بعد زيارتها أقول...بل في مصر أمل!
الدكتور إياد قنيبى
قبل أشهر، وفي كلمة (كيف تنجو مصر؟) قلت:
"إخواني الصورة المستقبلية لمصر تبدو قاتمة إن لم يستدرك من يفترض أن يكونوا
أمَنة لأمتهم من المنتسبين للعمل الإسلامي". وأخيرا...زرت مصر الحبيبة
التي انقطعت عنها سنوات. والآن، وبعد زيارتها أقول: في مصر أمل! والصورة القائمة
بدأت تكتسي ألوانا بهيجة من جديد... ليس لأن "من يفترض أن يكونوا أمَنة
لأمتهم" من الأحزاب المعروفة أو المشايخ استدركوا أو أفاقوا، بل هؤلاء لا
زالوا في سباتهم يشربون الماء المالح الذي لن يرويهم أبدا، وهؤلاء لم أحرص على أن
ألتقي بهم ولا أصرف أوقاتي معهم.
لكن شعلة الأمل اتَّقدت في قلبي من جديد لأني رأيت شبابا في عمر الزهور، أذكياء أنقياء في دينهم أقوياء، رأوا الشريعة تُخذل ويتاجَر بها فغاروا عليها وهبوا لنصرتها بالبيانات والوقفات والفعاليات...ليعيدوا لكلمة "الشريعة" رونقها من جديد ويحموا بسطاء الناس من الفتنة في دينهم.
شباب يريدون التحرر من هيمنة الغرب والشرق وعملائهم وأذنابهم...يتغلغلون في صفوف الناس بخطاب متَّزن جذاب حازم دون تنفير...فيتبعهم المتعصب لفريق كرة القدم ويتبعهم الشاب الذي لا تبدو عليه علامات التدين وتتبعهم الفتاة المقصرة في مظهرها وقد وضعوا للجميع نصب أعينهم غاية واحدة: أننا فدى الإسلام وفدى الشريعة، وليست نصرة الدين حكرا على أحد، بل المقصرون أحوج إليها من الطائعين لينظر الله إليهم نظر رحمة ويعينهم على إصلاح نفوسهم. لا يتكلفون ولا يتشدقون بل لديهم دعابة لطيفة وتلقائية وعفوية وقلوب طرية غضة...ولا يترفعون عن الناس بل هم قريبون منهم. شباب يتكلمون بنفَس الأمة الواحدة وينصرون قضايا المسلمين في كل مكان...فليست سوريا أقل عندهم شأنا من مصر، وليست عُجمة ألسنة الروهينجا سببا لتمنع هؤلاء الشباب من مناصرتهم. شباب يفهمون جيدا أن الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال، فإذا ما رأوا شيخا أو رمزا ينحرف عن الصراط سهل عليهم أن يفارقوا ركبه...فهم وسط بين إفراط مقدسي المشايخ وتفريط المستهزئين بالمشايخ ودينهم! شباب يقدمون للإسلام في هذه المرحلة الحرجة ما لم يقدمه الرموز والمشاهير، وهم مع ذلك لا يحرصون على ألقاب صاحب الـــ"فضيلة" والـــ"سماحة" ولا يرهقون أسماع الناس بحقوق العالم وآداب طالب العلم تجاه شيخه! ولا يحرصون على المناصب ولا على الظهور أمام الكاميرات والميكروفونات. بل فيهم مفكرون وأدباء ومؤثرون وحشدويون، وهم مع ذلك لا يجدون حرجا في أن يجلسوا على الأرض ليسمعوا كلاما من أخ لهم قادم من بلد آخر، مع أنه قد لا يقول شيئا يخفى عليهم، وليس فيه شيء يميزه عنهم، لكنهم ببساطة تخلصوا من العقد ومن حظوظ النفس وقدموا الأخوة الإيمانية عليها فيما نحسبهم والله حسيبهم.
شباب استحييت من نفسي وأنا بينهم، إذ يظنون أنهم يجدون عندي علما يكتسبونه، وحقيقة الأمر أني أنا الذي تعلمت منهم وتجدَّدَتْ روحي إذ استقيت من لمعات عيونهم الحماسة في نصرة الحق.
هؤلاء الشباب...أحببتهم في الله جداً! ولم أتمنَّ لو سكنت مصر إلا بعد أن رأيتهم.
هؤلاء...لهم من قلمي الثناء ومن لساني الدعاء ومن قلبي الحب ومن شراييني الدماء.
هؤلاء...فداهم نفسي وروحي، فقد أحيوا في قلبي الأمل في مصر بعد أن كدت أيأس منها.
هؤلاء...أرى أن الله تعالى اختارهم ليعصم أهل مصر من الهلاك وليرفعوا لواء الشريعة بحق وصدق ويكونوا جنود ملحمة المجد ومن قادة الأمة إلى فجر جديد. لذا أقول: في مصر أمل، بل أمل كبير...والأمة تمرض لكنها لا تموت، بل تصح وتتعافى...والله عز وجل رحمن رحيم، عندما رأى حبيبه محمدا صلى الله عله وسلم يرفع يديه ويقول ((اللهم أمَّتي أمَّتي)) ثم يبكى أرسل إليه يقول له: ((إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءُك)).
والسلام عليكم ورحمة الله.
لكن شعلة الأمل اتَّقدت في قلبي من جديد لأني رأيت شبابا في عمر الزهور، أذكياء أنقياء في دينهم أقوياء، رأوا الشريعة تُخذل ويتاجَر بها فغاروا عليها وهبوا لنصرتها بالبيانات والوقفات والفعاليات...ليعيدوا لكلمة "الشريعة" رونقها من جديد ويحموا بسطاء الناس من الفتنة في دينهم.
شباب يريدون التحرر من هيمنة الغرب والشرق وعملائهم وأذنابهم...يتغلغلون في صفوف الناس بخطاب متَّزن جذاب حازم دون تنفير...فيتبعهم المتعصب لفريق كرة القدم ويتبعهم الشاب الذي لا تبدو عليه علامات التدين وتتبعهم الفتاة المقصرة في مظهرها وقد وضعوا للجميع نصب أعينهم غاية واحدة: أننا فدى الإسلام وفدى الشريعة، وليست نصرة الدين حكرا على أحد، بل المقصرون أحوج إليها من الطائعين لينظر الله إليهم نظر رحمة ويعينهم على إصلاح نفوسهم. لا يتكلفون ولا يتشدقون بل لديهم دعابة لطيفة وتلقائية وعفوية وقلوب طرية غضة...ولا يترفعون عن الناس بل هم قريبون منهم. شباب يتكلمون بنفَس الأمة الواحدة وينصرون قضايا المسلمين في كل مكان...فليست سوريا أقل عندهم شأنا من مصر، وليست عُجمة ألسنة الروهينجا سببا لتمنع هؤلاء الشباب من مناصرتهم. شباب يفهمون جيدا أن الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال، فإذا ما رأوا شيخا أو رمزا ينحرف عن الصراط سهل عليهم أن يفارقوا ركبه...فهم وسط بين إفراط مقدسي المشايخ وتفريط المستهزئين بالمشايخ ودينهم! شباب يقدمون للإسلام في هذه المرحلة الحرجة ما لم يقدمه الرموز والمشاهير، وهم مع ذلك لا يحرصون على ألقاب صاحب الـــ"فضيلة" والـــ"سماحة" ولا يرهقون أسماع الناس بحقوق العالم وآداب طالب العلم تجاه شيخه! ولا يحرصون على المناصب ولا على الظهور أمام الكاميرات والميكروفونات. بل فيهم مفكرون وأدباء ومؤثرون وحشدويون، وهم مع ذلك لا يجدون حرجا في أن يجلسوا على الأرض ليسمعوا كلاما من أخ لهم قادم من بلد آخر، مع أنه قد لا يقول شيئا يخفى عليهم، وليس فيه شيء يميزه عنهم، لكنهم ببساطة تخلصوا من العقد ومن حظوظ النفس وقدموا الأخوة الإيمانية عليها فيما نحسبهم والله حسيبهم.
شباب استحييت من نفسي وأنا بينهم، إذ يظنون أنهم يجدون عندي علما يكتسبونه، وحقيقة الأمر أني أنا الذي تعلمت منهم وتجدَّدَتْ روحي إذ استقيت من لمعات عيونهم الحماسة في نصرة الحق.
هؤلاء الشباب...أحببتهم في الله جداً! ولم أتمنَّ لو سكنت مصر إلا بعد أن رأيتهم.
هؤلاء...لهم من قلمي الثناء ومن لساني الدعاء ومن قلبي الحب ومن شراييني الدماء.
هؤلاء...فداهم نفسي وروحي، فقد أحيوا في قلبي الأمل في مصر بعد أن كدت أيأس منها.
هؤلاء...أرى أن الله تعالى اختارهم ليعصم أهل مصر من الهلاك وليرفعوا لواء الشريعة بحق وصدق ويكونوا جنود ملحمة المجد ومن قادة الأمة إلى فجر جديد. لذا أقول: في مصر أمل، بل أمل كبير...والأمة تمرض لكنها لا تموت، بل تصح وتتعافى...والله عز وجل رحمن رحيم، عندما رأى حبيبه محمدا صلى الله عله وسلم يرفع يديه ويقول ((اللهم أمَّتي أمَّتي)) ثم يبكى أرسل إليه يقول له: ((إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءُك)).
والسلام عليكم ورحمة الله.
31-3-2013
No comments:
Post a Comment