Tuesday, September 22, 2015

خبر وتعليق: وما هو إلا هجوم على الإسلام

خبر وتعليق: وما هو إلا هجوم على الإسلام

(مترجم)
الخبر: استقبل الرئيس جوكو ويدودو الرئيس المصري عبد الفاتح السيسي في قصر الرئاسة في جاكرتا. وقال الرئيس في مؤتمر صحفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (9/4): "إننا نتبادل الأفكار حول تعزيز الديمقراطية والإسلام كرحمة للعالمين، وأيضا تحدثنا عن المشاكل المرتبطة بالراديكالية والتطرف والإرهاب". وأضاف جوكو ويدودو: "سوكارنو من إندونيسيا وجمال عبد الناصر من مصر عملا على بناء كتلة مناهضة الاستعمار (حركة عدم الانحياز)، والآن أنا من إندونيسيا والسيسي من مصر نبني كتلة الإسلام المعتدل".
إن محاولات الترويج للإسلام المعتدل أو الإسلام "رحمة للعالمين" (حسب زعمهم) تجري دائما. ففي نيسان/أبريل الماضي، أعرب جوكو ويدودو، عندما عقد المؤتمر الآسيوي الأفريقي في باندونغ، إندونيسيا، أعرب عن قلقه إزاء الصراع في كل مكان. وبناء على هذا، يقترح الرئيس إنشاء "فريق اتصال" ليرفع صوت "الإسلام رحمة للعالمين" في منظمة المؤتمر الإسلامي. وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إياد أمين مدني لدى لقائه الرئيس جوكو ويدودو في قصر الملك فيصل في جدة، المملكة العربية السعودية (2015/09/12) أن منظمة المؤتمر الإسلامي (OIC ) تؤيد المبادرة الإندونيسية لإنشاء فريق اتصال للتعبير عن "الإسلام رحمة للعالمين".

التعليق:
1. الأحداث أعلاه تؤكد أن حكام المسلمين حتى اليوم يتعاونون مع الكفار المستعمرين ضد الإسلام باستخدام قضية الإسلام المعتدل. على سبيل المثال، وزير الشؤون الخارجية لجمهورية إندونيسيا، ريتنو ليستاري، سيعقد اجتماعا ثنائيا مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يومي 21 و22 أيلول/سبتمبر 2015. وسيكون على جدول أعمال الاجتماع مناقشة القضايا العالمية، مثل الصراع السوري وتهديد تنظيم الدولة. وفي وقت سابق (27 تموز/يوليو 2015) وقع الرئيس جوكو ويدودو ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أربع مذكرات تفاهم بين البلدين، واحدة منها على مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود. فقضية الإسلام المعتدل يتذرعون بها لمكافحة ما يسمونه الإرهاب الإسلامي.
2. بيان أن إندونيسيا قادرة على التوفيق بين الديمقراطية والإسلام لا يتفق مع الواقع. نعم إن الرئيس والبرلمانيين والقادة المحليين منتخبون من قبل الشعب، ولكن عن طريق التضليل السياسي والرشوة. والفرقة الفائزة في الانتخابات المختلفة هي الشركات الكبيرة التي وراء الرئيس والبرلمانيين والقادة المحليين الناجحين، وأن غالبيتها من الشركات الصينية. وفي الوقت نفسه، حياة الأمة أكثر بعدا عن قيم الإسلام. على سبيل المثال، في منتصف أيلول/سبتمبر من هذا العام هناك زواج بين الذكور في بالي. وفي الديمقراطية المطبقة في إندونيسيا، الإسلام يهمش على نحو متزايد. الإسلام المؤيد من الحاكم هو الإسلام الذي يدعم الديمقراطية والرأسمالية. والمثال الآخر، في بداية أيلول/سبتمبر 2015، دشن وزير الأديان في إندونيسيا كتب معالم الإسلامية لطلاب المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية التي وصفها بأنها "إسلام السلام" وليس الإسلام الأصولي. ومن أجل تهيئة تعليم الكتب للطلاب، فقد أرسل الوزير 40 معلما إلى جامعة أكسفورد في إنجلترا لاستكشاف طرق التعليم الديني، بما في ذلك زيارة للكنائس. هذا هو جوهر "الإسلام رحمة للعالمين" و"إسلام السلام" الذي يريدون، وهو الإسلام وفقا لعيون الغرب المستعمر.
3. إن كلمة "رحمة للعالمين" وارد في سورة الأنبياء آية 107: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾. ومعناها ليس كما يقولون. قال الإمام ابن كثير في تفسيره: "يخبر تعالى أن الله جَعَل محمدًا عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين، أي: أرسله رحمة لهم كلّهم، فمن قَبِل هذه الرحمةَ وشكَر هذه النعمةَ، سَعد في الدنيا والآخرة، ومن رَدّها وجحدها خسر في الدنيا والآخرة". وكذالك كلمة "وسطا" الواردة في سورة البقرة 143: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ معناها ليس "الإسلام الوسطي" أو "الإسلام المعتدل" كما يدعون. قال الإمام ابن كثير: "والوسط ها هنا: الخيار والأجود، كما يقال: قريش أوسطُ العرب نسباً وداراً، أي: خيرها. وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام وسطا في قومه، أي: أشرفهم نسبا، ومنه الصلاة الوسطى، التي هي أفضل الصلوات، وهي العصر، كما ثبت في الصحاح وغيرها، ولما جعل الله هذه الأمة وسطاً خَصَّها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب". وعلى ذلك فما يدعون إليه لا أصل له في الإسلام. وما يدعون هو كلمة حق أريد بها باطل. وما هو إلا هجوم على الإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد رحمة كورنيا / إندونيسيا
08 من ذي الحجة 1436
الموافق 2015/09/22م

No comments:

Post a Comment