Sunday, March 24, 2013

خبر وتعليق: محرر مجلة اسكواير يعترف: نحن نعرض النساء للزينة تماما كما نعرض السيارات


خبر وتعليق: محرر مجلة اسكواير يعترف: نحن نعرض النساء للزينة تماما كما نعرض السيارات

الخبر:
إن تجسيدَ المرأة ونزعَ الإنسانية عن هويتها ليس بأي حال ظاهرةً جديدة في الثقافة الليبرالية الغربية. ومع ذلك فقد تم الاعتراف بعبارات لا لبس فيها في أجندات الإعلام باستخدام وإساءة استخدام صورة المرأة خلال مؤتمر "أسبوع الإعلان في أوروبا" الذي عقد هذا الشهر. في حلقة نقاش في 19 آذار/مارس 2013، قال اليكس بيلمز، وهو محرر مرموق في مجلة 'اسكواير' للرجال، إن "النساء اللواتي نستعرضهن في المجلة هن للزينة... يمكنني أن أكذب عليك إذا كنت تريد أن أقول إننا مهتمون في أدمغتهن أيضا. ونحن لسنا كذلك. نحن نقوم بتجسيدهن... في [اسكواير] نقدم صورا لفتيات بنفس الطريقة التي نقدم صورا للسيارات الرائعة".

التعليق:
على الرغم من أن مضمون تعليقاته يؤكد ما يعرفه معظمنا عن الثقافة الشعبية العالمية، لكن تصريحاته هذه غير المساوِمة والتي لا تحمل علامات اعتذار عن صناعة وسائل الترفيه هي التي تسببت في الجدل الدولي. في محاولة واهية لتبرير دوره في استغلال النساء، أشار إلى أن المجلات النسائية كانت أسوأ من مجلات الرجال في إعطائهم "الصورة النمطية والسلبية للمرأة" التي تركز على أوضاعٍ غير لائقةٍ للمرأة، وكذلك بسبب عنصريتها، وكذلك انحيازها لفئة عمرية معينة في محتواها. أنداد اليكس من الإناث اللاتي شاركن في الحلقة أسرعن للتعبير عن غضبهن إزاء تصريحاته، لكن لم يكن هناك أية وسيلة أمامهن لإنكار صراحته اللاذعة حول الوضع الاجتماعي للمرأة في الغرب.
في شهر آذار/مارس الحالي وحده! ذكرت وسائل الإعلام خبر هجوم جديد لعصابة على امرأة أخرى في الهند. وقد كانت الضحية هذه المرة سائحة سويدية، وفي الشهر نفسه، تم إصدار فيلم جديد في لبنان يصور انفجار عبوة ناسفة في منطقة فيها عيادة لجراحة التجميل، ويدعو إلى الديمقراطية الليبرالية لإنقاذ النساء المسلمات من خطر الصحوة الإسلامية. في ضوء هذه القضايا الجارية، هناك تساؤلات حقيقية وراهنة تحتاج إلى معالجة فيما يتعلق بمستقبل أمن المرأة والحفاظ على مستقبل لائق حيث يكون للفتيات الصغيرات قدوة إيجابية وأهداف سليمة تتطلع إليها في مستقبل حياتها.
جميع حكام المسلمين الحاليين يحملون مواقف الكراهية للنساء نفسها التي يمثلها بيلمز اليكس لأنهم يسمحون بالإعلان، والسياحة، ووسائل الترفيه: البوليوود والتركية والمصرية التي تطفحُ بتصوير المرأة تصويراً مشيناً ومثيراً للاشمئزاز. الدرس للنساء المسلمات هنا هو أنه عندما يكون قادة وسائل الإعلام في العالم يجهرون بأنه من الطبيعي عرض المرأة في صور حيوانية أحادية الأبعاد من أجل تحقيق أقصى قدر من الأرباح الاقتصادية، فإنه ينبغي لنا أن نسأل كيف يمكن لهذه القيم الليبرالية العلمانية أن تعطي أي أمل لتحقيق الأمن والرفاهية لدى النساء عندما كَشَفتْ وبوضوحٍ فشلَ المرأة في المجتمعات التي يزعمون أنها ذات ديمقراطيات راسخة، وكل تلك المجتمعات فيها حركات نشطة لتحرير المرأة. يجب علينا أن نتحدى علناً تبنيَ قادتِنا للسياسات التجميلية التي ليس من شأنها إلا أن تضيف وقوداً للعاصفة الاجتماعية للنضال من أجل حقوق المرأة. لقد حان الوقت الذي طال انتظاره للتخلي عن الافتراض بأن القيم العلمانية الليبرالية، حتى مع ما يسمى 'الشقوق' و 'العيوب' أفضل بكثير للمرأة مما يسمى "القمع الحديدي" للشريعة، كما تصفها بعض الحركات النسائية.
مع زيادة عدد الشابات اللاتي يعتنقن الإسلام كطريقة للحياة أكثر من أي وقت مضى، فإن الحقيقة في واقع الأمر هي أنه فقط من خلال تبني النظام الإسلامي الاجتماعي الشامل يمكن للمرأة أن تسمو مكانتُها حقا، وتستطيع العيش والتصرف وفقا لممتلكاتها الطبيعية، دون خوف من العقاب القانوني أو النتيجة الاجتماعية. وخلافا للقوانين المكتوبة وغير المكتوبة في  الثقافة الغربية، فإن قوانين الشريعة الإسلامية لم يتم وضعها من قبل نخبة شركات يتنافس بعضها مع بعض لاستعباد النساء في نظام يسهل معه خداعهن بما يمكن أن يمنحوه لهنَّ لجعل حياتهنّ أفضل. إن الشريعة الإسلامية قد أنزلها خالقُ البشر سبحانه وتعالى، وبناء على ذلك فالنظام السياسي والاجتماعي المنبثقُ عنها من شأنه أن يحققّ مصالح البشرية بطريقة متميزة وراقية توفر السعادة والعدالة والمعاملة المنصفة للمرأة كما أشار إلى ذلك الرسولُ صلى الله عليه وسلم في قوله: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا".
إن علو قيمة المرأة في الإسلام واضح أيضا حتى أثناء فترة الحمل فالله سبحانه وتعالى قد حرّمَ وأد الإناث تلك العادة الواسعة الانتشار، وهي القضية التي لا تزال دون حل وتزداد سوءا اليوم. والدولة الإسلامية لا تسمح للنساء بالعمل في الوظائف التي تستغل جمالها، وسيتم دعم دور الأم والزوجة من خلال سياسات الدولة الإسلامية. فهذا الدور الذي تقوم به المرأة، وهو كونُها أماً وزوجةً وربَّةَ بيتٍ هو الدورُ الأكبر لها في المجتمع، وهو دورٌ يستحق كل الاحترام والأجر العظيم. لذلك فإن الصور المهينة للمرأة في وسائل الإعلام أو حتى في نظام التعليم لا يمكن السماحُ بها في دولة الإسلامِ. كما ويعتبر الإسلام قذف سمعة المرأة جريمة قضائية يعاقِبُ عليها بأشدِّ العقوباتِ كما ورد في القرآن الكريم.
فقط عودة نظام الخلافة، مع القوانين الإسلامية التي سوف تنفذها على كل مستوى من مستويات المجتمع، ظاهراً وباطناً، هو الذي من شأنه أن يسمحَ للمرأة أن ترى بوضوح كيف أن الإسلام يقدم لها بديلاً لتفادي الهجوم اليومي من القوانين الاجتماعية الغربية التي تقوض كرامتها وتستنزف قدراتها، فقيمتها أكثر بكثير من المال الذي يساهم في الاقتصاد.
عمرانة محمد عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
 13 من جمادى الأولى 1434
الموافق 2013/03/25م

No comments:

Post a Comment