبحانه أثنى عليها فقال: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ وقال: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ وقال أيضا: ﴿فمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ وقال عز من قائل: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ﴾، وإن إمامنا محمداً صلى الله عليه وسلم أسوتنا الحسنة قد ضرب لنا الأمثال في مواقع عديدة لننشأ على الأنفة والشهامة، فعندما بلغه نبأ مقتل رسوله الحارث بن عمير الأزدي على يد شرحبيل بن عمرو الغساني جهز كل ما لديه من قوة، جيش قوامه ثلاثة آلاف مقاتل ليلقى بهم مئتي ألف من كفار الروم وأتباعهم، لم يتعذّر على نقص العدة والرجال بأن دولته لا زالت فتية لا قِبَلَ لها بالروم، بل أعلن النفير وأبلى المسلمون في معركة مؤتة بلاء منقطع النظير، كذلك يوم الحديبية عندما شاع خبر مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد دخل مكة ليفاوض كفّار قريش، قال رسول الله «لا نبرح حتى نناجز القوم» ودعا الصحابة إلى مبايعته على قتال قريش وعدم الفرار نصرا أو شهادة، فلبوا النداء وسارعوا إلى بيعته مُقبلين مستبشرين، فرضي الله عنهم وأنزل فيهم قرآنا يتلى إلى يوم الدين.
إن الواجب اليوم كما هو منذ وطئ يهود أولى القبلتين هو إعلان النفير لتحرير مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم والانتقام من إخوان القردة والخنازير، فدم المسلم ليس بالرخيص ولا الهين، والزواري شهيد الأمة من حقه أن يُقتصّ له، وقد سئمنا الشجب والاستنكار ومللنا الخطب العصماء والهتافات الجوفاء، فعزاؤنا أن يثأر للشهيد كي يقر وأمة الإسلام عيناً ويطيب نفساً، ولكن هيهات ثم هيهات أن نرى هذا على يد حكّام مردوا على النفاق واستلذّوا عيش الذلة والهوان، ونحن على يقين أن مواقف الخزي هذه لا يرضاها الصادقون من أهل القوة بين ظهرانينا، فهؤلاء من نخاطب وهؤلاء هم أمل الأمة وذخرها في الملمّات، فيا حُماة الديار ومُحاة العار لا يُقعدنّكم المخذّلون ولا تسمعنّ لمن يريد الانتقام بقرار إدانة من مجلس إرهابهم، ولا يرهبنّكم كثرة حشودهم وجلبة صراخهم، فوالله إنهم لأوهن من بيت العنكبوت، والله عز وجل يقول: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ﴾، وهذا العار الذي لحق الأمة وأهل قوّتها خاصة من جيوش وقادة لا يمحوه إلا الدم، فالدم الدم والهدم الهدم.
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [التوبة: 38]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
طارق رافع - تونس
29 من ربيع الاول 1438هـ   الموافق   الأربعاء, 28 كانون الأول/ديسمبر 2016مـ

No comments:

Post a Comment