Monday, October 21, 2013

خبر وتعليق: أمريكا ليست العدو الحقيقي لحكام إيران

خبر وتعليق: أمريكا ليست العدو الحقيقي لحكام إيران

الخبر: ورد على موقع العربية نت يوم الجمعة 18-10-2013 أن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية فيروز آبادي دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعدم "تضييع الفرصة التاريخية الكبيرة" التي منحتها طهران لواشنطن.
كما ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن فيروز آبادي قوله، خلال مناسبة حكومية، إن "الدبلوماسية الإيجابية والبناءة لإيران مهدت لفرصة تاريخية كبيرة، وعلى الحكومة الأميركية عدم تضييع هذه الفرصة وحرق الورقة الرابحة لأنها لن تبقى إلى الأبد".

التعليق: بعد انقطاع للعلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن لما يقرب من ثلاثة عقود ونصف - في الوقت الذي لم تنقطع فيه الاتصالات السرية بينهما - بدأنا نسمع أصواتا إيرانية تنادي بعودة تلك العلاقات المقطوعة، وها هو صوت اللواء حسن فيروز آبادي يضاف إلى تلك الأصوات التي تستميت في محاولاتها للتقرب من أمريكا ودول الغرب.
فبعد تولي حسن روحاني والذي يلقبه الغرب بـ "شيخ الدبلوماسية" الحكمَ في إيران، أعلن أنه سيكون مكملا لسياسات رفسنجاني وخاتمي، ولم يستبعد إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إيجاد حل للأزمة النووية، وتمثلت باكورة أعماله في سفره إلى نيويورك مترئسا وفد بلاده للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر الفائت، وهناك أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وفي هذه الزيارة اجتمع مساعد وزير الخارجية الإيراني مع ممثلة الولايات المتحدة في المفاوضات النووية الأخيرة في جنيف، بهدف التقليل من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة وحكومات الغرب على إيران.
وقد عبر روحاني عن استعداده لمفاوضات جدية من دون إضاعة للوقت، مع القوى العظمى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا)، مؤكدا أنه "واثق بأنه إذا كان الطرف الآخر (الغربيون) مستعدا فإن مخاوفه (الطرف الآخر) ستزول سريعا".
إن النظام الإيراني وإن كان يدعي الإسلام إلا أن تركيبته ودستوره وعلاقاته الدولية تؤكد أنه نظام رأسمالي قومي، تقوم سياسته حسب مصالحه الوطنية، وما المذهب الجعفري والشيعي إلا حيلة يحقق بهما أهدافه ومصالحه، فعمالة حكام إيران لأمريكا واضحة لكل واعٍ على السياسة الإيرانية، وأعمالهم تنسجم مع أطماع أمريكا في المنطقة، وإن كانوا أحيانا يحاولون الخداع ببعض التصريحات الكاذبة ضد أمريكا وكيان يهود.
وإننا إن عدنا إلى الوراء، إلى الزمن الذي حكم فيه الصفويون إيران، لوجدنا أن التاريخ يعيد نفسه، فكما أن الحكام الحاليين يركنون إلى نصارى الغرب وعلى رأسهم أمريكا، فإن الشاه عباس الأول هو أيضا ركن إلى النصارى الأوروبيين، ففي كلمته الموجهة إلى المبعوث الإسباني (أنتوني دي جوفا) وهو يحضه على محاربة العثمانيين يقول: "كم أتمنى أن أرى في أقصر وقت ممكن جميع مساجد الأتراك وقد تحولت إلى كنائس! وكل أملي أن أرى سقوط الخلافة العثمانية وخرابها".
وكما فتح الحكام الحاليون بلادهم وخيراتهم للغرب الرأسمالي الجشع، فتح الحكام السابقون بلادهم للتجار الإفرنج، ولم يأخذوا منهم رسوما على تجارتهم، وحرصوا على أن لا يتعرض لهم أحد من رعاياهم بأذى، فهم أصدقاؤهم وحلفاء بلادهم.
أيها المسلمون:
هل يمكن أن يبقى عاقلٌ يقول أن إيران جمهورية إسلامية - مع إنكارنا للحكم الجمهوري - فما فعله النظام الإيراني ولا يزال من تأييد ومساندة للنظام السوري العلماني البعثي الإجرامي في محاربته للإسلام وقمعه لأهل سوريا المسلمين، وارتكابه للمجازر بحقهم في القصير وحمص على أيدي الحرس الثوري ورجال حزبه في لبنان ومليشيات المالكي في العراق، لهو أكبر دليل على عداوته الشديدة للإسلام والمسلمين.
وما البرنامج النووي الإيراني وإظهار رفض أمريكا له إلا ذريعة تستخدمها لإبقاء الرعب متملكا حكام دول الخليج، يطلبون الحماية الأمريكية لهم في بلادهم، مما يتيح لها البقاء في المنطقة.
هذا هو النظام الإيراني وهذه هي أبواقه التي تُنعت بالمعتدلة والإصلاحية، فبعد أن كانت تبدي حقدها وكرهها لأمريكا في العلن وتخفي ودها ومناصرتها لها، ها هي اليوم بدأت تقول وبصوت عال معلنة رغبتها الشديدة وأملها في تكملة مشوار من سبقوها في تنفيذ مشاريع أمريكا الدولية.
( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ، يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ).
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية
 17 من ذي الحجة 1434
الموافق 2013/10/22م

No comments:

Post a Comment