تعليق صحفي
مصر وإيران وتركيا ... محور التبعية الأمريكية!
يوما
بعد يوم يتكشف العار من خلف الشعار في مصر، كما تكشف من قبل في تركيا ومن
قبلها في إيران، فهذه أنظمة ثلاثة ترفع من الإسلام شعاره بينما تنبطح لعدو
الأمة الأول أمريكا من أجل تمرير مصالحها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية،
وعلى رأسها تحقيق "الاستقرار"، في مقابل إحباط النَفَس التحرري عند الأمة
ضد هيمنة أمريكا، وإحباط روحها الجهادية لخلع كيان اليهود من جذوره.
إن
هذا الخبر يزيد تأكيد المؤكد من أن النظام المصري المتأسلم لم يخرج قيد
أنملة عن التبعية الأمريكية بعد تربّع الرئيس الملتحي على عرشه الفرعوني،
وأن أمريكا ترسم توجهاتها الإستراتيجية بشأن الشرق الأوسط مستندة إليه، كما
كانت في السابق تستند إلى عرّابها مبارك.
والخبر
يشير إلى اطمئنان أمريكا على مستقبل الرئيس المصري الجديد في ظل
الاحتجاجات، التي يمكن لأمريكا أن تضبط فيها عملاءها العلمانيين من
المجاهرين بعلمانيتهم عندما تقرر ذلك. وتأكيدا لاطمئنانها تجاه الرئيس
المصري سلمته الدفعة الأولى من المقاتلات الجديدة، وما كان لها أن تفعل لو
أن ثمة تهديدا ولو بعيد المدى من وصول هذه الأسلحة لمن يمكن أن يقلب
الطاولة على رأسها، بل هي تعبّد الطريق له للتحالف مع عملائها المخضرمين في
تركيا وإيران مما أزكمت رائحة عمالتهم الأنوف.
وتزداد
فظاعة العار خلف الشعار، في دعوة أمريكا لكيان يهود لاستخدام تركيا (ذات
الشعار الإسلامي) لتفعيل نهج المفاوضات، كما كانت من قبل عراب الاتصالات
بين اليهود ونظام حافظ الأسد في سوريا. وهذا التحالف والتوافق يكشف أيضا عن
دور النظام المصري واستعداده للتحالف مع القائمين على شرعنة الاحتلال
اليهودي، وهو يتوافق أيضا مع رعايته لاتفاق الهدنة الطويلة مع اليهود،
وتجديده التعهد باتفاقية العار في كامب ديفيد، ومتابعته هدم الأنفاق مما
عجز عنه النظام السابق.
إن
الغاية المكشوفة من هذا التحالف الأمريكي (تحت شعار الإسلام) هو التصدي
"للخطر" الداهم في سوريا، والتخوف الغربي من انبعاث الأمة في نظام إسلامي
يضع حدا لهيمنة أمريكا ويشعل جبهة الحرب ضد كيان يهود المجرم.
31-3-2013
No comments:
Post a Comment