Friday, December 14, 2012

الروس يقولون أن الأسد فقد كل أمل في الانتصار أو الهروب



الروس يقولون أن الأسد فقد كل أمل في الانتصار أو الهروب

نقلت صفحة الشرق الأوسط في 5/12/2012 عن فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة "الشؤون الخارجية" الروسية ورئيس "فريق السياسات المؤثرة" وهو على علاقة وثيقة بدوائر الخارجية الروسية نقلت عنه قوله في مقابلة تلفزيونية أن "الأشخاص الذين بعثتهم القيادة الروسية للقاء الأسد قبل أسبوعين وصفوا حال الأسد بأنها حال رجل فقد كل أمل في الانتصار أو الهروب". وقال : " إن حاول الأسد أن يذهب فإنه سوف يقتل على يد جماعته، فإن الطائفة العلوية لن تسمح له بالابتعاد وتركهم يواجهون الانتقام، إذا كان سيبقى سيقتل على يد خصومه، فهو واقع في فخ كبير، والمسألة ليست في يد روسيا أو غيرها، إنها مسألة بقائه الجسدي ". ونقلت تصريح بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله : " إن روسيا مستعدة لتقديم المساعدة إلى أي من مواطنيها الراغبين في مغادرة سوريا ".

فروسيا التي دعمت النظام السوري ورئيسه بشار أسد بشكل علني قد أدركت أن هذا النظام ورئيسه أصبحا على وشك السقوط وبذلك وجهت نداء لرعاياها لمن يريد المغادرة فستؤمن لهم ذلك. ويظهر أن الأسد أصبح كالقذافي عندما تخلت عنه سيدته بريطانيا وتخلى عنه حلفاؤه في الغرب والشرق، ففقد كل أمل في الانتصار أو الهروب فلقي مصيره المشؤوم.

وبشار أسد فقد كل أمل في الانتصار أو الهروب عندما بدأت سيدته أمريكا تتخلى عنه وتبحث عن البديل ولذلك أسست المجلس الوطني والائتلاف وأمثالهما من المجالس والأدوات، وبدأ حلفاؤه في الشرق وعلى رأسهم روسيا يتخلون عنه ويبحثون عن حلول تنقذ موقفهم العلني، فقد أوردت فرانس برس ورويترز في 4/12/2012 تصريحات بوتين في أنقرة حيث قال: "سنكون على اتصال مع تركيا لمتابعة العمل معا حول وسائل تطبيع الوضع في سوريا". ومعنى ذلك أن الرئيس الروسي يعلن استعداده للسير مع أمريكا وعملائها في أنقرة فيما يتعلق بالوضع في سوريا، وذلك لعلمه أن بشار أسد وهو ليس عميلا لروسيا وإن كان صديقا لها ولكنه عميل لأمريكا وقد بدأت أمريكا تتخلى عنه وتتهيأ لما يمكن أن يتمخض عنه الوضع في سوريا من نتائج، لأنها أي أمريكا لم تستطع أن تفرض عملاءها على الشعب السوري وأن هذا الشعب يتجه نحو تأسيس دولته على أسس دينه الحنيف بإقامة نظام الخلافة كما يلاحظ المراقبون في أمريكا وبلاد الغرب كافة. ومن الأساليب الأمريكية إخافة الناس بالسلاح الكيمياوي واستعمال ذلك ذريعة للتدخل في سوريا لمنع الشعب السوري من إقامة النظام الذي يريد. وهي تريد أن تفرض عليه النظام الديمقراطي بالقوة وبالإرهاب وبكل الوسائل.

وقد حذر وزير خارجية روسيا لافروف في 1/12/2012 كما ورد في صفحة روسيا اليوم من "سياسة تطبيق الديمقراطية بالحديد والدم" التي يتبعها الغرب، في الوقت الذي تتبع فيه روسيا نفس سياسة الغرب بدعم بشار أسد ليحافظ على نظامه بالحديد والدم. وحذر لافروف الغرب من أن "فرض أنظمة اجتماعية واقتصادية على دول أخرى يثير في معظم الأحيان رد فعل معاكسا لما هو مرغوب فيه ويمكن أن يساعد في تعزيز مواقف المتطرفين والقوى الرجعية ويؤخر وقوع تغيرات ديمقراطية بالفعل" ويقصد بذلك تمسك المسلمين بإسلامهم وإصرارهم على تطبيقه رافضين للديمقراطية المفروضة عليهم كما هو حاصل في الشيشان وفي آسيا الوسطى. ولذلك أشار إلى "أن أحدا لا يفهم في حقيقة الأمر ما سيطرأ على الشرق الأوسط من تغيرات". لأنه يرى الغرب يعمل على فرض الديمقراطية بالقوة على شعوب الشرق الأوسط وهذه الشعوب ترفض ذلك.

ولكن الغربيين الذين يتبنون الديمقراطية من الأمريكان وسائر دول الغرب ويقولون أن الديمقراطية هي أن يختار الشعب نظامه من نفسه وبنفسه لا أن يفرض عليه بالقوة. ولكن في الحالة السورية وغيرها من الحالات في العالم الإسلامي تفرض الديمقراطية على الشعوب المسلمة بالقوة وبالقهر والترهيب والتهديد لا باختيار الشعوب.
فيلاحظ كل متتبع أن الغرب يتناقض مع نفسه مما يثبت كذبه وخداعه، ويثبت أن الديمقراطية هي عبارة عن نظام استبدادي يفرض على الشعوب فرضا، وأنها وسيلة لفرض الهيمنة الاستعمارية الغربية لا غير.
27 من محرم 1434
الموافق 2012/12/11م
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_21606

No comments:

Post a Comment