Saturday, September 26, 2015

خبر وتعليق: اقترب نصر الله وفرجه يا أهل الزبداني

خبر وتعليق: اقترب نصر الله وفرجه يا أهل الزبداني

الخبر: بدأ الأحد (2015/09/20) العمل على وقف إطلاق النار في مدينتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق، وبلدتي الفوعة وكفريا في شمال غرب سوريا، بعد التوصل إلى اتفاق على هدنة لم تُحدد مدتها، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "تشهد مدينة الزبداني وبلدتا الفوعة وكفريا هدوءًا تامًا منذ الساعة الثانية عشرة من ظهر الأحد"، مشيرًا إلى "الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار". وتوصلت قوات النظام ومسلحون موالون لها من جهة، وفصائل مقاتلة من جهة أخرى إلى اتفاق هدنة، هو الثالث من نوعه خلال خمسة أسابيع، حيث سبق أن تم التوصل إلى اتفاقي هدنة مماثلين الشهر الماضي في الزبداني والفوعة وكفريا، لم يستمر العمل بهما أكثر من عدة أيام؛ بسبب تعثر المفاوضات حول بنودهما. ومن أبرز العراقيل التي تواجه المفاوضات: الاتفاق على بند انسحاب جميع المقاتلين من الزبداني، وتأمين ممر آمن لجميع المدنيين الراغبين في مغادرة الفوعة وكفريا، وتأمين المساعدات الغذائية والطبية للذين يريدون البقاء.

التعليق: هدنة بين طرفين لا يملكان من أمرهما شيئًا، بين نظام يغرق في وحل الإجرام والقتل لشعبه منذ أكثر من أربع سنوات، وآخر يصطاد في الماء العكر جالسًا في فنادق اسطنبول، تحتضنهم أمريكا ويرعاهم عميلها أردوغان. وعندما اشتد الحال على النظام وأزلامه في الزبداني، ووصل عدد قتلى حزب إيران في لبنان لوحده هناك إلى ما يزيد عن 108 قتيلاً حسب بعض المصادر، إضافة إلى الخسائر الفادحة لقوات النظام نفسها كل يوم، رفع النظام يده وطلب الخلاص من هذا الكابوس المستمر منذ شهور، وبعد أن وقف حزب إيران عاجزًا عن مساندته أكثر، وأصبح في وضع لا يُحسد عليه، تدخلت عصا أمريكا السحرية، ألا وهي التنسيقات الموجودة في اسطنبول، لمفاوضة قاتل الشعب السوري (النظام الإيراني)، متحدثة باسم أهل الزبداني وثواره الأبطال، الذين سطّروا البطولات في وجه النظام الجبان المتسلط على رقاب شعبه منذ أكثر من نصف قرن، والذي يقوم النظام الإيراني العميل لأمريكا بدعمه بالمال تارة، وبالجنود تارة، وبأدواته تارة، مثل حزبه في لبنان.
السؤال الذي يفرضه المقام: كيف لنظام غارقٍ في العمالة لأمريكا (إيران) أن يكون طرفًا في المفاوضات؟ ولمصلحة من يفاوض؟ إن قيل من أجل الإسلام والمسلمين، فهذا بعيد كل البعد، فهو من يقتل أهلنا في الزبداني منذ أشهر، وإن قيل من أجل الإنسانية، فهو أبعد ما يكون عنها، فهو من انتهك كل قيم الإنسانية منذ أكثر من أربع سنوات، وهو يدعم النظام المجرم في دمشق. إذن، فالجواب أنهم يفاوضون باسم النظام السوري، النظام الذي يعاني أهلنا في الزبداني منه منذ نصف قرن، نظام لا يرقب في الناس إلًا ولا ذمة، المفاوضات معه لا يُؤمن جانبها ولا تُحمد عُقباها، أليست هذه الحال كمن يلقي بنفسه في أحضان قاتله؟! وطرف المفاوضة الآخر الذي يدّعي أنه يمثل أهل الزبداني، هل حقًا يمثلهم، أم يمثل أمريكا؟ إننا يا أهلنا في الزبداني لم نرَ من مثل هؤلاء خيرًا قط، وهم فقط يبيعون دماء الشهداء في الزبداني من أجل رضا أمريكا وعملائها، وهم لا يكترثون لما يحدث لكم، فلم يتدخلوا إلا عندما أحسوا باقتراب نصر الله وفرجه.
إنّ الأمر لا يخرج عن كونه نظامًا يفاوض نفسه (أي أمريكا) بأدواتها، محاولة فرض حلولها، وهذا لن يحصل بإذن الله، ولن تجير مخططاتها على الناس الذين سممتهم لدغاتها مرات كثيرة، فأصبحت خططها مكشوفة للعيان، سواء أكانت هذه المرة تفريغ مناطق الزبداني وصنع خطة بديلة لبشار بأن يوجد لنفسه كيانًا خاصًا باسم العلويين هناك، أم كانت التحايل على انتصار المخلصين على النظام وأعوانه، أم الحفاظ على ماء وجه النظام بعد أن سكنت الغوطة ولم تعد تقدم الدعم له.
أيها الثوار المخلصون الأحرار! أنتم الأعلون، وإن النصر صبر ساعة، ونحن نعلم أنكم صبرتم كثيرًا، لكن نصر الله يستحق الكثير، فلا تَدَعوا أعوان النظام ورجال أمريكا ينفذون مؤامراتهم عليكم، فلكم الله، وأمة المليار ونصف المليار تنتظر انتصاركم في الشام، حتى تكونوا جنودًا لجيش الخلافة على منهاج النبوة الجرار، الذي سيقوده الخليفة الراشد، ليحاسب من تآمر على الأمة الإسلامية وخانها، وكل الكيانات التي وقفت في وجه الإسلام وأهله، ويحسبونه بعيدًا ونراه قريبًا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح - أمريكا
11 من ذي الحجة 1436
الموافق 2015/09/25م

No comments:

Post a Comment