Monday, December 26, 2016

روسيا تضغط على طاجيكستان للدخول في المجموعة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية

روسيا تضغط على طاجيكستان للدخول في المجموعة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية

الخبر: عُقد في دوشانبي اجتماع بعنوان "اندماج دول آسيا الوسطى في المجموعة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية: الواقع والآفاق"، والتي نظمتها بعثة المؤسسة غير الربحية "معهد صندوق التنمية للدراسات الأوروبية الآسيوية في جمهورية طاجيكستان". وقد تم عقد هذا الاجتماع برعاية السفارة الروسية في طاجيكستان وذلك وفقًا لوكالة الأنباء الطاجيكية الرسمية "خوفار" التي نشرت الخبر في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
وقد حضر هذا الاجتماع خبراء وممثلو سفارات الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية المعتمدون في دوشانبي، وكذلك حضره موظفون في الوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ورجال الأعمال.
التعليق:
لقد كان من المتوقع في وقت سابق أن تقوم طاجاكستان بالتقدم للحصول على عضوية المجموعة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية مع حلول نهاية هذا العام. فقد صرح ليونيد سلتسكي، النائب في مجلس الدوما في الاتحاد الروسي، في أوائل الصيف متفائلًا بشأن ذلك، فقال: "أعتقد أن دوشانبي ستعلن عن رغبتها في العام القادم - فطاجيكستان، أكثر من أي بلد آخر في رابطة الدول المستقلة، تسعى للقيام بذلك". إلا أن ذلك لم يحدث، وعندها بدأت روسيا بالقيام بإجراءات لحث طاجيكستان على الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية.
فقد قامت روسيا بالخطوات التالية للقيام بذلك:
قالت إيرينا كريموفا، رئيسة مجلس الرسائل العلمية التابعة لأكاديمية التعليم، في 21 تشرين الثاني/نوفمبر إن لجنة تصديق الشهادات العليا وتحت إشراف وزارة التربية والتعليم والعلوم في روسيا قد علقت أنشطة المجلس العلمي لرسائل الدكتوراه والماجستير في مؤسسات التعليم في طاجيكستان.
بدأت روسيا في الأسابيع الأخيرة مرة أخرى بحملة اعتقالات جماعية في صفوف العمال المهاجرين من طاجيكستان. فبالنسبة لروسيا، فإن هذه الإجراءات تشكل أداة ضغط تقليدية في العلاقات مع دول آسيا الوسطى لتحفيزها على المشاركة في المشاريع الاقتصادية والسياسية الروسية.
ويذكر أن روسيا قد أنشأت المجموعة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية من أجل الحفاظ على نفوذها وتعزيزه في دول الاتحاد السوفيتي السابق. والهدف المعلن للمجموعة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية هو تنفيذ الأفكار التالية:
انسجام التشريعات.
السوق المشتركة - التي تقدم حرية حركة السلع والخدمات ورأس المال والعمال.
التعرفة الجمركية الموحدة
تنفيذ سياسة منسقة ومتماسكة وموحدة في قطاعات الاقتصاد
إلا أن الدوافع الحقيقية التي دفعت روسيا لإنشاء هذه المجموعة هي:
1. قامت روسيا بعد وصول بوتين إلى السلطة بالإجراءات اللازمة لعودة دول الاتحاد السوفياتي السابق إلى دائرة نفوذها. لذلك فقد عقدت مع هذه الدول مجموعة من الاتفاقيات المختلفة مثل منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومنظمة شانغهاي للتعاون، والمجموعة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية وغيرها. وقد نجحت روسيا في هذا الشأن مع بعض الدول، ولكنها فشلت مع دول أخرى مثل أوكرانيا. وتشير الأحداث الأخيرة التي وقعت في جنوب شرق أوكرانيا إلى ما يمكن أن تفعله روسيا للحفاظ على نفوذها. وهذا كله ليس سوى صراع على النفوذ بين أمريكا وروسيا في منطقة الاتحاد السوفياتي السابق. فإن أمريكا تحاول إضعاف وتحجيم نفوذ روسيا في المنطقة. حيث إن تخصيص 952 مليون دولار من الميزانية الفيدرالية الأمريكية لوزارة الخارجية في عام 2017 "لمواجهة العدوان الروسي" بما يشمل دول آسيا الوسطى يدل على هذه الحقيقة، وذلك بحسب ما أورده موقع وزارة الخارجية الأمريكية في 2016/02/09. لهذا السبب، فإن الكرملين، بدأ بتعزيز موقفه الجغرافي والسياسي في هذه الدول من خلال عقد تحالفات جديدة معها أو عن طريق رفع مستوى التحالفات القائمة.
2. إن روسيا دولة تمتلك بعض الإمكانيات، ولكنها ليست دولة صناعية. فقد ورثت روسيا العديد من المصانع الإنتاجية الحالية من الاتحاد السوفياتي السابق، ولكن هذه المصانع بحاجة إلى تحديثها. فروسيا اليوم غير قادرة على إنتاج منتجات تنافسية. فهي متخلفة في جميع القطاعات تقريبا: صناعة السيارات والتي لا تلبي عمليًا المتطلبات الحديثة، ومعدات البناء، والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، والأدوية والمواد الغذائية وغيرها. فهذا الوصف هو ما وصفها به جيرمان جريف، رئيس بنك سبيربنك الروسي، في كلمته في منتدى جايدار الاقتصادي في رانهيجز، فقد قال: "لقد فقدنا المنافسة وانتهى بنا المطاف في مخيم الدول التي تخسر؛ الدول المتخلفة". وهكذا، فإن دول الاتحاد السوفياتي السابق، عندما كان قائمًا، كانت تشكل سوقًا مناسبًا للتصدير، حيث يمكن لروسيا بيع بضائعها التي لا تستطيع المنافسة.
وإلى جانب كل هذا، فإن منطقة آسيا الوسطى تعتبر بالنسبة لروسيا منطقة عازلة تحميها من التهديدات السياسية والعسكرية، ولهذا السبب، فإن روسيا تسعى لجعل دول آسيا الوسطى دولًا تعتمد عليها اعتمادًا كليًا بكل الوسائل الممكنة.
وبناء على ما تقدم، فإنه من الواضح أن هذا الاتحاد لا يخدم مصالح روسيا وحدها، وهو لا يمثل شراكة ذات منفعة متبادلة لدول آسيا الوسطى.
وطالما بقيت بلاد التركستان تحت سيطرة حكام خونة باعوا أنفسهم لأعداء الإسلام والمسلمين، فإن أوضاع المسلمين فيها لن تتغير. وعلاوة على ذلك، فإن الإسلام يحرم عقد مثل هذه الاتفاقيات والتحالفات مع الدول الكافرة وخاصة تلك التي تخدم مصالحهم وتتآمر على مصالح المسلمين. ولا يمكن حل جميع المشاكل الحالية ومعالجة المصائب التي حلت بمسلمي طاجيكستان إلا من خلال تطبيق أحكام الإسلام في الدولة والحياة والمجتمع. فالنظام الاقتصادي في الإسلام هو الوحيد الذي يطبق التوزيع العادل للثروات، ونظام الحكم في الإسلام هو وحده القادر على علاج كافة أشكال الفساد ويحمي كرامتنا وثرواتنا، وهو النظام الوحيد الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيردافس سليمزودا
28 من ربيع الاول 1438هـ   الموافق   الثلاثاء, 27 كانون الأول/ديسمبر 2016مـ

No comments:

Post a Comment