Thursday, May 21, 2020

جريدة الراية:  طرفا الصراع في اليمن يضرمان نار الحرب، وأهل اليمن وقودها!

جريدة الراية:  طرفا الصراع في اليمن يضرمان نار الحرب، وأهل اليمن وقودها!

  27 من رمــضان المبارك 1441هـ   الموافق   الأربعاء, 20 أيار/مايو 2020مـ 
إن الصراع في اليمن أصبح معروفا للقاصي والداني ولا يحتاج إلى مزيد من التفصيل، ولكن الذي يحتاج إلى كشف وبيان هو مجريات هذا الصراع وإلى أين وصل؟ وبالذات بعد أن أعلن التحالف الذي تقوده السعودية وقف الحرب، وبهذا الإعلان الذي مضى عليه ما يقارب الشهر، استبشر البسطاء وأصحاب النظرة السطحية بهذا الإعلان وظنوا أنه فاتحة خير وأنه سينهي الحرب، ولكنه بالعكس أصبح وبالاً على أهل اليمن.
بل كان هذا الإعلان فرصة ثمينة لأمريكا حيث تسعى من خلاله لتقارب بين عملائها السعودية والحوثيين عبر لقاءات سرية وعلنية.
فقد كشف تقرير أمريكي في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، ونقل موقع مأرب برس في 26 نيسان/أبريل 2020م بعض ما ورد فيه تحت عنوان "آخر مستجدات وكواليس التفاهمات السعودية - الحوثية" (ومما جاء في هذا التقرير حول مدى صحة عقد لقاءات بين الحوثيين ومسؤولين بالسعودية ذكر المشاط أن هناك تبادلا للرؤى واتصالات تتسم بالقوة والضعف بناء على طبيعة الأحداث والتطورات)، وكان من ضمن ما جرى في هذه اللقاءات، أن الأهداف التي أعلنها التحالف لم تعد مدرجة في جدول الحوار الذي تجريه المملكة مع جماعة الحوثي والذي ارتكز على إعادة ما يسمى بالشرعية ممثلة بهادي وحكومته المعترف بها دولياً إلى العاصمة صنعاء وإنهاء الانقلاب وسحب السلاح وهزيمة إيران.
ولكن في المقابل لم تقف بريطانيا مكتوفة الأيدي وهي ترقب هذه الأعمال عن طريق عميلتها الإمارات بل أعطت الضوء الأخضر لها لتحرك الأتباع من أجل إفشال وعرقلة الأعمال التي تقوم بها السعودية عميلة أمريكا فكان أول رد منها على هذه المحادثات في 25 نيسان/أبريل 2020م.
شهدت محافظة أرخبيل سقطرى (شرق اليمن) تمرداً جديداً على الشرعية من قيادة اللواء الأول مشاة بحري، الذي سبق وأن أعلن ولاءه لما يسمى المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، وقالت مصادر محلية، إن اللواء الأول مشاة بحري رفع أعلام الانفصال على بوابات اللواء ومطار سقطرى، طبقا لقناة بلقيس.
وتحدثت مصادر عن صدور قرار بإقالة رئيس أركان اللواء العميد الركن ناصر قيس الذي سبق وأن أعلن تمرده على الشرعية، وتعيينِ قائد جديد وصل إلى سقطرى قبل أيام قادماً من السعودية. (مأرب برس، 2020/04/25م).
وأشارت إلى أنه كانت هناك مفاوضات تقودها القوات السعودية مع القائد السابق من أجل تسليم اللواء للقيادة الجديدة.
ولم تكتف الإمارات بهذه الصفعة للسعودية بل أتبعتها بصفعة ثانية وذلك من أجل إفشال أعمالها وخصوصا إفشال اتفاق الرياض الذي أصبحت الإمارات بعيدة عنه، فكانت هذه الصفعة من المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات في اليوم التالي ببيان "يعلن فيه الإدارة الذاتية للجنوب اعتباراً من منتصف ليل السبت"، متهماً الحكومة اليمنية بالفشل في تأدية واجباتها، واتهم المجلس الانتقالي الحكومة اليمنية "باستمرار الصلف والتعنت في القيام بواجباتها" بالإضافة إلى "تلكؤها وتهربها من تنفيذ ما يتعلق بها من اتفاق الرياض"، على حد زعمه.
 بينما يشهد اليمن وبالذات في المناطق الجنوبية - التي تعد البؤرة لهذا الصراع بسبب الموقع الاستراتيجي المهم - في هذه الأيام سيولاً تسببت في غرق 21 شخصاً على الأقل، وتدمير منازل على سكانها، إضافة إلى ذلك ظهور وباء كورونا، بينما المعنيون بالرعاية يتصارعون ويتقاتلون على كراسي معوجة قوائمها، وخدمة لمصالح أسيادهم في أمريكا وبريطانيا.
 يا أهل اليمن! إن هذه القيادات سواء في الجنوب أو الشمال قد أوردتكم موارد الهلاك والذل والهوان بالقتل فيما بينكم وتتسول بمعاناتكم من منظمات الإغاثة لتنقذكم فهم عاجزون لا يهمهم سوى السرقة والنهب، فحري بكم تغييرهم وكنسهم كما تكنس القذارات.
 إن بلادنا من أغنى البلاد في العالم حيث تقع في موقع استراتيجي مهم، وأيضا حباها الله بمناخ موسمي وهي بلد زراعي من الطراز الأول ولها شريط ساحلي طويل يلفها من الغرب إلى الجنوب وثروة سمكية هائلة، إضافة إلى الثروة النفطية الموجودة في باطنها وما زالت بكراً لم تستخرج، فنحن بحاجة إلى رعاية ولن تكون إلا بدولة الإسلام؛ دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
 إن حزب التحرير النذير العريان ها هو معكم وبينكم يدعوكم لما فيه عز الدنيا وحُسن ثواب الآخرة، يدعوكم لتعملوا معه لإقامة مشروع الإسلام العظيم والبديل الحضاري الأصيل لينقذ البشرية كلها وليس أهل اليمن فحسب، من رجس الرأسمالية القذرة التي أهلكت الحرث والنسل، فكونوا كما وصفكم رسول الله أهل إيمان وحكمة عند استجابتكم لله والرسول . قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
بقلم: الأستاذ سليمان المهاجري - اليمن

No comments:

Post a Comment