Saturday, October 26, 2013

خبر وتعليق: تأييدُ الخونةِ للغاراتِ الأمريكيةِ على باكستانَ في السرِ واستنكارِها في العلن!

خبر وتعليق: تأييدُ الخونةِ للغاراتِ الأمريكيةِ على باكستانَ في السرِ واستنكارِها في العلن!

الخبر: كشفت وثائق سرية أمريكية نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" عن مسئولين باكستانيين كبار كانوا على علمٍ بالغارات التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار في بلادهم، بل وأبدوا دعمهم لهذه الغارات.

التعليق:
أولا: يأتي الكشف عن هذه الوثائق في الوقت الذي يقوم فيه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بزيارة إلى واشنطن، والذي أكد في لقائه مع أوباما في 24/10/2013م، على ضرورة وقف هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية، والتي تشنها على أهداف داخل باكستان ضد المجاهدين الذين أذاقوا أمريكا مرارة الهزيمة في أفغانستان، وضد مدنيين عزل.
إنّ توقيت الكشف عن هذه الوثائق هو من ناحية استخفاف بهؤلاء العملاء، فهم وإن كانوا ضيوفاً "دبلوماسيين" عند أمريكا، إلا أنهم لا يَزِنون شيئاً في عيون أسيادهم، الذين لا يكرمون ضيافتهم ولا حتى يحفظون لهم ماء وجوههم. ومن ناحية ثانية تسديدٌ لرغبة أمريكا في فضح عملائها في الخيانة، فهم بهذا الكشف يدفعونهم إلى التآمر مع أمريكا على المسلمين في العلن، وليس في السر فقط. فأمريكا لم تعد تتقبل منهم التحدث معها كأنداد لها، كما جاء على لسان نواز شريف الذي طالب أوباما بعدم انتهاك سيادة باكستان، وكأنه لا يعلم أنه هو وزمرته الخائنة في القيادة العسكرية والسياسية هم أنفسهم من مكّنوا لأمريكا في أفغانستان، وفتحوا أبواب باكستان على مصراعيها لهم! فجاء الكشف عن هذه الوثائق صفعة على وجوههم، فذكرتهم بحجمهم الصغير، ودورهم الخياني. صدق فيهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حيث قَالَ: «مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ».
ثانيا: لقد بات واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار أن حكام العرب والمسلمين، السياسيون منهم والعسكريون، هم من يتآمرون على هذه الأمة لمصلحة أسيادهم، ولا يُسمح لأي منهم بالوصول إلى أي منصب، سياسيًّا كان أم عسكريًّا، في ظل المنظومة السياسية الحالية إلا بإعلان خيانتهم لله ولرسوله والمؤمنين. فهذا نواز شريف نفسه قد تم نفيه بضع سنين من قبل عميل أمريكا العريق مشرف، ولما أرادت أمريكا استبدال عميل بعميل، صفّرت له بطرف شفتها، فأذعن كالكلب الوفي. وذلك خلف مشرف في قيادة الأركان (أشفاق برويز كياني)، الذي قطع على نفسه المواثيق أن لا يحيد عن طريق سلفه الخائن مشرف، وجرائمه في حق الأمة لا يمكن إحصاؤها، ليست أهونها ولا أولها مجزرة المسجد الأحمر وجامعته، وليس آخرها التواطؤ على اغتيال الشيخ أسامة بن لادن. أما ظهير الإسلام (رئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني الحالي) - وهو المنصب الذي يُعَدّ الثاني من حيث النفوذ في البلاد، وغالباً ما يتم استلام صاحب هذا المنصب لقيادة الأركان - الذي كان برتبة عميد فقد تمت ترقيته - كما جاء في الصحف - إلى جنرال، وتنصيبه في رئاسة الجهاز، مكافأة له على شهادته ضد زميله العميد (علي خان)، الذي حُوكم لصلته بحزب التحرير.
ثالثا: بالرغم من فساد الوسط السياسي والعسكري في باكستان وغيرها من البلدان الإسلامية، إلا أن هناك مخلصين كُثرًا في هذه الأمة، ومنهم في الوسط العسكري، ولكنهم بحاجة إلى أن يعلموا بأنهم أهلٌ لقلب الطاولة على رأس أمريكا وحلفائها الغربيين، وعليهم الكفّ عن التفكير بالعقلية الانهزامية التي دُرِّبوا عليها في الدورات التي أُعطيت لهم في أمريكا وأوروبا، وعليهم أن يتيقنوا بأنهم إن نصروا هذا الدين - وهم أهلٌ لذلك - فإنهم سينالون عز الدنيا، ونعيم الآخرة. وليعلموا أن أمة المليار، أمة خير الأنام، خيرٌ لهم سندًا من سادة الغرب الذين لا يحفظون لهم معروفا، وليعلموا قبل ذلك وبعده أن الله سبحانه وتعالى هو ملك الملوك، وهو القاهر فوق عباده.
﴿...وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عمرو
 22 من ذي الحجة 1434
الموافق 2013/10/27م

No comments:

Post a Comment