Sunday, April 21, 2013

تلاعب الاعلام الامريكي بعقل شعبه لتبرير خوض الحروب

تلاعب الاعلام الامريكي بعقل شعبه لتبرير خوض الحروب

د. إياد القنيبي
تفجيرات بوسطن، ونسبتها لمسلمين، وقصة الرسائل المسمومة، تعيد للذاكرة تلاعب الإعلام الأمريكي بعقل هذا الشعب المغفل بعد أحداث سبتمبر لتبرير غزو العراق.
إن صُنّاع الحروب الأمريكية هم كبار رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات والمصانع العسكرية والنفطية وشركات الحماية الخاصة والبنوك، وهؤلاء هم الرؤساء الحقيقيون لأمريكا، وهم الذين يمتلكون وسائل الإعلام الخاصة والعامة، وهم الذين يزجون بالشعب الأمريكي في حروب لا مصلحة حقيقية له فيها لحساب أجنداتهم الخاصة.
في استطلاع للرأي أُجري بُعَيد أحداث سبتمبر ظهر أن 3% فقط من الشعب الأمريكي كان يظن بأن للنظام العراقي يداً في أحداث سبتمبر
(http://www.csmonitor.com/2003/0314/p02s01-woiq.html )
وحينما أراد مسؤولو الإدارة الأمريكية احتلال العراق استعملوا إعلامهم فتغيّرت الصورة لدى الرأي العام الأمريكي فجاءت النتيجة الصاعقة لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة (
Knight Ridder ) في 1-2003 بأن 44% من الأمريكيين مقتنعون بأن بعض أو كل منفذي أحداث سبتمبر هم عراقيون، مع أنه لم يكن أيٌّ منهم عراقيا! (http://www.csmonitor.com/2003/0314/p02s01-woiq.html )
ثم وصلت نسبة المقتنعين بأن للنظام العراقي دورا في الأحداث إلى حوالي 70% كما نشرت
US today في 9-6-2003.
(http://www.usatoday.com/news/washington/2003-09-06-poll-iraq_x.htm )
فمَنِ المستفيد من هذه النفقات الباهظة ومن الزج بأبناء الشعب الأمريكي في حروب في أنحاء العالم؟! إنَّ الفائدة التي يجنيها عامة الشعب الأمريكي لا تعادل خسارته النفسية حينما يعيش حالة الذعر المستمر من "الأعداء المتربصين به في كل مكان" كما يوهمهم المتحكمون بسياسته، ولا تعادل خسارته البشرية من قتل وإعاقات في صفوف جنوده، ولا خسارة مستقبله الأسود الذي ينتظره بعد أن كسب عداوة معظم شعوب الأرض... هذا كله سوى خسارته في الآخرة عندما يلقى الله تعالى بدماء الملايين من البشر الذين قُتلوا وعُذبوا واغتصبوا وشردوا وأصيبوا بالإعاقات وذُعروا بضرائب وأبناء الشعب الأمريكي...لكن الحيتان المتحكمين بسياسة أمريكا لا يهمهم هذا كله، ولا يهمهم ولا حتى دماء الأمريكيين وأمانهم وعلاقتهم بالشعوب الأخرى...المهم عندهم تكديس الأموال.

No comments:

Post a Comment