Thursday, May 28, 2020

نظام بديل أم أصيل؟

نظام بديل أم أصيل؟

الخبر: نقل موقع الجزيرة نت يوم الاثنين، 2020/05/26م خبرا تحت عنوان "اعتبر ترامب معتلا اجتماعيا ومصابا بجنون العظمة.. نعوم تشومسكي: أمريكا "تتجه نحو الهاوية" في عالم ما بعد كورونا" جاء فيه:
"...
يرى الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي أن الولايات المتحدة تتّجه نحو الكارثة نتيجة افتقادها استراتيجية اتحادية في مواجهة فيروس كورونا، وعدم وجود ضمان صحي للجميع فيها، فضلا عن عدم إقرارها بخطورة التغير المناخي.
وأرجع تشومسكي - في حوار مع وكالة الصحافة الفرنسية - ما يجري في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا من فيروس كورونا المستجد، إلى عدم وجود إدارة متماسكة.
وأضاف أن "المجتمع (الأمريكي) مجتمع مخصخص، غني جدا، لديه ميزات كبرى، لكن تهيمن عليه المصالح الخاصة. لا يوجد نظام صحي للجميع، وهو أمر شديد الأهمية اليوم. هذا ما يمكن وصفه بالنظام النيوليبرالي بامتياز".
وعلى صعيد أوروبا، أوضح تشومسكي أنها أسوأ من نواحٍ عديدة في ظل برامج تقشف تزيد من مستوى الخطر، والهجمات ضد الديمقراطية، ونقل القرارات إلى بروكسل وبيروقراطية "الترويكا" غير المنتخبة (المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي). لكنها تملك على الأقل بقايا هيكل اجتماعي ديمقراطي يؤمّن قدرا من الدعم، وهو ما تفتقر إليه الولايات المتحدة...".
التعليق:
كلمتان لا بد منهما، الأولى نوجهها إلى قناة الجزيرة، ففي صياغتها للخبر هذا ما يشي برفعها من قدر تشومسكي من وصفه بأنه فيلسوف في معرض المدح وتارة تصفه بأنه المفكر اليساري، وتارة تأخذ وصفه للديمقراطية بأنها نظام قادر على تأمين الدعم والعلاج لمشاكل البشرية عندما أشار إلى قدرة الدول الأوروبية على مواجهة ومعالجة جائحة كورونا بما تملك من هيكل (اجتماعي) ديمقراطي، ولا يخفى على كل عاقل ما في هذه الصياغة من مدح للنظام الديمقراطي ولمفكريه.
وأما الكلمة الثانية فنوجهها لتشومسكي ولكل من يرى رأيه، ففي ظل جائحة كورونا علت الكثير من الأصوات من مفكري الغرب بل حتى من عموم الناس وخواصهم في المجتمعات الغربية تنادي بضرورة وجود نظام بديل عن النظام الرأسمالي الديمقراطي لما شهدوه من فساد وجشع في هذه الدول، سواء أكانت أمريكا نفسها أم الدول الأوروبية مجتمعة أو متفرقة، ومن غير المسلّم به أن الدول الأوروبية قادرة بوضعها الحالي على مواجهة الجائحة، فقد ظهرت منذ بدايات الأزمة كقوة دولية متراخية وضعيفة غير متماسكة بل وغير متعاونة وكأنها غير جادة في مواجهة المرض، وبالفعل فقد تأخرت في هذه المواجهة وظهرت كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي في حالة من التشرذم والعزلة فلم ينفعها اتحادها الأوروبي ولم يفدها بشيء، ونحن لا نقول بأن هذه الأنظمة الرأسمالية الديمقراطية ساقطة غداً ومنهارة مباشرة على إثر أزمة كورونا، ولكننا نقول بأن أوروبا وأمريكا بأنظمتها الديمقراطية قد تراجعت وفقدت الكثير من الثقة، هذا ناهيك عما يحمله هذا النظام من ضعف وفساد فكري وخواء روحي، ونقول أيضاً بأن هذه الأحداث وما شابهها لعلها تكون من بشائر لفت أنظار الناس والبشرية قاطبة إلى ضرورة الحكم بعدل الإسلام ودولته القادمة التي ستقود العالم أجمع نحو العدل والنور وتبدد ظلام الرأسمالية وغيرها من الأنظمة الفاسدة، قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة: ٣٢]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – الأرض المباركة (فلسطين)
  6 من شوال 1441هـ   الموافق   الخميس, 28 أيار/مايو 2020مـ

No comments:

Post a Comment