Saturday, December 29, 2012

ثورة الشام والمنعطف الخطير مهمة الأخضر الإبراهيمي مبعوث أمريكا رأس الكفر

ثورة الشام والمنعطف الخطير مهمة الأخضر الإبراهيمي مبعوث أمريكا رأس الكفر

أمة ٌصحتْ بعد طول امتهانٍ لها ولدينها ولقيمها ولحياتها، صحت من المغرب إلى المشرق، فلم تكن سوريا استثناءً من هذه الحياة التي دبَّتْ فيها بقوة، فتعالت أصوات أهل الشام تدعو للنهضة وللتغيير نحو التوجه الصحيح لأمةٍ أعزها اللهُ بالإسلام وجعلها خير أمةٍ أخرجت للناس. هذه الحقيقة التي لم تشاركها بها أمةٌ أخرى، هي الحقيقة التي حدَّدَها القرآن الكريم، هي ما استلهمته ثورة الشام فكانت بحق ثورةالأمة كلِّها.
وعتْ القوى الاستعمارية المناهضة للمشروع الإسلاميّ النهضويّ على أهداف ثورة الشام فوقفتْ وقفة مختلفة منها عما وقفتْه من ثورات قبلها، فأمعنت بالخبث والشراسة والكيد لها بالليل والنهار، فأوعزت الولايات المتحدة الأمريكية لعميلها الأسد الولد، وهي التي أتت بالأسد الوالد من قبل، أوعزت إليه بالقتل والتدمير والتخريب بكلّ ما أوتي من قوةٍ، كما اتخذت من عملائها في الـمــنــطــقة، أدواتٍ لتنفيذ مخططاتها وللولوج للثورة من أجل الولوغ فيها، فحرَّضت تركيا على اتخاذ سياسة العصا والجزرة مع الثوار، وشجعت في الوقت نفسه، ومن طرفٍ خفيٍّ إيران والصين وروسيا أن يـمدوا النظام بأسباب الحياة وبأدوات القتل، بينما هي وأذنابها يتشدقون في المحافل الدولية منددين ومنتقدين للنظام ومعاقبينه بما لا يؤلم، وحتى الآن لا نجد منهم إلا كلاماً فارغاً. بينما سعت الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا لركوب موجة الثورة للفوز بحصة ما، في مرحلة ما بعد الأسد، ومنع إقامة دولة الخلافة مستخدمةً في ذلك أدواتها من حكام العرب في قطر والسعودية وغيرهم. هذه السياسة إن عبَّرت عن شيءٍ فإنما تعبِّر عن سقوط الحضارة الغربية بأسرها في مستنقعٍ كبيرٍ من الدماء والإجرامِ لا يقل أبداً عما فعلته النازية والفاشية، وسيكتب التاريخ هذه الصفحات السوداء من تاريخ الرأسمالية في أمريكا وأوروبا، وستبقى عاراً عليها وعلى كل صامتٍ من حولها.
ولم تكتف قوى الإجرام والسوء الدولية بدعم النظام المجرم، بل اتخذت من أفرادٍ من أبناء سوريا مطيةً لها ولأغراضها، فشكلت ائتلافاً أسمته وطنياً ومجلساً عسكرياً خطَّ هيكليته السفير فورد بيديه الحاقدتين، ثم أدعى أعضاؤه أنه ثوريٌ رغم كل العناق والقبلات والترحاب بهم من قبل القوى الاستعمارية، حتى تساءل أهل الشام منذ متى كان الذئب صديق الغنم؟!

وقائع المؤتمر الصحفي
وما كاد الصبح ينبلج حتى رأينا ما نتج عن هذه المجالسِ التي تشكلت بعيداً عن أية حاضنةٍ شعبيةٍ ثورية، فكانت مؤامرةٌ تلو المؤامرة لتثبيت النظام رغم رفض أهل الشام، بل رغم رفض الأمة الإسلامية جمعاء لهذا السفاح. وآخر ذلك أن أمريكا حينما أدركت حتمية سقوط عميلها بشار، وبعد أن استنفدت وسائل مكرها، أرسلت مبعوثها الأخضر الإبراهيمي بمهمته الأخيرة للترويج لحل سياسي (بزعمهم) يقوم على الإبقاء على الأسد مع تشكيل حكومة انتقالية تمكن أمريكا من الإمساك بزمام الأمور وإجهاض ثورة الشام ومنع إقامة دولة الخلافة. وهذه الخطة الأمريكية الخبيثة تكشف عن مدى تمسك أمريكا بالنظام وعن مدى عدائها لثورة الشام وللأمة الإسلامية حيث أعطت في هذه الخطة ضوءاً أخضر آخر للاستمرار بالقتل والتدمير، وأضافت لذلك بقاء النظام المجرم مع رأسه بشار السفاح في الحكم دون أية مساءلة قانونية أو شرعية عمن قَل وعذب وأجرم ودمر! بل إنها ساوت بذلك وبكل وقاحة بين السفاح والضحية، وهذا هو ديدن الرأسمالية ونتاجها الديمقراطية العلمانية العفنة، فهي لا تعبأ بحق ولا بظلم، بل ما يهمها هو فقط مصالحها، ولو كان ثمن هذه المصالح دماء الشعوب، فما بالكم أن يكون ثمنها دماء المسلمين؟!
وحتى تضغط على أهل الشام الثائرين الذين لم يهدأوا منذ أكثر من واحد وعشرين شهراً عن التظاهر والإصرار على تغيير النظام، أوعزت لروسيا بإرسال بارجتين أعلنت بكل وقاحة أنهما مليئتان بالأسلحة وبالجنود. وهنا نسأل ماذا يريد الجنود إلا التدخل لصالح النظام؟ ألم يكف روسيا خبراءها الذين يشغلون للجيش الأسدي المنصات الصاروخية والقواعد التي تصب الحمم على أهلنا الصابرين في الشام؟ إنَّ مثل هذا العمل، وهو إرسال الأسلحة والجنود الروس للنظام، ماهو إلا عامل تخويف وتهويل كي يرضى أهل الشام بِما عرضه عليهم الإبراهيمي، سيما وأن زيارته تزامنت مع استعمالِ بشار السفاح لأسلحة كيماوية في حمص استشهد على أثرها العديد من الناس، ومازال آخرون يعانون من هذه الغازات السامة.
وإننا، في حزب التحرير في سوريا، نعلن، ومن باب كشف خطط الكافر المستعمر وتبني مصالح الأمة، وتقيداً بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمله للتغيير بإقامة الدولة الإسلامية الأولى، نتابع بدقة هذه التحركات وتلك المؤامرات التي تقوم بها عدوة الأمة الأولى والكبرى أمريكا ضد ثورتِنا العظيمة، ونعمل على كشفها وفضح أدواتها العميلة في الداخل والخارج لأهلنا الثائرين المظلومين، نعلن مخلصين لله ولرسوله ولدينه، ناصحين لأمتنا العزيزة الغالية المقهورة، أن أمريكا هي وراء بقاء السفاح بشار في الحكم، ووراء جرائمه بحق أهالينا، ووراء روسيا وايران في مد النظام السوري المجرم بأسلحة الفتك والقتل، ووراء الدول الإقليمية، ووراء جامعة الدول العربية وما تمخض عنها من مبعوثين عملاء لها، ووراء منظمة التهاون الإسلامية التي تنام عن قضايا المسلمين ولا تستيقظ إلا على ساعة المنبه الأمريكي، ووراء منظمة الأمم المتحدة ومجلس الظلم الدولي... ولولا أمريكا لما بقي بشار حامي حمى (إسرائيل) آمناً في العالم أجمع رغم لفظ أهل الشام له لفظاً لا يوجد له مثيلفي التاريخ.
لقد آن الأوان لأن تعي أمريكا أنها مفضوحة في عدائها للمسلمين ومفضوح كل من يتعامل معها من الداخل، وهي مهما حاولت أن تفرض أجندتها فلن تستطيع أن توقف حركة الأمة نحو التغيير الصحيح الذي يتجه باتجاه التخلص من نفوذها واستعمارها في بلاد المسلمين... لقد آن الأوان لها أن تدرك أنها مفلسة في تصرفاتها لأنها مفلسة في أفكار حضارتها، وما تتصرف به في سوريا أكبر دليل على أنها باتت تمثل الخطر الأكبر على شعوب العالم، وليس على المسلمين فحسب، ويجب التخلص منها ومن كل الدول التي تحمل حضارتها... لقد آن الأوان لأن يحل مبدأ الإسلام من جديد ليتبوأ مركز الصدارة والقيادة في العالم؛ ليهنأ البشر، كل البشر، وليس المسلمون فحسب، بأحكامه الربانية العادلة.
لقد آن الأوان لأن تعي أمريكا خاصة ومن وراءها عامة، أنه رغم التعتيم الإعلامي الشديد الممارس على حزب التحرير أن الثورة والحمد لله تثق بحزب التحرير وبشبابه، وقد سرنا في الشارع مع أهلنا الثائرين ومع كل المخلصين فوصلت كلمة الحق لهم وعلموا أننا لهم بإذن الله من الناصحين، وأيقنوا أن لامنقذ لهم إلا الله، وأن حكام العرب والمسلمين ماهم إلا أدوات بأيدي أمريكا وأوروبا.
لهذا كله آن أوان إعادة الأمور إلى نصابها وذلك بما يلي:
1. رفض الاستعانة بالأجنبي، أياً كان هذا الأجنبي، وتدخله؛ لأنه يؤمن بأفكار الرأسمالية الكافرة والفاجرة، ولا يجوز شرعاً التحاكم إليه.
2. رفض مبادرة الأخضر الإبراهيمي جملة وتفصيلا، وطرده من أرض الشام الطاهرة، فهو يعمل بوحي العمالة لأمريكا؛ وماضيه أبيض عندها أسود عند المسلمين، واعتبار كل من يجلس معه أو مع من يمثله هو خائن لله ولرسوله ولدينه ولقضايا المسلمين.
3. التحذير من كل حكام العالم الإسلامي؛ لأنهم كلهم من غير استثناء عملاء أذناب للغرب الرأسمالي الكافر، وخاصة أولئك الذين يتظاهرون أنهم مع الثورة، فهؤلاء أذناب للغرب كغيرهم، وخطة الغرب الماكر تقضي بتوزيع الأدوار بينهم.
4.التحذير من الفضائيات، سواء منها الأجنبية الناطقة باللغة العربية أم العربية المأجورة التي تَعي نفاقاً أنها مع الثورة لتؤثر بها بشكل يحرفها عن وجهتها الصحيحة نحو الإسلام، ويلوثها بالعمالة لدول الغرب الماكرة. إن المشروع الحقيقي للأمة في الشام وفي كل البلاد الإسلامية هو مشروع واحد لا ثاني له، ألا وهو إقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة في الشام أو في أي بلد من بلاد المسلمين، وسواء أحسنت التعبير عنه أم لم تحسن، المهم أن فيها من يحسن التعبير عن كل بلاد المسلمين.
5.رفض الدعوة إلى الدولة المدنية، إذ المقصود منها إبعاد الدين عن الحكم وعن تسيير الحياة. والدعوة إلى الديمقراطية، إذ المقصود منها أن يكون الحكم للشعب وليس لله. والدعوة إلى تمكين المرأة والكافر من تبوء الحكم وهذا حرام في الإسلام.
6.التحذير من العلمانيين من أبناء جلدتنا من المسلمين الذين تربوا على أفكار الغرب وعلى طريقة عيشه وتفكيره، والذين باتوا أعداء للإسلام من حيث لا يدرون، خاصة بعد أن فهموا الإسلام على طريقة الغرب في فهم الدين، والذين راحوا في معمعة هذه الثورات ينافحون عن أحكام الكفر ويهاجمون الدعوة إلى تحكيم شرع الله ظناً منهم أنْ ليس في الإسلام شيء منه.
7.التحذير من الدعوة إلى اللجوء إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للتحاكم إليه وإلى المنظمات المشبوهة التابعة له؛ لأنها كلها أدوات بيد الدول الغربية لاستعمار بلادنا، والتدخل في شؤوننا، وفرض قوانينِها الدولية الكافرة علينا، بل واتخاذ الذرائع لشن الحروب علينا تحت ستار مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف، ويعنون بذلك محاربة الإسلام والمسلمين العاملين للتغيير الحقيقي.
8.على الأمة الإسلامية أن تحتضن ثورة الشام وتناصرها بكل السبل، فهذه الثورة حدث فيها ما يطمع النفس أن تكون إسلامية، وتآمر عليها العالم كله لما تتحَى به من هوية إسلامية. فكان الأولى بالمسلمين كلهم أن يتنادوا لنصرتها، وعلى كل مسلم أن يكون ضمن فسطاطها، إذ صار الموقف منها دليلاً على إيمان صاحبه أو نفاقه.
9.مبايعة خليفة للمسلمين على الحكم بما أنزل الله يكون حاكماً للمسلمين في الشام كنواة لدولة الخلافة العائدة بإذن الله، والتي ستعم كل بلاد المسلمين، إن شاء الله تعالى. وتطبيق الإسلام كاملاً ودفعةً واحدةً من أول يومٍ تتم فيه مبايعة خليفة المسلمين؛ فلا يوجد مرحلة انتقالية كما يدَّعون، بل تطبيقٌ فوريٌ للإسلام يأخذ بعين الاعتبار تهيئة مستلزمات تنفيذ الأحكام الشرعية المتعلقة بدولة الخلافة الإسلامية العتيدة.
10.العمل فوراً على إعادة كرامة البشر، وإعادة الحقوق إلى أهلها، والاقتصاص من المجرمين بأحكام الشرع الإسلامي العادلة، بحكمِ محكمة ودون أن يؤخذ البريء بجريرة المجرم. ومنع العقاب الجماعي تحت أي عذر أو واقع ضاغط إلا أن يكون التواطؤ على الإجرام جماعياً.
وإننا في حزب التحرير نبشركم أنَّ ثورة الشام مستمرة حتى تحقيق السقوط الكامل للنظام من رأسه حتى أخمص قدميه، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية بعون الله، التي نسأل الله تعالى أن تكون الشام عقر دارها.
لمثل هذا ندعو أهلنا في الشام، أهل الثورة الصامدة الصابرة، أحباب الحبيب المصطفى، أهل الإسلام من أحفاد أبطال الصحابة الفاتحين الميامين. روى الإمام أحمد في مسنده عن العرباض بن سارية قال: "وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حيثما انْقِيدَ انْقَادَ"
فالثورةُ مستمرةٌ بإذن الله، حتى تحقيق النصر بعون الله، ولا نصر إلا بتحكيم شرع الله.فلمثل هذا فليعمل العاملون، ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الخميس، 13 صفر الخير 1434هـ
27 كانون الأول/ديسمبر 2012م
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
المهندس هشام البابا

No comments:

Post a Comment