Monday, April 25, 2016

السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اعتبر بنفسه

السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اعتبر بنفسه

الخبر: أصدرت غرفة عمليات حلب في الجيش السوري الحر بياناً السبت، أمهلت فيه المجتمع الدولي 24 ساعة للضغط على نظام الأسد، لوقف غاراته على المدنيين في المدينة. وأكّد البيان أن الجيش الحر سيعتبر الهدنة لاغية إذا استمرت الغارات، وسيعمل على استهداف مواقع النظام ما لم يوقف الأخير غاراته الجوية التي أدت خلال الأيام الماضية لمقتل وجرح العشرات.
التعليق:
لا يخفى على كل مراقب أن النظام الطاغية يحاور نفسه في جنيف، الطرف الأول ممثلو النظام، وعلى رأسهم دي ميستورا نفسه، مبعوث واشنطن (سيدة النظام)، وفي الواجهة شبيحة النظام، وعلى رأسهم الطاغية الشبيح بشار الجعفري، ومقابله على الطاولة شبيحة النظام السابقين، وعلى رأسهم رياض حجاب (رئيس وزراء سابق في الدولة النصيرية، وعضو قيادة فرع دير الزور لحزب البعث العربي الاشتراكي، ومسئول سجن تدمر سيئ السمعة)، ومعه حفنة ممن باعوا دينهم بدنيا غيرهم، من أتباع الريال والدولار. لذلك لم يكن مستغربًا أن تستمر المفاوضات حتى بعد انسحاب بعض المتآمرين على الثورة السورية المباركة، ممن "يمثلون" دور المعارضة، ويقحمون أنفسهم على اعتبار أنهم يمثلون الثورة وأهل الشام!
سبق أن مرت الأمة بمفاوضات مشابهة طرفاها عملاء للغرب؛ فقد احتلت الهند كشمير، ورفع النظام العميل في باكستان شعار تحرير كشمير، حتى أوشك المخلصون في الجيش الباكستاني على تحريرها في عملية ما تسمى بمرتفعات كارغل، فالتف على انتصارهم عملاء أمريكا في النظام، وعلى رأسهم (برويز مشرف)، وأُحبطت عملية تحرير كشمير، وبدأ مسلسل المفاوضات بين البلدين، حتى أصبح أعظم ما يطالب به النظام العميل في إسلام أباد هو وقف إطلاق النار على خط السيطرة الفاصل بين البلدين، وأصبح شعار تحرير كشمير تاريخاً لا يكاد يذكر إلا في يوم من العام سمي بـ"يوم كشمير". كذلك فلسطين، حيث انتفضت الأمة لتحريرها، فإذا بحكام العرب ينصبون منظمة التحرير لتمثيل قضية فلسطين - تمامًا كمؤتمر الرياض الذي تبنى وساند المفاوضات مع النظام السوري - فإذا بمنظمة التحرير، ومن خلال المفاوضات مع يهود، تصبح قوات دفاع عن كيان يهود في جيش يهود، وطلبها الأعظم المعلن هو وقف يهود عن بناء مزيد من المستوطنات على الأرض المحتلة عام 1967م.
نعم، إن من يقبل المهادنة، ويقبل التفاوض، مع الغرب الكافر وأذياله من العملاء، ومهما كان يظن في نفسه الحصافة، فإن المطاف سينتهي به إلى ما يريده الغرب، والتجربة أكبر برهان.
إن اختراق الحركات المسلحة والثورات الشعبية السلمية والمسلحة سهل، ولكن هذا لا يعني الاستسلام للعملاء "المدسوسين" على الثورة، بل يجب على المخلصين في الثورة دوام اليقظة والحذر من العملاء، مهما كانت مناصبهم في الثورة، فيجب تحييدهم بأي سبيل كان، ومهما كلف الأمر، فالثورة المباركة يجب أن تظل بيضاء لا تشوبها شائبة، ويجب أن تظل الثورة سائرة في تحقيق غايتها من دون تفاوض مع النظام المجرم ومن ورائه الغرب الكافر، ويجب أن يكون شعار الثورة المباركة أنها تنقّي نفسها بنفسها، حتى تضمن تحقيق غاياتها النبيلة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر - باكستان
19 من رجب 1437هـ   الموافق   الثلاثاء, 26 نيسان/ابريل 2016مـ

No comments:

Post a Comment