Monday, April 1, 2013

مع الحديث الشريف: باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب

مع الحديث الشريف: باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي"بتصرف "في" باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب".
حدثني زهير بن حرب حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج، وحدثني محمد بن رافع واللفظ له حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرني عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب، حتى لا أدع إلا مسلما".
إن قضية وجود الكفر في جزيرة العرب قد حسمت بهذا الحديث الشريف، وكأنِّي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بيننا، يشاهد ما يحدث في بلاد الحجاز، ويرى حجم الجريمة التي اقترفتها أيدي حكام الخليج، فلا يمكن بحال من الأحوال لمسلم شهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، أن يقبل بوجود قواعد أمريكية في جزيرة العرب، فمنذ متى يقبل المسلم بقتل أخيه؟ كلنا رأينا الطائرات الأمريكية كيف انطلقت لتدك عراق الرشيد بحمم بركانها، تقتل بالجملة والمفرق، وتعود إلى قواعدها سالمة، محفوظة بأمان آل سعود، عصابات القرن، تنطلق هذه الطائرات والصواريخ كلما سمعوا صيحة لمسلم فتمزقه إربا، حتى بات هذا الفعل غير مستهجن.
أيها المسلمون:
هذا أمر غريب، نعم أمر غريب أن يحدث هذا، ولكن الأكثر غرابة أن نرى ونسمع من يخلعون على أنفسهم ألقاب علماء ودعاة ومفكرين إسلاميين، يقفون موقف المُدافع عن هذا النظام، تحت ذرائع واهية ليس لها علاقة إلا بفتات من المال، فمنهم من يدّعي أن هؤلاء الأمريكيين الكافرين دخلوا البلاد بإذن من السلطان، وكأن السلطان نفسه أصلا مقبول وجوده من قبل المسلمين، وكأنه ليس بعميل أو خائن، نصب نفسه على الأمة غصبا، ومنهم من يدّعي أن إخراجهم ليس فرضا، بل هو على الإباحة، ومنهم من يدّعي أنَّ وجودهم من باب الدفاع عن النفس، ومنهم من يدّعي أنَّ وجودهم في بلاد الحرمين جائز على قاعدة أخف الضررين، ومنهم ومنهم...ونسوا أبو غريب وجوانتانامو، ونسوا أفغانستان والعراق، وكأن مسلمي الخليج يختلفون عن مسلمي العالم، فأي مصيبة هذه التي تعيشها الأمة مع هؤلاء المارقين؟ وأي دين هذا الذي يلبسونه على الناس؟ وهل بقي في الأمة بعد اليوم من يصدقهم ويقبل بإفكهم؟ ألا يعودون إلى رشدهم ويقفوا في صف الأمة؟ أم أنهم لا يخشون أن يصدق عليهم قول ربنا تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ)).
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن ينهي عصر الطواغيت من الحكام والعلماء المنافقين، الذين قادوا الأمة نحو حتفها طيلة هذه السنين. اللهم آمين آمين. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
21 من جمادى الأولى 1434 الموافق 2013/04/02م

نفائس الثمرات: من عرف الله اشتد حياؤه منه وخوفه له وحبه له
قال ابن مسعود: وكفى بخشية الله علماً. ونقصان الخوف من الله إنما هو لنقصان معرفة العبد به، فأَعرف الناس أخشاهم لله، ومن عرف الله اشتد حياؤه منه وخوفه له وحبه له، وكلما ازداد معرفة ازداد حياءً وخوفاً وحباً، فالخوف من أَجلّ منازل الطريق، وخوف الخاصة أَعظم من خوف العامة، وهم إليه أحوج، وهو بهم أَليق، ولهم ألزم. فإن العبد إما أن يكون مستقيماً أو مائلاً عن الاستقامة فإن كان مائلاً عن الاستقامة فخوفه من العقوبة على ميله، ولا يصح الإيمان إلا بهذا الخوف.
وهو ينشأ من ثلاثة أُمور:
أحدها: معرفته بالجناية وقبحها.
والثانى: تصديق الوعيد وأن الله رتب على المعصية عقوبتها.
والثالث: أنه لا يعلم لعله يمنع من التوبة ويحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب. فبهذه الأمور الثلاثة يتم له الخوف، وبحسب قوتها وضعفها تكون قوة الخوف وضعفه، فإن الحامل على الذنب إما أن يكون عدم علمه بقبحه، وإما عدم علمه بسوءِ عاقبته، وإما أن يجتمع له الأمران لكن يحمله عليه اتكاله على التوبة، وهو الغالب من ذنوب أهل الإيمان، فإذا علم قبح الذنب وعلم سوءَ مغبته وخاف أن لا يفتح له باب التوبة بل يمنعها ويحال بينه وبينها اشتد خوفه. هذا قبل الذنب، فإذا عمله كان خوفه أشد.
طريق الهجرتين و باب السعادتين للإمام ابن قيم الجوزية
 وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
 21 من جمادى الأولى 1434
الموافق 2013/04/02م

No comments:

Post a Comment