Tuesday, April 28, 2015

خبر وتعليق: قصص نجاح حصول النساء على حقوقهن في ظل الرأسمالية هي قصص مزيفة

خبر وتعليق: قصص نجاح حصول النساء على حقوقهن في ظل الرأسمالية هي قصص مزيفة

(مترجم)
الخبر: ذُكر أنه في 25 نيسان/أبريل عام 2015 قامت هيلاري كلينتون، المرشحة للرئاسة الأمريكية، بالاستشهاد بسيدات الأعمال الهنديات اللواتي انضممن للقوى الداعمة لقروض المشاريع الصغيرة بينما كانت تدعو بشكل واضح لتحقيق المساواة في الأجور، ووضع حد للعنف الجنسي، وتوفير فرص للنساء أسوة بالرجال حول العالم. وقد قالت لجمع من النساء في مؤتمر القمة العالمي السنوي السادس "النساء في العالم" الذي يُعقد في مدينة نيويورك إن الرجال والنساء على حد سواء يجب أن يكونوا "عناصر للتغيير" ويساهموا في التقدم المطلوب لضمان وجود عالم متساو للجميع. وقالت إن الأمل يتضح في أن العالم اليوم أقرب من أي وقت مضى لتحقيق هذا التغيير، واستشهدت كلينتون بواقع المرأة في الهند وبنغلاديش وليبيريا وكيف أنها تعمل بكل جد لتحسين حياتها وتأمين حقوقها. فقد قالت كلينتون أمام حشد من المشاهير ورجال الأعمال والناشطين والطلاب: "لقد رأينا أن المرأة في جميع أنحاء العالم تصبح عنصرًا من عناصر التغيير، ومن العاملين لتحقيق التقدم، ومن صُنّاع السلام. ولقد رأيت نساء فقيرات جدًا في الهند وبنغلاديش يتكاتفن معًا للحصول على قروض صغيرة ليبدأن مشاريعهن التجارية الصغيرة". وأضافت: "لا يزال الكثير من النساء يتلقين أجورًا أقل من الرجال عن نفس العمل، ويتسع هذا الفارق بشكل أكبر بالنسبة للنساء من ذوات البشرة غير البيضاء". [المصدر: تربيون إنديا]

التعليق: لقد استغلت أمريكا والدول الغربية الأخرى فكرة حقوق النساء كذريعة لاحتلال واستعمار ونهب ثروات دول العالم الثالث وبلاد المسلمين منذ القرن الماضي.
ولقد قام هؤلاء السياسيون الرأسماليون بتقديم وعود وردية - كالمساواة في الأجور، ووضع حد للعنف الجنسي وتوفير فرص متكافئة - ملايين المرات للنساء حول العالم، ولكن تلك الوعود لم تجلب للنساء شيئًا سوى مزيد من العنف والتحرش الجنسي والإذلال. إن أمريكا تستخف بعقول رعاياها وكذلك تستخف بعقول الناس في جميع أنحاء العالم بادعائها أنها حققت قصص نجاح من خلال توفير مزيد من فرص العمل للنساء في دول العالم الثالث والبلدان النامية، بينما في الواقع تقوم أمريكا مع الدول الغربية بدفع المرأة في دول مثل الهند وبنغلاديش وباكستان للعمل في وظائف ذات ظروف مهينة، وبساعات عمل طويلة جدًا، وبأجور منخفضة لا تكاد تكفيها قوت يومها. إن الدول الرأسمالية هذه بما تحمله من منظومة فكر استعماري، تريد أن تحقق أقصى قدر من الأرباح من خلال استغلال القوى العاملة الرخيصة الموجودة في هذه الدول الفقيرة في مجالات مثل صناعة الملابس، والمنسوجات، والمشاريع الزراعية الصغيرة وغيرها من مجالات الصناعة الصغيرة. والظروف المعيشية لغالبية سكان هذه الدول هي ظروف فقر مدقع، وذلك بسبب القروض الربوية التي يوفرها لهم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فيعانون بسبب ذلك من ظروف شاقة وضرائب ثقيلة، وارتفاع أسعار السلع والخدمات؛ فتترك النساء بيوتهن للقيام بأعمال من أجل إطعام أنفسهن وأسرهن.
وعلاوةً على ذلك، فإن كلينتون تصف نظام التمويل الصغير هذا بأنه يساعد النساء، إلا أن قصص النجاح الموجودة تكاد لا تذكر بينما تجبر الغالبية العظمى من النساء اللواتي أخذن القروض، في دول مثل الهند وبنغلاديش، على دفع مبالغ ضخمة من الربا لبقية حياتهن. ولم يستطعن تحسين مستوى معيشتهن كما وعدتهن هذه المؤسسات التمويلية التي توفر هذه القروض الصغيرة. فعلى سبيل المثال، في قرية جوربا في بنغلادش، حيث يعيش يونس الذي أخذ قرضًا صغيرًا من بنك جرامين، إلا أنه ما زال فقيرًا كما كان في سنوات السبعينات من القرن الفائت. وفي الوقت نفسه يزداد عدد الرجال في قرية جوربا الذين يضطرون للقيام بأعمال يومية متعددة في مدينتي دكا وشيتاغونغ المجاورتين ليتمكنوا من سداد أقساط قروضهم الصغيرة والتي في جميع الحالات تقريبًا لم تساعد على إيجاد أعمال تعود عليهم بالأرباح. أما بالنسبة لقضايا التحرش الجنسي واستغلال النساء كأداة لمتعة الرجال، فقد تضاعفت في ظل تطبيق نظام الحريات الرأسمالية. فالمرأة في الهند وباكستان وبنغلادش ودول أخرى، تتعرض للاغتصاب والتعذيب والإذلال في ظل الوعود البراقة للمرأة بإعطائها حقوقها وتمكينها وتوفير فرص متكافئة لها. وما زالت المرأة الآن تتعرض لخداع النظام الرأسمالي العلماني الغربي لأكثر من قرن من الزمان.
لقد فشل النظام الغربي الرأسمالي فشلًا ذريعًا، ومهما حاول جاهدًا حماية المرأة تحت شعار المساواة والتمكين، فقد أصبح عارًا ومحط سخرية لأصحاب لحملة العقيدة الصادقة. ولقد حان الوقت الآن للنظر إلى نموذج بديل، نظام قد تم التحقق من صدقه وقدرته، وطُبّق بنجاح باهر لأكثر من 1300 عام، والسبب في قدرته على علاج كافة المشاكل والقضايا أنه جاء من الله سبحانه وتعالى الخالق المدبر للكون والإنسان والحياة وليس من عقل الإنسان القاصر. ولقد استطاع نظام الحكم في الإسلام الذي يطبق في دولة الخلافة الإسلامية أن يرفع من مكانة المرأة من مجرد متاع إلى أعلى المراتب كأم وزوجة وأخت وابنة، ويجب حمايتها ورعايتها وتوفير كل حاجاتها وأن تعامل كإنسان لا تختلف عن الرجل في الإنسانية. وهو نظام يضمن لها حقوقها الأساسية كالمأكل والمسكن والتطبيب والتعليم في جميع الظروف، ويضمن لها قدرتها على الالتحاق بأي مهنة تختارها دون الخوف من أن تُستغَل أو تتعرض للأذى. إن دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة هي وحدها القادرة على ضمان حقوق المرأة وتحريرها تحريرًا حقيقيًا من ظلم الأنظمة الوضعية. وهي وحدها القادرة على القضاء على الفقر كما فعلت من قبل. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: 66]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمارة طاهر
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
09 من رجب 1436
الموافق 2015/04/28م

No comments:

Post a Comment