Sunday, March 31, 2013

خبر وتعليق: مؤتمر الجامعة العربية في الدوحة سلسلة من التآمر على ثورة الشام

خبر وتعليق: مؤتمر الجامعة العربية في الدوحة سلسلة من التآمر على ثورة الشام

الخبر :
أقر القادة العرب في ختام قمتهم الرابعة والعشرين المنعقدة في الدوحة اليوم الثلاثاء حق كل دولة بتسليح المعارضة السورية ومنحها مقاعد سوريا في جامعة الدول العربية، ودعوا إلى عقد قمة مصغرة بالقاهرة لإتمام المصالحة الفلسطينية.
وجاء في البيان الختامي الذي تلاه نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي، التأكيد على "أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية مع التأكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها تقديم كل وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر".
ورحب القرار الخاص بسوريا "بشغل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها ...". [المصدر: الجزيرة]
التعليق :
1-إن القرار السياسي يحتاج إلى إرادة سياسية مخلصة واعية؛ حيث يتخذ الحاكم القرار بما يحفظ مصالح أمته وأمنها وسيادتها؛ لأن المصالح الحقيقية لا تحتمل التأخير ولا عقد المؤتمرات والمشاورات وعمل خلية أزمات ولجان وتحقيقات... هذا شأن الحاكم المخلص لأمته المحافظ على مصالحها وأمنها.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى لما تسرب أن عثمان قتلته مكة أصدر قرارا بالحرب على مكة وغير خطته من السلم إلى الحرب، وقد خلد القرآن الكريم القائد السياسي والأمة والموقف حيث قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).
هذا شأن الدول المبدئية والسياسي المبدئي، أما العملاء فقرارهم ليس ذاتيا وإنما تبع للغرب الكافر المستعمر، وكم من بيان ختامي لجامعة جورج إيدن تم تسريبه قبل انعقاد القمة قد صاغته لندن أو واشنطن، وكم من مؤتمر للقدس في الرباط كان يبث لليهود مباشرا في زمن العنتريات العربية، وما تأملنا في الجامعة العربية خيرا في زمن الانحطاط، فهل نعول عليها الآن ونحن نلتمس التغيير الجذري في حركة مباركة للأمة؟!
2-إن جامعة جورج إيدن لن تكون يوما مع قضايا الأمة الإسلامية؛ فقد صنعها الكافر المستعمر على عينيه حيث أنشأها وحكمها بقوانين تضمن له السيطرة والبقاء والتدخل، وجعلها أداة بيده يسيرها كيف يشاء؛ فتارة تبيح التدخل وتارة تحرمه، وتقدم من خلالها كل المبادرات الخيانة الإجرامية، فما هي إلا لقاءات وتبادل للقبل بين عملاء الغرب والتقاط الصور وتعزف القيان وتشرب الخمور وتكتب البيانات شجبا واستنكارا ودماء الأمة تسيل وحرائرها تصيح وطفلها يستغيث ولا مجيب.
3-إن مؤتمر القمة المنعقد في الدوحة ما هو إلا سلسلة إجرامية أخرى بعد أن أخفقت جميع مبادرات الجامعة العربية من الدابي والأسود والأخضر؛ حيث جاءت بثقلها بكل زعاماتها كما جاءت أمريكا أمس بثقلها إلى المنطقة محاولة منهم الالتفاف على ثورة الشام المباركة من أجل استبدال عميل بآخر بعد الانتصارات الجبارة على الأرض خاصة في محيط دمشق، حيث أوكلت أمريكا لهم إعطاء الشرعية إلى الائتلاف وحكومته المنبثقة عنه وأقعدته في مقعد النظام المجرم ليعطي الشرعية خشية أن يأتي ما يخيف الغرب، فهي تحاول أن تملأ الفراغ بعد رحيل بشار مع أن الائتلاف وحكومته وجه آخر للهيمنة الأمريكية على الشام.
4-إن الأمة الإسلامية جسد واحد كما قال تعالى: ((إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ))، وفي الآية الأخرى: ((وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ))، وكما قال صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). فأمتنا قضيتها واحدة ومصيرها واحد كما هو ربها أحد صمد ونبيها واحد ودستورها واحد وقبلتها واحدة ودولتها واحدة وحكم الله فيها واحد لا يتعدد، فهي وإن أذعنت في حين غفلة منها فعودتها أقرب من رد الطرف وأقوى مما كانت عليه وعدا ممن يملك ولمن يستحق وإن غدا لناظره لقريب ولكنكم تستعجلون.
حسن حمدان - أبو البراء
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن
19 من جمادى الأولى 1434
الموافق 2013/03/31م
http://www.hizb-ut-t...nts/entry_24160

No comments:

Post a Comment