Sunday, September 27, 2015

بيان صحفي: ألا تذكركم الدماء الزكية التي سالت في يوم التروية بدماء أجدادكم المحررين الفاتحين؟!

بيان صحفي: ألا تذكركم الدماء الزكية التي سالت في يوم التروية بدماء أجدادكم المحررين الفاتحين؟!

"وكالات أنباء - فلسطين - استشهدت الفتاة هديل الهشلمون متأثرة بجراحها التي أصيبت بها صباح يوم الثلاثاء 22/9/2015 برصاص جنود دولة يهود على حاجز عسكري وسط الخليل. وقالت مصادر أمنية أن الفتاة الهشلمون (18 عاماً) من مدينة الخليل استشهدت متأثرة بإصابتها. وكان جنود الاحتلال قد أطلقوا النار على الفتاة بدم بارد على حاجز وسط الخليل، ما أدى لإصابتها بجروح خطرة وتركت تنزف بالمكان لأكثر من نصف ساعة قبل السماح لسيارة إسعاف تابعة لكيان يهود بنقلها إلى المستشفى.
وزعمت قوات الاحتلال أن الشهيدة الهشلمون حاولت طعن جندي يهودي، فيما أكدت صور نشرها "تجمع شباب ضد الاستيطان" أن قوات الاحتلال أطلقت النار بدم بارد على الشهيدة أثناء مرورها على الحاجز وتفتيش حقيبتها، دون أن تشكل أي تهديد على قوات الاحتلال".
تستمر دولة يهود في غيها وبطشها على جميع الأصعدة وبشتى الأساليب، هجوم ممنهج على الأقصى لتقسيمه مكانيا بعد تقسيمه زمانيا، اعتداءٌ ومطاردةٌ لحرائر القدس والمدافعات عنه، مصادرة أراضٍ وبناء مزيد من المغتصبات عليها، حملات اعتقال مستمرة وتنكيل داخل السجون وخارجها، وترويع ومداهمات وقتل من قبل جنودهم ومستوطنيهم المجرمين.
فتاة في عمر الزهور يطلقون عليها وابلا من رصاصهم الحاقد لأنها لم تسمح لهم بتفتيشها وهي الحرة الأبية، والطاهرة العفيفة، وقبلها بساعات ارتقى شاب آخر إلى ربه بالرصاص الحاقد الغادر نفسه والأيدي الجبانة الآثمة نفسها، يحاولون قتل الشباب والجيل الجديد من أهل فلسطين ظانين أن هذا سوف يؤجل في فنائهم ودمارهم، يستهدفونهم ولسان حالهم يقول لن يحاسبنا أحد ولن يجرّمنا قانون.. ألم يكن قرار الأمين العام للأمم المتحدة قبل فترة قريبة بعدم إدراج دولة يهود، السلطة القائمة بالاحتلال، وجيش الاحتلال ضمن القائمة السوداء للدول والجماعات التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال في النزاعات المسلحة؟! ألم يكن هذا انحيازا للقاتل وحماية لمجرمي جيش الاحتلال ودعوة لضمان إفلاتهم من العقاب؟! إنهم أجبن خلق الله ولكن من أمن العقوبة أساء الأدب، وهم ليسوا فقط قد أمنوا العقوبة بل ضمنوا أيضا التأييد والمساندة.. وبعد كل هذا تأتي سلطة العار وتقول أنها ستتوجه للأمم المتحدة وللمجتمع الدولي لتجريم دولة يهود ومحاسبتها على ما تقترفه بحق الآمنين! وهي مستمرة فيما تسميه التنسيق الأمني وحماية كيان يهود بدل محاربتهم!
فيا أهل فلسطين:
كيف تسكتون أكثر على سلطة عميلة عاجزة إلا عن ملاحقة من يصدعون بالحق!! سلطة كان رد فعلها على هذه الجريمة وغيرها هو الاحتكام إلى المجتمع الدولي وقوانينه! ألا يستنهضكم هذا لخلع لباس الذل والاستكانة لهذه السلطة العميلة الذليلة؟! أم استمرأتم هذا الوضع المخزي وقبلتموه!! ألا تحبون أن تكونوا ممن ينطبق عليهم حديث رسول الله  الذي أخرجه الطبراني في الكبير عن كُرَيْبٍ السَّحُولِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُرَّةُ الْبَهْزِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كَالْإِنَاءِ بَيْنَ الْأَكَلَةِ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: «بِأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ».
ويا مسلمي العالم:
ماذا تنتظرون أكثر؟!! الأقصى مستباح وكرامة أمة تُراق بما يحصل للحرائر في مسرى رسول الله  وكل فلسطين! ألا تذكركم هذه الأيام الفضيلة التي بها الحجيج في مكة بحادثة الإسراء والمعراج والتي فيها ربط جلّ وعلا بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، فمن فرط في أحدهما أوشك أن يفرط في الآخر؟!
لقد سالت دماء هذه الشهيدة الطاهرة في يوم التروية لتروي الأرض المباركة، ألا يذكركم هذا بدماء الشهداء من أجدادكم الذين جاءوا في جيوشٍ محررين فاتحين؟! قتلوا تلك الزهرة في يوم يروي به الحجيج عطشهم في أطهر بقاع الأرض، وإن أرض فلسطين والله تشتاق لمن يروي عطش ترابها بدمائه الزكية، تشتاق لمن يزيل ما لحق بها من ذل ومهانة، تنتظر من يكمل مسيرة الجهاد ويحرر وينصر الأقصى وحرائر فلسطين.. فيهود لن يألوا جهدا في التنكيل بالمسلمين، ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ﴾، وهذا لن يكون بالاتفاقيات والعهود الباطلة الذليلة، ولا بالاستنكار والتنديد والحسرة والحزن، ولن يكون بالمسيرات والوقفات الاحتجاجية واليافطات، بل يكون بجيش جرار يقوده إمام وحاكم قوي يحكم بالإسلام، خليفة تقي نقي يغيث الحرائر ويلبي نداء الأقصى كما فعل ابن الخطاب وصلاح الدين، وما ذلك على الله بعزيز. ﴿لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ﴾.
القسم النسائي
في المكتب المركزي لحزب التحرير
10 من ذي الحجة 1436
التاريخ الميلادي  :  2015/09/24م

No comments:

Post a Comment