Tuesday, April 28, 2015

دعاء المظلومين على كريموف عدو الدين

دعاء المظلومين على كريموف عدو الدين

إنا عبادك وحملة دعوتك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرّنا ومستودعنا، وتعلم منقلبنا ومثوانا، وسرّنا وعلانيتنا، وتطلع على نيّاتنا، وتحيط بقلوبنا، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا، ولا لنا منك معقل يحصننا، ولا حرز يحرزنا، ولا هارب يفوتك منّا، ولا يمتنع الظالم منك بسلطانه، ولا يجاهدك عنه جنوده، ولا يغالبك مغالب بمنعة، ولا يعازّك متعزّز بكثرة أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم منّا بك، وتوكّل المقهور منّا عليك، ورجوعه إليك، يستغيث بك إذا خذله المغيث، ويستصرخك إذا قعد عنه النصير، ويلوذ بك إذا نفته الأفنية، ويطرق بابك إذا أغلقت دونه الأبواب المرتجة، ويصل إليك إذا احتجبت عنه الملوك الغافلة، تعلم ما حلّ به قبل أن يشكوه إليك، وتعرف ما يصلحه قبل أن يرفعه إليك، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً.
اللّهم إنّه قد كان في سابق علمك، ومحكم قضائك، وجاري قدرك، وماضي حكمك، ونافذ مشيّتك في خلقك أجمعين، سعيدهم وشقيّهم وبرّهم وفاجرهم أن جعلت لعدوك وعدونا إسلام كريموف علينا قدرة فظلمنا بها، وبغى علينا لمكانها، وتعزّز علينا بسلطانه الذي خوّلته إيّاه، وتجبّر علينا بعلوّ حاله التي جعلتها له، وغرّه إملاؤك له، وأطغاه حلمك عنه، فقصدنا بمكروه عجزنا عن الصبر عليه، وتعمّدنا بشرّ ضعفنا عن احتماله، ولم نقدر على الانتصار منه لضعفنا، والانتصاف منه لذلّنا، فوكلناه إليك وتوكّلنا في أمره عليك، وتوعدناه بعقوبتك، وحذّرناه سطوتك، وخوّفناه نقمتك، فظنّ أن حلمك عنه من ضعف، وحسب أنّ إملاءك له من عجز، ولم تنهه واحدة عن أخرى، ولا انزجر عن ثانية بأولى، ولكنّه تمادى في غيّه، وتتابع في ظلمه، ولجّ في عدوانه، واستشرى في طغيانه جرأة عليك يا رب، وتعرّضاً لسخطك الذي ﻻ تردّه عن القوم الظالمين، وقلّة اكتراث ببأسك الذي ﻻ تحبسه عن الباغين.
فها نحن ذا يا ربي مستضعفون بين يديه، مستضامون تحت سلطانه، مستذلّون بعنائه، مغلوبون مبغيّ علينا خائفون، مروّعون مقهورون، قد قلّ صبرنا وضاقت حيلتنا، وانغلقت علينا المذاهب إلاّ إليك، وانسدّت علينا الجهات إلاّ جهتك، والتبست علينا أمورنا في دفع مكروهه عنّا، وأعيتنا الآراء في إزالة ظلمه، وخذلنا من استنصرناه من عبادك، وأسلمنا من تعلّقنا به من جندك، واستشرنا نصيحنا فأشار علينا بالرغبة إليك، واسترشدنا دليلنا فلم يدلّنا إلاّ عليك. فرجعنا إليك يا مولانا صاغرين راغمين مستكينين، وما رغبنا عن بابك من قديم ولا جديد، عالمين أنّه ﻻ فرج إلاّ عندك، ولا خلاص لنا إلاّ بك، أنجز وعدك في نصرتنا، وإجابة دعائنا، فإنّك قلت وقولك الحق الذي ﻻ يردّ ولا يبدل: ﴿وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ﴾ وقلت جلّ جلالك وتقدّست أسماؤك: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
وها نحن فاعلون ما أمرتنا به لا منّاً عليك، وكيف نمن به وأنت عليه دللتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا يا من ﻻ يخلف الميعاد. وإنّا لنعلم يا رب أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم - إسلام كريموف - للمظلوم - شباب حزب التحرير -، ونتيقّن أنّ لك وقتاً تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب، لأنّك ﻻ يسبقك معاند، ولا يخرج عن قبضتك أحد، ولا تخاف فوت فائت، ولكن جزعنا وهلعنا ﻻ يبلغان بنا الصبر على أناتك وانتظار حلمك، فقدرتك علينا يا ربنا فوق كلّ قدرة، وسلطانك غالب على كل سلطان، ومعاد كلّ أحد إليك وإن أمهلته، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته، وقد أضرّنا يا ربّ حلمك على إسلام كريموف، وطول أناتك له وإمهالك إيّاه، وكاد القنوط يستولي علينا لولا الثقة بك، واليقين بوعدك، فإن كان في قضائك النافذ، وقدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب، أو يرجع عن ظلمنا أو يكفّ مكروهه عنّا، وينتقل عن عظيم ما ركب منّا، فأوقع ذلك في قلبه الساعة الساعة قبل إزالته نعمتك التي أنعمت بها علينا، وتكديره معروفك الذي صنعته عندنا. وإن كان في علمك به غير ذلك، من مقام على ظلمنا، فنسألك يا ناصر المظلوم المبغي عليه إجابة دعوتنا، وخذه من مأمنه أخذ عزيزٍ مقتدر، وأفجئه في غفلته، مفاجأة مليك منتصر، واسلبه نعمته وسلطانه، وفضّ عنه جموعه وأعوانه، ومزّق ملكه كلّ ممزّق، وفرّق أنصاره كلّ مفرّق، وأعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر، وانزع عنه سربال عزّك الذي لم يجازه بالإحسان، واقصمه يا قاصم الجبابرة، وأهلكه يا مهلك القرون الخالية، وأبره يا مبير الأمم الظالمة، واخذله يا خاذل الفئات الباغية، وابتر عمره، وابتزّ ملكه، وعفّ أثره، واقطع خبره، وأطفئ ناره، وأظلم نهاره، وكوّر شمسه، وأزهق نفسه، وأهشم شدّته، وجبّ سنامه، وأرغم أنفه، وعجّل حتفه، ولا تدع له جُنّة إلاّ هتكتها، ولا دعامة إلاّ قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلاّ فرّقتها، ولا قائمة علوّ إلاّ وضعتها، ولا ركناً إلاّ وهنته، ولا سبباً إلاّ قطعته. وأرنا يا مولانا أنصاره وجنده وأحبّاءه وأرحامه عباديد بعد الألفة، وشتّى بعد اجتماع الكلمة، ومقنعي الرؤوس بعد الظهور على الأمّة، واشف بزوال أمره القلوب المنقلبة الوجلة، والأفئدة اللهفة، والأمّة المتحيّرة، والبرية الضائعة، وأدل ببواره الحدود المعطّلة، والأحكام المهملة، والسنن الداثرة، والمعالم المغيّرة، والمساجد المهدومة. اللهم وأرح به الأقدام المتعبة، وأشبع به الخماص الساغبة، وأرو به اللهوات اللاغبة، والأكباد الظامئة، واطرقه بليلة ﻻ أخت لها، وساعةٍ ﻻ شفاء منها، وبنكبة ﻻ انتعاش معها، وبعثرةٍ ﻻ إقالة منها، وأبح حريمه، ونغّص نعيمه، وأره بطشتك الكبرى، ونقمتك المثلى، وقدرتك التي هي فوق كل قدرة، وسلطانك الذي هو أعزّ من سلطانه، واغلبه لنا جبار السموات والأرض بقوّتك القوية، ومحالك الشديد، وامنعننا منه بمنعتك التي كل خلق فيها ذليل، وابتله بفقرٍ ﻻ تجبره، وبسوء ﻻ تستره، وكله إلى نفسه فيما يريد، إنّك فعّال لما تريد.
اللهم ابرأه من حولك وقوّتك، وأحوجه إلى حوله وقوّته، وأذلّ مكره بمكرك، وادفع مشيّته بمشيّتك، واسقم جسده، وأيتم ذريته، وانقص أجله، وخيّب أمله، وأزل دولته، وأطل عولته، واجعل شغله في بدنه، ولا تفكّه من حزنه، وصيّر كيده في ضلال، وأمره إلى زوال، ونعمته إلى انتقال، وجدّه في سفال، وسلطانه في اضمحلال، وعافيته إلى شر مآل، وأمِتْه بغيظه إذا أمتّه، وأبقه لحزنه إن أبقيته، وقنا شرّه وهمزه ولمزه، وسطوته وعداوته، والمحه لمحة تدمّر بها عليه، فإنّك أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً، يا جبار يا منتقم يا ربّ العالمين.
آمين آمين آمين
09 من رجب 1436
الموافق 2015/04/28م

No comments:

Post a Comment