Friday, March 29, 2013

خبر وتعليق: ميانمار مأساة لم تنتهِ، والغرب الكافر شريك أخرس

خبر وتعليق: ميانمار مأساة لم تنتهِ، والغرب الكافر شريك أخرس

الخبر:
نقل موقعBBC في 25 آذار 2013م خبراً من ميانمار (بورما) عن تجدد الاقتتال الطائفي حيث "ارتفعت حصيلة أعمال العنف الطائفي التي وقعت في وسط بورما إلى 40 قتيلا بعد اكتشاف 8 جثث في حطام إحدى المدن التي تضررت من أعمال العنف. وقتل وأصيب العشرات في صدامات طائفية استمرت ليومين في بورما بين البوذيين والمسلمين... بينما أعلنت السلطات على إثرها حالة الطوارئ في ثلاث مدن في وسط البلاد، من بينها منطقة ميكيتيل. وشملت أعمال العنف إحراق مئات المساجد وتدمير منازل وممتلكات للمسلمين في وسط بورما. وفي مدينة يامنثين تعرض مسجد و50 منزلا للمسلمين للحرق".

التعليق:
بعد الحملة الشرسة على مسلمي في إقليم أراكان غربي البلاد العام المنصرم، قتل فيها المئات وهجر ما يزيد عن 120 ألف مسلم إلى بلاد مجاورة، يمتد جحيم هذه الحملة لتطال مناطق ومدناً جديدة يسكنها المسلمون وسط البلاد، لتتضح الصورة القبيحة، وملخصها هو طرد مسلمي ميانمار أينما حلوا، بينما مجتمعات "حقوق الإنسان" خرساء عمياء بكماء، فآخر ما يعبأون به هو دماء المسلمين وأعراضهم، في ظل تآمر جَليٍ من قبل حكومات بلاد الجوار المسلم. فقد رفضت كلها استقبال آلاف المهاجرين، بعد أن انقطعت بهم السبل، حتى غرقت عشرات المراكب في مياه المحيط محملة بمئات المهاجرين، بينما دولة بنغلادش لم تحرك ساكناً، بل على النقيض من ذلك، فقد آثر إعادة عدد ممن وصلوا إلى شواطئها إلى ديارهم بشق الأنفس، حيث المصير الأسود ينتظرهم! فأي إجرام هذا، وأي تآمر ذاك؟!
إن حرب الكفار على المسلمين باتت حرباً مكشوفة مفضوحة، فهي حرب لن تهدأ نارها حتى يعاد للمسلمين سلطانهم وهيبتهم ودولتهم. لكن الحرب هذه لا تثير في النفس ألماً بمقدار تخاذل القريب والأخ والصديق. فكيف يمكن تفسير تخاذل حكومات بلاد إسلامية مجاورة مثل إندونيسيا وماليزيا الغنية، وكيف يمكن تفهم التآمر والعداء الصارخ من قبل حكومة بنغلادش، البلد المسلم الملاصق لميانمار؟! يمكن أن نفهم الأمر على حقيقته إذا أدركنا ثلاث قضايا:
1- أن ملة الكفر بشقيها الغربي والشرقي ملة واحدة، إن فرقتها السياسة والمصالح، يجمعها بغضها للإسلام وعداؤها للمسلمين، فهي تتلذذ يوم ترى أبناء المسلمين يقتلون ويذبحون، لتمثل دور النعامة العمياء.
2- سخّر الغرب لتنفيذ مصالحه وإحكام قبضته على بلاد المسلمين حكاماً عملاء، سهروا على قهر شعوبهم، وتأمين مصالح أسيادهم، من خلال تسليم مقدرات البلاد للكافر المستعمر، ينهب ويسلب دون رقيب أو حسيب. وحكام من هذا الصنف، كان من البداهة ألا يعبأوا بدماء المسلمين، فهم أضحوا من طينة مختلفة، ودماء دخيلة.
3- إن فكر الغرب مهما بدا للبعض رقيه وعلوه، فهو فكر هابط ساقط. فقد كشفت الأحداث المتراكمة، أن ما يحمل الغرب من المبدأ الرأسمالي، وفكرة الديمقراطية ما هي إلا ركائز يتكئ عليها لتحقيق غاية أهم وهي مصالحه الاقتصادية وبسط سيطرته على الشعوب وفرض هيمنته السياسية. وهذه الثلاثة الأخيرة، لهي أكثر أهمية من كل مبادئه تلك، بل هي تتحول من ركائز فكرية، إلى أحذية ينتعلها يوم تتعارض أفكاره ومبادئه مع مصالحه ورغباته. ففد داس على "حقوق الإنسان" في أبو غريب، وتغاضى عن انتهاكات الكيان الصهيوني عن أفظع الجرائم بحق مسلمي فلسطين، بل دعم هذا الكيان المجرم بالمال والسلاح والسياسة، وسَخِر من الديمقراطية بدعمه للأنظمة المستبدة في بلادنا لعقود، وها هو اليوم يرى آلاف المسلمين يذبحون ويقتلون ويشردون في ميانمار وقبله في الهند والفلبين وأفريقيا والسودان والصومال وإثيوبيا، بينما لا دور له إلا بتعداد قتلانا، أو أن يكون شريكا لهذه الدول القاتلة، بمدها بالمال والسلاح.
 عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
 17 من جمادى الأولى 1434
الموافق 2013/03/29م

No comments:

Post a Comment