Friday, March 22, 2013

معركة الكرامة من كتاب حصاد ثمانون عاما


معركة الكرامة من كتاب حصاد ثمانون عاما

بعد الانتصار المزيف الذي أحرزته إسرائيل على مصر وسوريا والأردن جرت مفاوضات بين الأردن وإسرائيل وعرض الملك حسين موافقة الأردن على الصلح مع إسرائيل والاعتراف بها بتوقيعه وتوقيع رئيس وزراءه سعد جمعة فاعترضت إسرائيل عليه لأنه غير موقع من مجلس الأمة - مجلس الأمة كان قد حل بعد هزيمة عام 1967 وكان الفدائيون قد انتشروا في الأغوار وقاموا بعمليات متعددة ضد إسرائيل. فاتفق الملك حسين مع إسرائيل لكي تهاجم الأردن بحجة دخول الفدائيين الحدود الإسرائيلية وتحتل مشارف السلط ثم يقوم الملك حسين بعقد معاهدة صلح مع إسرائيل مقابل انسحابها والعودة إلى غرب نهر الأردن.
وفي صبيحة يوم تقدمت القوات الإسرائيلية من عدة محاور ومدت جسور على النهر لعبور دباباتها وكانت قوة الحجاب الأردنية التي على النهر تتصل بقيادة الجيش تخبرهم بتقدم القوات الإسرائيلية واجتيازها النهر الفاصل بينهما وكانت القيادة تأمرهم بعدم اعتراضها حتى وصلت القوات الإسرائيلية مدينة الشونة الجنوبية ودخلت مخيم الكرامة والفدائيون نائمين، واعتقلت الكثيرين ووضعتهم في محجز عند البحر الميت ثم أخذت في التقدم نحو مرتفعات السلط. وكانت السرايا الأردنية منتشرة في تلك الجبال وصار الضباط يتصلون بالقيادة والقيادة تحضهم على الصبر لعدم وجود أوامر بالمقاومة. ولكن ثلة من الضباط المخلصين الذين لا يزال تسليم الضفة الغربية عالقاً في أذهانهم دخلوا المعركة بغير إذن من القيادة وأبدوا شجاعة فائقة وأطلق الفدائيون الذين كانوا مختبئين في مزارع الموز بضرب الدبابات الإسرائيلية واستمرت المعركة طوال النهار وحلق في سماء الكرامة أكثر من ثمانين طائرة إسرائيلية فلم تستطع إنقاذ القوات الإسرائيلية التي أخذت تتهاوى أمام ضربات الفرقة الخامسة. وأخذت إسرائيل تطلب وقف إطلاق النار فلم تتوقف القوات الأردنية حتى مضى هزيع من الليل وفي اليوم الثاني سحبت بعض الدبابات الإسرائيلية المحترقة إلى عمان وفيها الجنود المربوطون بجنازير الحديد لتدل على مدى الجبن في الجنود الإسرائيليين وهكذا فشل مخطط الملك حسين.
وبعد التجربة الطويلة التي عاشها أفراد المنظمات وما لمسوه من اختراق لصفوفهم وإيصال أسرار عملياتهم إلى إسرائيل فتكون لهم بالمرصاد على أيدي مخابرات الأردن من جهة ومخابرات ياسر عرفات من جهة أخرى، من موجهي عملياتهم من المنظمات أدرك المخلصون منهم أن العمل يجب أن يكون ضد الأنظمة العربية التي كانت وما زالت السبب في ضياع فلسطين، فصاروا على استعداد لدعم كل من يعمل لتغيير هذه الأنظمة، وصار المخلصون من الأردنيين والفلسطينيين يتعاونون ضد النظام في الأردن وقد تحاب الفلسطينيون والأردنيون، فخشيت إسرائيل من تلاصق الشعبين الأردني والفلسطيني على حد رأيها، فأوعزت إلى عملائها وشركائها في التبعية الإنجليزية أن يفرقوا بين الأردنيين والفلسطينيين وإلا قضوا على النظام الأردني الحارس الأمين لحدودهم وشكلوا خطراً عليهم، فأسرع كل من الملك حسين وياسر عرفات إلى إيقاع الفتنة بين الجيش والمنظمات الفلسطينية، فصار الفدائيون بإيعاز من مسؤوليهم يتعرضون للجنود الأردنيين فيبتزون سلاحهم أو سياراتهم وصارت المخابرات الأردنية تحض الجنود على اعتقال الفدائيين حتى وصل الحال بين الطرفين إلى حد القتل والتمثيل ببعضهم بعضاً واتهام بعضهم بالاعتداء على الأعراض، ثم وقعت الفتنة.
رابط تنزيل الكتاب
https://www.facebook.com/download/338303436273756/hasad%2080%20snah%20min%20alkefah.pdf

No comments:

Post a Comment