Friday, December 2, 2016

من سيتحمل المسؤولية؟

من سيتحمل المسؤولية؟

(مترجم)
الخبر: يتعرض الآن الآلاف من مسلمي الروهينغا الذين فروا من ميانمار إلى بنغلادش لهجوم قوات الأمن البنغالية، وتقوم السلطات البنغالية كذلك بطردهم، وذلك وفقًا لمنظمة العفو الدولية.
والذين لم يتمكنوا منهم من الوصول إلى المخيمات المؤقتة في مدينة كوكس بازار يواجهون نقصًا في الغذاء والماء والبعض منهم يعانون من سوء تغذية حاد. [المصدر: صحيفة الغارديان]
التعليق:
قالت الأمم المتحدة إن عدد مسلمي الروهينغا الذين تركوا منازلهم في ميانمار هربًا من أعمال العنف الجارية يصل إلى 30000 وذلك بعد أن اقتحمت القوات العسكرية القطاع الضيق الذي يعيشون فيه خلال وقت سابق من هذا الشهر. وتعتبر أقلية مسلمي الروهينغا أكثر أقلية تتعرض للاضطهاد على مستوى العالم. وذلك في عالم تحظى فيه الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض بالاهتمام والحماية، وقد سلطت وسائل الإعلام الرئيسية وكذلك وسائل التواصل الإلكتروني الضوء على واقع محنتهم الذي يعتبر رعبًا تامًا. وتنشر الآن تقارير عن حالات الاغتصاب والعنف وحرق المنازل وتجويع الأطفال يوميًا على وسائل التواصل الإلكتروني.
والحمد لله، أخذت الأصوات تتعالى للمطالبة بحل هذه المشكلة في العالم الإسلامي وغير الإسلامي على حد سواء. فالمسلمون في العديد من البلاد التي يشكلون فيها أغلبية قد نزلوا إلى الشوارع وطالبوا بالقيام فعليًا بحل المشكلة، وقد شهدت بنغلاديش وإندونيسيا وماليزيا وتايلاند خروج الناس دعمًا لإخوانهم المسلمين. إن محنة المسلمين في ميانمار ليست جديدة، فقد بثت وسائل الإعلام عنها تقارير مختلفة مرات عديدة. وبدلًا من الشعور بالضيق، يجري بث التقارير ومن ثم الانتقال بشكل طبيعي إلى عنوان الخبر التالي، وبالتالي لا بد أن نتساءل من الذي يتحمل المسؤولية؟ ومن الذي سيدافع عن المظلومين؟ ومن الذي يستطيع فعلًا أن يفعل شيئًا؟
أما أونغ سان سو كيي رئيسة حكومة ميانمار، والحائزة على جائزة نوبل للسلام، وبطلة الديمقراطية عدة مرات، فقد التزمت الصمت بشأن هذه المسألة حتى قامت الأمم المتحدة مؤخرًا بالإعلان عن "إبادة" في ميانمار. ويتم قياس تصرفاتها الجيدة وفقًا للمعايير الغربية، حتى نرى الخير فيما يراه الغرب خيرًا وحتى نعتبر أن الديمقراطية هي ذروة العظمة. والحكومة في ميانمار لا توفر لهذه المجموعة أية حقوق، وتتعامل معهم مثل اللاجئين وتنظر إليهم بأكثر الطرق إهانة.
إن الكثير ممن تمكنوا من الهرب من ميانمار اتجهوا نحو بنغلادش على متن القوارب. وفي مقابلة مع قناة الجزيرة في عام 2012 أوضحت الشيخة حسينة في بنغلاديش بأن هذا الوضع لا يعني بنغلاديش بأي شيء. إن تفكيرها الوطني العلماني هو الذي جعلها تتصرف بهذا الشكل.
ولو جبنا العالم وسألنا من الذي يمكنه تقديم المساعدة؟ فسنعلم أن حكام البلاد الإسلامية لن يقوموا قطعًا بالتحرك ولو قليلًا لمساعدة هذه الأمة. فقد تحركت تركيا بسرعة لمساعدة كيان يهود لإطفاء الحرائق، وباكستان لن تقدم أية مساعدة لمسلمي كشمير سوى المشاركة في المفاوضات ومؤتمرات القمة، ويجري الآن تسوية حلب بالأرض، ومع ذلك تقف جميع الأنظمة العربية لا تحرك ساكنًا. واليوم، لن يتحرك أي طرف من الأطراف التي يمكنها أن تفعل شيئًا!
إن الأمر الآن منوط بأبناء هذه الأمة الصادقين، رجالًا ونساء، الذين يتظاهرون ويتفاعلون بمشاركاتهم ويدعون لإخوانهم ويسألون عمّا يحدث. ويمكننا أن نرى الأمل في أنفسنا فقط. ويجب على الأمة ألا تكون ضحية بعد الآن، وألا تطالب بالقيام بأعمال لا تسمن ولا تغني من جوع! بل عليها المطالبة بعمل واضح وحاسم وهو إعادة إقامة الكيان الذي سيتولى حماية المسلمين في ميانمار وكافة بلاد المسلمين. إن هذا الكيان هو الوحيد القادر على توحيد المسلمين، والوحيد الذي يمكنه القضاء على الأنظمة العلمانية المجرمة. إنه الكيان الوحيد الذي سيحرك الجيوش للدفاع عن المسلمين، وهو الكيان الوحيد الذي ستخشاه قوى الكفر. لقد حان الآن الوقت لانضمام كل الطاقات للعمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ويجب علينا جميعًا الاستماع لصرخات الثكالى والمظلومين ونصرتهم كما ينبغي. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾ [ّالنساء: 75]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمان
3 من ربيع الاول 1438هـ   الموافق   الجمعة, 02 كانون الأول/ديسمبر 2016مـ 

No comments:

Post a Comment