Wednesday, October 23, 2013

خبر وتعليق: رفضُ السعودية عضويةَ مجلس الأمن

خبر وتعليق: رفضُ السعودية عضويةَ مجلس الأمن

الخبر: بعد أن تم انتخاب المملكة العربية السعودية عضوا غير دائم في مجلس الأمن لمدة سنتين صدر عن وزارة الخارجية السعودية بيانا تعتذر فيه المملكة عن قبول عضوية مجلس الأمن، وهذا بعض ما قد جاء في البيان منقولا عن موقع الخارجية السعودية على الإنترنت:
"إن المملكة العربية السعودية وهي عضو مؤسس لمنظمة الأمم المتحدة لتفتخر بالتزامها الكامل والدائم بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة إيمانا منها بأن التزام جميع الدول الأعضاء التزاما أمينا وصادقا ودقيقاً بما تراضت عليه في الميثاق هو الضمان الحقيقي للأمن والسلام في العالم.
المملكة العربية السعودية ترى أن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب الأمر الذي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم، واتساع رقعة مظالم الشعوب، واغتصاب الحقوق، وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم، ومن المؤسف في هذا الصدد أن جميع الجهود الدولية التي بذلت في الأعوام الماضية والتي شاركت فيها المملكة العربية السعودية بكل فعالية لم تسفر عن التوصل إلى الإصلاحات المطلوب إجراؤها لكي يستعيد مجلس الأمن دوره المنشود في خدمة قضايا الأمن والسلم في العالم.
إن بقاء القضية الفلسطينية بدون حل عادل ودائم لخمسة وستين عاماً والتي نجم عنها عدة حروب هددت الأمن والسلم العالميين لدليل ساطع وبرهان دامغ على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته".

التعليق: إن تاريخ آل سعود يخلو من أي موقف مشرف منذ ظهرت هذه العائلة حتى هذه اللحظة، بل جل مواقفهم مخزية تآمرية ضد الإسلام والمسلمين، ولقد كان ملوك السعودية وراء أحداث عظام شرذمت المسلمين في شتى أصقاع الأرض وكانوا سببا في تضييع بلاد المسلمين وإهدار ثرواتها على نزواتهم، وكانوا وما زالوا كسائر حكام المسلمين أداة طيعة في يد الكافر المستعمر الأمريكي منه أو الإنجليزي، واليوم وبعد أن اهترأ نظام آل سعود وبانت عورته وانكشف للقاصي والداني، وأصبح مهددا بالسقوط بعد أن تحركت الأمة في ثورات عارمة ضد من ظلمها وسلبها سلطانها، يحاول أزلام هذا النظام تجميله بشيء من المواقف المضحكة ولإحياء عظامه وهي رميم!
يطل علينا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل رافضا عضوية السعودية في مجلس الأمن معللا ذلك بازدواجية المعايير في مجلس الأمن كما قال، والسؤال هو لماذا قبلت السعودية الترشح إن كانت سترفض نتيجته؟! وفي ظل ازدواجية المعايير لماذا تبقى السعودية عضوا في الأمم المتحدة؟ لماذا لا تنسحب منها؟ ونقول لوزير الخارجية إن هذه الازدواجية ليست بجديدة وليست وليدة الأمس، بل هي صفة دائمة رافقت مجلس الأمن منذ أن تأسس عام 1945 حتى الآن، فمجلس الأمن هذا لم ينصف مسلما منذ أن تأسس، وكل قراراته بحق المسلمين كانت جائرة ولصالح الكفرة، في كشمير والصومال وسوريا وفي بورما حيث قام البورميون بقتل المسلمين هناك وحرقهم وحرق ممتلكاتهم، فما حرك مجلس الأمن هذا ساكنا بل إن أوباما وهو رئيس دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن قد استقبل الرئيس البورمي في البيت الأبيض وأثنى عليه ثناء حسنا عند زيارته للولايات المتحدة لقيادته بلاده على طريق الإصلاح السياسي والاقتصادي، فأين كانت السعودية يومذاك؟!
إن مجلس الأمن يا سعود الفيصل هو من دمر أفغانستان ودمر العراق، وكانت حكومتكم أنتم بالذات خير معين للكفرة في تدمير هذين البلدين، وأنتم من حول بلاد الحرمين لثكنة عسكرية تنطلق منها طائرات الكفرة لقتل المسلمين، ومجلس الأمن هذا هو الذي كان يدعم الصرب ضد مسلمي البوسنة والهرسك، فارتكب الصرب مجازر بشعة بحق المسلمين واغتصبوا نساء المسلمين، فما صحت ضمائركم وقتها، فما الجديد الآن حتى تتعذروا بازدواجية المعايير في مجلس الأمن؟
أما فلسطين التي تتباكى عليها السعودية، فقد كان ملوك السعودية أصلا من أوائل من بارك احتلال يهود لفلسطين، فالملك عبد العزيز هو من أقر واعترف بإعطاء فلسطين لليهود "المساكين"، وهو من وقف إلى جانب بريطانيا في حربها ضد الدولة العثمانية حتى سقطت، فسقطت فلسطين بسقوطها، ثم إن الحل لقضية فلسطين من وجهة نظر الفيصل هو بحسب قرارات مجلس الأمن 242 و 338 حيث يعترف بـ(إسرائيل) وحقها فيما احتلته عام 1948، فبئس الطالب والمطلوب!
إن النظام السعودي وغيره من الأنظمة المجرمة مهما حاولوا ادعاء الرجولة وأنهم ليسوا بعبيد للغرب الكافر يأتمرون بأمره، فإنهم لن يفلحوا في ذلك، وإن ثورة الأمة ستصلهم إن عاجلا أو آجلا وستقلب عروشهم على رؤوسهم وستعيد الأمور إلى نصابها خلافة راشدة على منهاج النبوة فارتقبوا إنا مرتقبون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا / الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
 19 من ذي الحجة 1434
الموافق 2013/10/24م

No comments:

Post a Comment